- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
الفرد العراقي وأيدلوجية التناقض
كفاء حسن الربيعي
"لم يقع العقل البشري في مكيدة ابشع من مكيدة البحث عن الحق والحقيقة"
علي الوردي.
رقي المجتمعات يبدأ من أرتفاع مستوى الارتقاء في التفكير والاخلاق والتعامل والثقة بالنفس، وعكس ذالك يصبح المجتمع في حالة من الفوضى.
في الوقت الراهن اصبحت شخصية الفرد العراقي مليئة بالتناقضات، واصبح التناقض في شخصيته صفه يمارسها يوميا سواء عن إدراك او غير ادراك،لٱ ننكر ان صفة التناقض موجودة لدى جميع شعوب العالم لكن على مستوى العراق فنسبة هذه الصفة تكاد تكون سائدة على المجتمع وهذا مؤشر خطير، فعلى السبيل الشخصي للفرد كثيرا ما الاحظ إنسان يدعي التحضر والإيمان بالتعايش بين مختلف الديانات والطوائف، لكنه وقت الجد تجده من المتعصبين ويبدأ بالدفاع عن عاداته وتقاليده هو والمخالفة للواقع اللذي كان يدعوا للتعايش معه.
ومن ناحية الاخلاق غالبا ما تجده يرفض الانحطاط الاخلاقي والتصرفات السيئة والمثيرة للأشمئزاز،لكن ما ان تضعه بموقف لايرضاه حتى ترى انواع الشتائم والاتهامات الباطلة والسباب والالفاظ النابيه اللتي يصعب تصديق فكرة إنها خرجت من هذا الشخص.
وايضا نرى بعض الافراد في العراق يدعون الى مقاطعة دولة معينة وعدم التعامل معها،كجزء من محاربتها،لكن في الجانب الاخر تراهم انفسهم يتاجرون بالبضائع مع تلك الدولة ويروجون لبضائعها وقد وصل الحال لدى بعضهم الى تهريب بضائعها لتدخل الى البلد.
وكذالك في السياسة، اصبح معروفا لدى الكثير من الحركات السياسية اللتي تدعي بأنها ستؤمن الحياة الكريمة وستنهض بالواقع الخدمي والمعيشي للفرد العراقي،ولم تطبق ايا مما ذكرت حال وصولها لكرسي الحكم،بل تصرفت عكس مانادت به.
وبعض رجال الدين ايضا لم يستثنوا من القاعدة فتراهم يرتقون المنابر ويتحدثون عن تعاليم الدين والقيم والمثل العليا والابتعاد عن الانحرافات السلوكية والعقائدية، لكن حالما ينزلون من المنابر ويخرجون من المساجد تجدهم يمارسون ما نهوا الناس عنه.
كل هذا يوصلني الى قناعة تامة بأن شخصية الفرد العراقي في الوقت الراهن هي شخصية متناقضة جدا لٱ تكاد تعرف منـِْها الحق والباطل والحقيقة والكذب،وهذا ما اشار اليه المفكر الدكتور علي الوردي في كتابه (مهزلة العقل البشري) حيث قال "لم يقع العقل البشري في مكيدة ابشع من مكيدة البحث عن الحق والحقيقة" وهذا بحد ذاته يؤدي الى خللا يزعزع استقرار الذات لدى الفرد المتناقض وبالتالي يشكل خطرا على المجتمع اللذي يحيط به،وعلاجها يكمن فيعلاج السلوك المعرفي والنفسي لدى الافراد بالاضافه الى تثقيف الفرد لنفسه بحضوره للندوات التنمويه لتعزيز وبناء شخصيه سليمه لديه.
أقرأ ايضاً
- ضرائب مقترحة تقلق العراقيين والتخوف من سرقة قرن أخرى
- الأطر القانونية لعمل الأجنبي في القانون العراقي
- تفاوت العقوبة بين من يمارس القمار ومن يتولى إدارة صالاته في التشريع العراقي