اكد معاون الأمين العام للعتبة العبّاسية المقدّسة والمشرف على فرقة العبّاس (عليه السلام) القتاليّة الشيخ ميثم الزيدي خلال حفل إزاحة الستار عن نموذج دبّابة الكفيل/1، الذي أُقيم صباح اليوم الخميس، على استعداد الفرقة لنقل هذه التقنيّة للجيش العراقي.
وقال الزيدي خلال الحفل الذي حضرته وكالة نون الخبرية: "الحضورُ الكريم نبارك لكم هذا اليوم السعيد والمبارك الذي يسجّل مفخرةً من مفاخر هذا البلد المعطاء، ألا وهي فتوى المرجعيّة الدينيّة العُليا في النجف الأشرف التي أُطلقت عندما شهد العراق أعتى هجمةٍ إرهابيّة نفّذتها ما تُسمّى عصابات داعش".
واضاف، "نحن لا نعتقد أنّ جيشنا العراقيّ انكسر في تلك الفترة، بل كان هناك تقصيرٌ وخيانة من بعض الجهات لهذا البلد، لذا انهارت بعض قوّات الجيش العراقيّ، وهذا ما حدا بالمرجع الأعلى على إطلاق هذه الفتوى المباركة التي كانت بلسماً لجروح هذا البلد المعطاء، واستنهضت همم الخيرة من أبناء هذا الشعب الأبيّ لدحر العدو الداعشيّ الذي أُعدّ بعنايةٍ كبيرة".
وتابع، ان "القتال مع عصابات داعش في تلك الحقبة كان قتالاً شرساً، فنحن كنّا نقاتل عدوّاً متمكّناً أُعدّ إعداداً بمستوى عالٍ، لكن كان النصر للعراقيّين الأبطال الذين دحروا العدوّ الذي كان يستهدف كلّ العالم وليس العراق فقط".
واوضح الزيدي "نحن في العتبة العبّاسية المقدّسة نعتقد أنّ العقل العراقيّ هو عقلٌ مبدعٌ ومفكّر ومُنتج، وهذا ناتجٌ عن تجربةٍ عمليّة، وهذه القناعة ولّدت لدينا أنّه لا يوجد مستحيل أمام العقل العراقيّ، لذا تبنّت العتبةُ بعض المشاريع ودعمتها، وكذلك تحمّلت الأخطاء في العمل التي تكون غير مقصودة"، مبيّناً: "مشروعنا اليوم الذي نحن في صدده هو تطوير دبّابة متهالكة صُنعت في عام 1946م، لتُجرى عليها تحسيناتٌ وتطويرات لتكون دبّابةً تنافس قريناتها، فهناك من كان يعتقد أنّ هذا حلمٌ لن يتحقّق، ولكن أكملنا المسير في هذا المشروع إيماناً منّا بما نملكه من خبراتٍ وإمكانيّات".
واكد الزيدي، إنّ "هذه الدبّابة أصبحت بعد التطوير تملك مدى الرصد والاستطلاع هي الأحدث في الشرق الأوسط، حيث يصل المدى إلى (14 كم)، ليكون هذا الإنجاز عراقيّاً خالصاً"، مشيراً الى "إنّ هذا التطوير فكرةً وتصميماً وتنفيذاً كان من قبل مركز البحث والتطوير التابع لفرقة العبّاس (عليه السلام) القتاليّة، حيث اختصر أيضاً في طائفة تشغيل الدبّابة إلى ثلاثة أشخاص بعد أن كانوا أربعة، وهذه إحدى مميّزات دبّابة الكفيل/1 عن غيرها، وهذا جاء من نهجنا بأنّ القيمة الإنسانيّة هي أغلى من أيّ قيمةٍ أخرى، حيث حوّلت جميع منظومات هذه الدبّابة إلى المنظومة الإلكترونيّة والكهربائيّة".
