بقلم: عادل الموسوي
في مقال سابق عنوانه: "المرجعية الدينية واعراب الجاهلية" تحدثت عن "لحن قديم اعتصرته ذاكرتي... " وذكرت اني زرت وصاحبي قبل اكثر من عشرين عاما "براني" سماحة السيد المرجع، ومما وصفت به تلك الزيارة قولي:
"جاء سيدي فقام القعود بالصلوات علم النبي ص، فقعد للافتاء فقعدنا مقاعد للسمع نسترق كل نبسة من شفاه الياقوت.. يا الهي ماتلك الهيبة الملكوتية.. عمامة سوداء كأنها السماوات مطويات.. لحية كثة بيضاء طويلة ومن وراء ثنايا اللؤلؤ بيان آل بيت محمد ص لاحكام دين الله "، وذكرت ان ولدي تشرف ضمن وفد لطلبة العلوم الدينية بزيارة سماحة السيد المرجع.
وكان للحديث بقية:
لم يطلعني على كل ما دار في ذلك اللقاء مشافهة، ووعد بإطلاعي مكاتبة موثقة ممن قعد مقاعد للسمع، وقد اكحل ناضري بها، فأحببت ان انفقها تزكية للعلم.
بداية ارتأيت ان اخرجها بتصرف بما يناسب سياق القلم، لكن عدلت عن ذلك امانة للنقل، فهي على عهدة الموثق الناقل عن لسان الموثق له:
"حديث سماحة السيد المرجع لوفد من طلبة العلوم الدينية"
- اهتمام الائمة ع في ان يكون شيعتهم متفقهين في كل الامور.. وكان الامام ع يقول: "وددت ان تضرب رؤوس اصحابي بالسياط حتى يتفقهوا في الدين" وليس المقصود بالتفقه في خصوص الحلال والحرام بل في فهم دقائق الدين وفهم ما يجري من الامور كافة بدقة والتعرف عليها وما يحيط بك من امور وكيفية التعامل معها.
- الظروف التي مر بها العراق كنا محيطين بها ولم نغفل عما غفل عنه في ثورة العشرين فقد افتينا بضرورة كتابة الدستور واوجبنا الانتخابات كمقدمة لإخراج الاحتلال لانه لا يخرج الاحتلال الا بحكومة شرعية منتخبة، ولم افت بالحرب ضد الامريكان عند دخولهم لانه لا تكافؤ في القوة.
وقد عملت المرجعية لكل العراقيين سنة وشيعة وغيرهم، والاخوة افتوا بحرمة الانتخابات في البداية فأحسوا بخطإهم وتراجعوا.
كل ما عملناه من خطوات تبني البلد وتحقق سيادته كانت ببركات الائمة الطاهرين، وابطلنا مؤامرة تقسيم البلاد.
- الشيء الذي اوجب الابتلاء به هو السياسيون وامتيازاتهم الباطلة ومنعناهم من هذه الامتيازات ومن الفساد لكن جلهم رفض ذلك فرفضنا استقبالهم من خمس سنوات.
- وجهنا الناس بضرورة تغيير هؤلاء الفاسدين ولكن البعض من الناس يختارهم من جديد واخرون لم يشاركوا في الانتخابات مما ادى الى الحاق الضرر بالشيعة.
- يتهمون المرجعية انها اشتبهت واخطأت في موقفها، كلا لم نشتبه بل انتم ضيعتم حقوقكم باختياركم الفاسدين.
- ان المرجعية لا تريد من الناس شيئا ولئلا يتوهم احد بأننا نحتاج الى شيء افتينا بأن كل مكلف يوزع حقوقه على من يعرفه من المحتاجين ولا يحتاج الى مراجعتنا، وان المرجع يسكن في بيت اوقف على عنوان: "عالم ليس له بيت" وانا عالم ليس لي بيت، فسكنت فيه لا املك شيئا ولا اريد شيئا كل ما اقوم به لأجلكم لأجل الشيعة ومصالحكم.
- لابد للشيعة ان يتحروا الدقة في جميع امورهم حتى مرجعهم الذي يقلدون انظروا قول امامكم يتحقق معه: "مخالفا لهواه مطيعا لامر مولاه"
- تواصوا بينكم وتزاوروا فقد كان احد اصحاب الائمة ع يزور اربعين مؤمنا لما فيه من الخير، فإنها توصيات الائمة ع ولاتخرج عنها، التزاور بين المؤمنين مهم لحفظهم وحفظ حقوقهم وان لايتنافسوا خلف مايحصل اليوم من التشويه والتشنيع من خلال الوسائل الاعلامية.
- ثم قال سماحته لاحد ابطال الدعم اللوجستي: ببركة الفتوى ودعمكم للمقاتلين وتضحياتهم نجى العراق واهله من كارثة لا يعلم الا الله مدى بشاعتها، فكان لكم الفضل ليس على العراق بل على شعوب المنطقة بما فيها ايران لأنهم كانوا مستهدفين بهذا الشر ايضا.." - انتهى-
اشارات:
- ان ما غفل عنه الاولون في ثورة العشرين لم يغفل عنه سماحة السيد المرجع:
تدعو الى اعادة تكوين الصورة عن الاحداث السياسية في تاريخ العراق الحديث وان ما اتى به السيد المرجع من خطوات هي لتصحيح المسار واعادة الامور الى نصابها الصحيح، اي انه غير معادلة خاطئة استمرت قرابة القرن.
- الافتاء بوجوب الانتخابات الاولى وضرورة كتابة الدستور كان مقدمة لاخراح المحتل:
منه يتبين لمن الفضل في اخراج المحتل ويتبين ايضا بعض من اسباب الافتاء بوجوب الانتخابات.
- تنبيه الى تحري الدقة في كل شيء ومنها تقليد المجتهد والضابط لذلك هو ان يكون " مخالفا لهواه مطيعا لأمر مولاه ":
ربما فيه اشارة الى انه ممن يتحقق فيه ذلك الامر فله وجوب الطاعة وربما يعني وجوب تحري هذا الامر في من يأتي بعده، وارجو ان لايكون ينعى نفسه.
- مانحن فيه من بلاء وابتلاء هو السياسيون الذين لابد من تغييرهم، الاشتباه والخطأ ليس من المرجعية بل من سوء اختيار الناخبين.
وفيه بيان واضح لضرورة حسن الاختيار وحتمية التغيير.
ولك اعادة النظر والتأمل في تلك الدرر مرات ومرات لعلك تتحف بغير مارأيناه من إشارات.
أقرأ ايضاً
- مواجهة الخطر قبل وصوله
- الهجرة من ذي قار
- توقعات باستهداف المنشآت النفطية في المنطقة والخوف من غليان أسعار النفط العالمي