بقلم: باسم الشيخ
موقف لايحسد عليه يعيشه السيد عادل عبد المهدي رئيس مجلس الوزراء وهو بعد لم يمضِّ مائتي يوم من عمر حكومته، بعد ان وضع نفسه بين اكثر من سندان وتتوالى عليه المطارق من كل اتجاه.
عبد المهدي الذي يحاول تأكيد قدرته على تجاوز الازمة التي تحيق بمركبه الحكومي يواجه مصاعب جمة مع شركائه وداعميه المطلبين الذين لم يتفقوا على استكمال كابينته الوزارية ليدخلوه سريعاً في خانق حرب الوظائف الكبيرة بالوكالة التي بدأ سعير لهبها يلسع وجه العملية السياسية ليبدو حارقاً كلما اقترب الموعد الذي قطعه السيد على نفسه لانهاء هذا الملف، في الواجهة السياسية الاخرى تتهدد عبد المهدي تحذيرات قوى ممتعضة تشعر بالاقصاء وباتت تلملم شتاتها لتشكل قوة معارضة مؤثرة وضاربة تسعى ضمناً للاطاحة بحكومة السيد يشاطرها النية حلفاء فاعلين قد ينضموا للمعارضين في اية لحظة تنسجم مع اهوائهم.
والذي يزيد من أزمة الحكومة المهدوية وحيرتها هي رسالة عدم الرضا التي جاءت واضحة على لسان خطيب المرجعية في الجمعة الفائتة محملة بالتأنيب واللوم والتقريع في استذكار لخارطة الطريق التي رسمتها للحكومة قبل استيزار عبد المهدي، مما يعقد المشهد ويدفع بالرئيس للاستنجاد بداعميه الرئيسيين الفتح وسائرون لاستدراك الحل الذي يراه مأموراً بأيديهم، لكن خلف أكمة المصالح والطموحات السياسية ما يبدد حلم الرجل بتلقي العون والمساعدة.
ولكن التهديد غير المنظور الذي لايضعه احد في الحسابات العملية، هو ما ينتظر الحكومة من غضب شعبي واحتجاجات جراء تنامي النقمة الشعبية مقابل غياب المنجز او الحلول لأزمة الخدمات التي غالباً ما يجعلها تطفو على السطح غليان قدور الصيف الفوارة بالسخط والمسجورة على ما يجمع من حطب آمال النخب الطامحة للتغيير لتغذية الشارع بطبيخ قد لايسعفه الوقت للنضوج.
حكومة السيد تتهادى في لج متلاطم من تناقضات قد تكون اعادة التوازن فيها عملية شبه مستحيلة مع وجود ربان يبدو عليه التردد والاحجام عن اتخاذ القرار الشجاع.
أقرأ ايضاً
- خارطة طريق السيد السيستاني
- خارطة طريق السيد السيستاني
- موقف السيد السيستاني من سرقة أموال الشعب بعنوان مجهول المالك؟!