داعياً الجهات المعنيّة إلى إعادة التصنيع الحربيّ في ظلّ التحدّيات التي يواجهها البلد، مؤكّداً أنّه "ليس لدى العتبة العبّاسية المقدّسة أيّ فكرةٍ في الاستمرار بهذا التطوير العسكريّ وإنّما أرادت أن تُعطي رسالةً عمليّة، وهذا المنجز هو هديّة لسماحة المرجع الدينيّ الأعلى السيّد علي الحسيني السيستاني، ونقول: سيّدنا لا زلنا على اليقظة والحذر ونطوّر أسلحتنا، لن ننسى شهداءنا الذين سنضع حجر الأساس عصر هذا اليوم لبناء دورٍ لعوائلهم، وهي هديّةٌ ثانية نقدّمها له".
مؤكّداً في ختام كلمته: "نحن مستعدّون لنقل هذه التقنيّة كلّها للجيش العراقيّ، ونتمنّى أن يحوّل كلّ سلاح الدبّابة (T55) في الجيش وقوّات الحشد الشعبيّ إلى نموذج الكفيل/1".
وبحسب صفحة خلية الخبراء التكتيكية على فيسبوك التي نشرت معلومات عنها، فإن الدبابة كفيل-1 (kafil-1) مزودة بأحدث التقنيات العسكرية. وفيها رؤية بانورامية شاملة تغطي زاوية 360 درجة وتزيل البقع العمياء من النواضير والتي يستغلها الأعداء بشكل خاص في معارك المدن لاستهداف الدبابة.
ويوجد فيها كاميرا رؤية نهارية/حرارية حديثة بمدى رؤية يصل إلى 14 كم من إنتاج شركة فلير الأمريكية وهو مدى الكشف الأبعد مقارنة بأي دبابة مستخدمة في الشرق الأوسط. بالإضافة إلى كاميرات أخرى متعددة على البرج الكهربائي وعلى كافة مناطق البدن.
وتم تحديث هيكلة الإدارة البشرية الداخلية للطاقم المشغل وهي تختلف كليا عن البنية الغربية والشرقية المعروفة.
وزودت دبابة الكفيل-1 بمحرك أوكراني بقدرة 580 حصانا يعمل بالديزل من 12 أسطوانة مع ناقل حركة أوتوماتيكي له 5 سرعات أمامية وواحدة للخلف.
يتمثل التسليح الرئيسي بمدفع محلزن نوع D-10T عيار 100 ملم له قدرة الرمي القوسي مثل الهاوتزر لمدى 17 كم والرمي المباشر لمدى دقيق 4 كم.
كما زودت ببرج كهربائي يتحكم به من الداخل مسلح بمدفع رشاش أمريكي نوع M2_50cal عيار 12.7 ملم ومدفع رشاش أخر على السطح نوع Dhaka عيار 12.7 ملم و رشاش محوري موازي للمدفع الرئيسي نوع PK عيار 7.62 ملم مخفي داخل البدن.
وتم تطوير الدرع الخارجي محليا ويتمثل بسبيكة من الحديد والكاربون والمنغنيز ومشوبات أخرى لزيادة الصلابة.
و امكانية استبدال وتغيير القطع التالفة من التدريع بسهولة حال تعرضها للضرر في ساحة المعركة ما يكسبها مرونة عالية.
وتجعل القدرات العالية والكشف البصري والتقنيات المتطورة من الدبابة تمثل قفزة في عالم الدروع الحديثة ودبابات المعركة الرئيسة.
دبابة الكفيل هي الانطلاقة الجديدة للصناعة العسكرية العراقية وفخرها وأكبر مشاريع هذا القطاع منذ حوالي 30 سنة.
كرار الاسدي - كربلاء
تصوير: علي فتح الله
أقرأ ايضاً
- السفيرة الامريكية: للحكومة العراقية الدور بالضغط الدبلوماسي والذي تمخض عنه وقف اطلاق النار بلبنان
- الحكومة العراقية تعدّل قراراً خاصاً بالتبرع من رواتب موظفيها الى لبنان وغزة
- تركيا منفتحة على المبادرة العراقية للوساطة مع سوريا وتدعو لاجتماع ثلاثي