- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
نفحات عطرة من سيرة راهب آل محمد
بقلم/ عبد اللطيف الشميساوي
مما لاشك فيه أن الإمام موسى بن جعفر عليه السلام، هو دليل إلى الحق والهدى والإيمان، فسيرته شاهد يشهد للجميع، وبرهان ساطع بالعلم والتقى، ومواقفه تكشف عن مدى إيمانه والتزامه.
عمر الإمام موسى بن جعفر عليه السلام 55 عاماً، قضى منها 20 عاماً في حياة والده الإمام جعفر الصادق و35 بعد وفاته.
كان يلقب ب الكاظم. والعبد الصالح، ورآهب آل محمد وفي المدينة كان يعرف بزين المتهجدين. أما بعد وفاته، فقد اشتهر بلقب غطى على بقية ألقابه وهو باب الحوائج، لما عرف به (عليه السلام) من الكرامات والمعاجز،
نشأ في جو عبق بالإيمان، فإن البيئة الدينية التي تربى بها الإمام الكاظم عليه السلام في كنف أبيه وأسرته كان لها أبلغ الأثر في تكوين شخصيته وصفاته، كانت البيئة التي عاش فيها الإمام بيئة دينية تسودها القيم الإنسانية والمُثل العليا، عاش في بيت يمثل معهداً من معاهد الفضيلة، والتقوى والإيمان، تغمره المودة والمحبة، مجتنبة لكل ما يشوب الجو الأسري من المشاكل التي لها تأثير في تنشئة الأبناء و تكوين شخصيتهم.
بذلك فقد توفرت للإمام جميع عناصر التربية الرفيعة بجانب نسبه الشريف.
كيف لا وهو من أولاد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والأئمة الميامين عليهم السلام.
ارتاد مدرسة أبيه العلمية الكبرى التي أنشأها في الكوفة، والتي خرّجت الآلاف من العلماء والفلاسفة والفقهاء والمحدثين، وجامعته العلمية، وتدرج بها.
فغدا عالما لا كالعلماء وتقيا لا كالأتقياء أتقن العلم، وعمر قلبه بالإيمان فغدا بذاته مدرسة تخرج العلماء والطلاب كما كان يفعل والده.
قال الطبرسي: «قد اشتهر بين الناس أن أبا الحسن موسى كان أجلّ ولد الصادق شأناً، وأعلاهم في الدين مكاناً، وأفصحهم لساناً وكان أعبد أهل زمانه وأعلمهم وأفقههم.» (١)
--------------------------------
١- عيون اخبار الرضا\الشيخ الصدوقج2 ص 94^
أقرأ ايضاً
- الرسول الاعظم(صل الله عليه وآله وسلم) ما بين الاستشهاد والولادة / 2
- الرسول الاعظم(صل الله عليه وآله وسلم) ما بين الاستشهاد والولادة
- شرط (حسن السيرة والسلوك) في الوظائف العامة.. شرط قانوني ام إسقاط فرض ؟