- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
إلغوا عقولكم أيها العراقيون وصدّقوا مبعوث أبو ايفانكا
بقلم: أياد السماوي
شنّ مبعوث أبو ايفانكا الخاص للشؤون الإيرانية برايان هوك هجوما عنيفا على زيارة الرئيس الإيراني حسن روحاني إلى العراق , داعيا العراقيين إلى رفضها ومحذرا إياهم من أنّ إيران تهدف في نهاية المطاف إلى جعل العراق إحدى محافظاتها , ففي تصريح له يوم الثلاثاء على قناة الحرّة قال برايان هوك ((يجب على العراقيين أن يتشككوا في دوافع الرئيس حسن روحاني وزيارته إلى العراق , لأن الحكومة الإيرانية لا تعطي الأولوية لحالة شعبها , فكيف يمكن أن يكون تحسين وضع الشعب العراقي من أولوياتها ؟
وأضاف أنّ النظام الإيراني يسعى إلى زيادة قوته ولا يهمه مصلحة الشعب العراقي , مشيرا إلى أنّ الولايات المتحدة مؤيدة لسيادة العراق وأمنه ورخائه , لكنّ النظام الإيراني لا يمّثل أيّا من هذه المصالح , وحذر من أنّ النظام الإيراني يعتزم محاربة الهوية العراقية وإثبات الهوية الشيعية في العراق , بينما يعتز غالبية العراقيين بهويتهم الوطنية , لافتا إلى أنّ الهدف من ترويج نظام طهران للهوية المذهبية الشيعية هو زيادة نفوذه في منطقة الشرق الأوسط وتشكيل ممر شيعي مستخدما العراق كوسيلة)).
هذا ما جاء في حديث مبعوث أبو ايفانكا الخاص للشؤون الإيرانية.. ومن خلال هذا الحديث الموّجه للشعب العراقي يبدو واضحا أن أمريكا وزعيمها أبو ايفانكا حريصة حد النخاع على مصلحة الشعب العراقي ورخائه، وحريصة حتى كعب الحذاء على سيادة العراق وأمنه , وحريصة حد الثمالة على الهوية الوطنية العراقية.. وهذا الحثالة يتوّهم أنّ الشعب العراقي الذي قدّم آلاف الشهداء من خيرة أبنائه وشبابه دفاعا عن سيادة العراق وأمنه ومقدساته ضدّ أكبر عصابة دموية عرفتها الأنسانية , يمكن خداعه بهذا الخطاب الكاذب والمخادع , متناسيا أنّ من تصدّى إلى صنيعة أمريكا داعش هم أبناء العراق من كل مكوّناتهم شيعة وسنّة وأكرادا وتركمانا ومسيحيين وأيزيديين وصابئة وشبك , وأرخصوا الأرواح دفاعا عن العراق وترابه ومقدّساته , في وقت كانت أمريكا وأذنابها ينتظرون لحظة بلحظة سقوط بغداد بيد داعش بعد أن منعت السلاح والعتاد عن الجيش العراقي , وكانت أرتال داعش التي تمتّد إلى بضعة كيلومترات تعبر الحدود السورية متجهة نحو الموصل تحت أنظار أقمار أمريكا الصناعية وطائراتها التجسسية , والعراقيون ليسوا سذّجا ولا يستطيعوا أن يميّزوا بين الحريص فعلا على أمن العراق وسيادته ومصلحة شعبه ورخائه وبين من قدّم كلّ أشكال الدعم المادي واللوجستي والعسكري والإعلامي لداعش التي ارتكبت افضع الجرائم في التأريخ المعاصر.
نقول لمبعوث أبو ايفانكا أهل مكة أدرى بشعابها والعراقيون أعرف بمصلحتهم ولا حاجة لنا بنصائحك أيها الحثالة.. واعلم أنّ مصلحة الشعبين الشقيقين العراقي والإيراني لا تتزعزع بتحريض مبعوث ساذج لرئيس أحمق.
أقرأ ايضاً
- متى يعتذر العراقيون لنور زهير؟
- العراقيون يفقدون الثقة في الديمقراطية
- هل يدير العراقيون ظهورهم لمجالس المحافظات؟