- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
إلى سماحة السيد عمار الحكيم رئيس تيّار الحكمة الوطني
بقلم: أياد السماوي
سماحة السيد عمار الحكيم رئيس تيّار الحكمة الوطني المحترم.. السلام عليكم ورحمة وبركاته وبعد..
تابعنا باهتمام بالغ كما تابع معنا كلّ المعنيين بالشأن السياسي العراقي قرار تيّار الحكمة الوطني بالانتقال إلى المعارضة السياسية , كما واستمعنا إلى اللقاء الذي أجراه سماحتكم مع مركز الرافدين حول هذا الموضوع , واستمعنا أيضا إلى تصريحات بعض الأخوة القياديين في تيّار الحكمة حول نفس الموضوع.. ولا نخفيكم القول سماحة السيد فإنّ الانطباع الذي توّلد لدينا من خلال هذه المتابعات أنّكم في تيّار الحكمة لا زلتم بعيدين عن فهم معنى المعارضة السياسية وكيف تتشّكل هذه المعارضة وما علاقتها بالحكومة.. وقبل إبداء رأينا المتواضع جدا يهمنا أولا أن نلخص لسماحتكم بشكل بسيط ومختصر معنى المعارضة السياسية وآليات العمل في صفوف المعارضة السياسية.. المعارضة السياسية هي مجموعة أحزاب خارج الحكومة يجمعها برنامج مختلف تماما عن برنامج الحكومة وهذه الأحزاب تسعى لإسقاط الحكومة والحلول محلّها.. فالهدف الأول والأخير لأي معارضة سياسية في العالم هو إسقاط الحكومة والحلول محلّها , وهذا الهدف لا يتّحقق إلا من خلال تحقيق الأغلبية السياسية , فالأغلبية السياسية هي التي تضمن تشكيل الحكومة وتحقيق برامج المعارضة.. وفي كل الديمقراطيات في العالم هنالك أغلبية سياسية تشّكل الحكومة وأقلّية تشّكل المعارضة السياسية.. وصناديق الاقتراع هي التي تحدد من هو الطرف الذي يشّكل الأغلبية السياسية ومن هو الطرف الذي يشّكل الأقلية السياسية المعارضة.. والغريب أنّ تيّار الحكمة الوطني يتصوّر أنّ عدم مشاركته في الحكومة الحالية قد جعل منه معارضة سياسية..
سماحة السيد.. هذه ليست معارضة سياسية ولا ينطبق عليها مفهوم المعارضة السياسية , وإنّما هو نأي بالنفس عن الأخطاء التي ترتكبها الحكومة ليس إلا , وهذا ما أشرتم إليه في لقائكم مع مركز الرافدين , وسماحتكم يعلم أنّ الحالة العراقية هي حالة مشوّهة أنتجت نظاما مشوّها ودستورا مشوّها وسلطات مشوّهة وأحزابا مشوّهة.. وإذا ما أراد سماحتكم تشكيل نواة معارضة سياسية حقيقة فهذا يتطلّب جملة أمور:
أولا / إقناع عددا من الأحزاب المشاركة في الحكومة الحالية بترك الحكومة والتوّجه للمعارضة.
ثانيا / أن يكون لهذه الأحزاب برنامجا مختلفا تماما عن برنامج الحكومة ومنهجها.
ثاللثا / أن يكون هدف هذه الأحزاب المعارضة هو إسقاط الحكومة والحلول محلّها.
رابعا / تتبّني هذه الأحزاب مبدأ الأغلبية السياسية في الحكم الذي هو جوهر النظام الديمقراطي.
خامسا / التخلّي تمام عن مبدأ المحاصصات الذي سارت عليه العملية السياسية القائمة.
سادسا / السعي لتغيير الدستور وانتخاب رئيس الحكومة بشكل مباشر من قبل الشعب.
والقول أنّ تيّار الحكمة الوطني لا يسعى لإسقاط الحكومة فهذا يعني أنّ سماحتكم لا زال بعيدا عن فهم المعنى الحقيقي للمعارضة السياسية , بل وفهم العملية الديمقراطية بشكلها وجوهرها الحقيقي , وليس هذا المخلوق المشوّه الذي ساهمتم بصناعته , وبالنسبة لي لا في هذا الانتقال أي جدوى وفائدة سياسية ما لم تكن هنالك مجموعة من الأحزاب معكم متفقة على برنامج واحد وتسعى لإسقاط الحكومة.. وإذا ما تمّكن تيّار الحكمة الوطني ونجح في إقناع أحزاب سياسية أخرى بترك الحكومة والانتقال للمعارضة , عندها يكون يكون التيّار قد خطى الخطوة الصحيحة في خلق معارضة سياسية تكون متهيأة لإسقاط الحكومة والحلول محلّها.. في الختام تقبلّ مني سماحة السيد عمار الحكيم كلّ مشاعر الوّد والاحترام.. وفقكم الله وسدد خطاكم.
أقرأ ايضاً
- خارطة طريق السيد السيستاني
- خارطة طريق السيد السيستاني
- النفط.. مخالب في نوفمبر وعيون على الرئيس القادم لأمريكا