- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
الشَّهيدُ النِّمر..الإِصلاحُ السِّياسي أَوَّلاً
نــــــــــــــــــزار حيدر
١/ لقد أَثبتَ الشَّهيد آية الله الشَّيخ نمر باقر النِّمر [أَعدمهُ نظام (آل سَعود) في ٢ كانُون الثَّاني من عام ٢٠١٦] بنهجهِ الثَّوري ومنهجهِ الرِّسالي أَنَّ الإِصلاح، أَيَّ إِصلاحٍ، الذي لا يبدأ من الإِصلاح السِّياسي فهوَ أُكذوبةٌ يتستَّر بها الحاكم الظالِم لخِداعِ الرَّأي العام وتضليلِ المُغفَّلين!.
فالفسادُ في السِّياسةِ هو أُسُّ كلِّ فسادٍ في المُجتمعِ! ولقد أَثبتَ نهجُ الشَّهيد أَن الإِصلاح لا معنى لَهُ إِذا لم يحترم حقوق الإِنسان وحريَّة الكلِمة! فلقد ثبُتَ الْيَوْم لكلِّ ذي عَينٍ بصيرةٍ أَن [إِصلاحات] محمَّد بن سلمان، المعروف بـ [محمَّد مِنشار] المزعومةِ لم تكُن أَكثرَ من مُحاولاتٍ لذرِّ الرَّماد في العيُون، فهي غير معنيَّة بالإِصلاح السِّياسي لا من قريبٍ ولا من بعيدٍ، إِنَّها للتستُّر على محاولاتِ بسطِ نفوذهِ والإِستفرادِ بالسُّلطةِ والقوَّةِ والمالِ، كما فعلَ الطَّاغية الذَّليل صدَّام حسين عندما تسلَّمَ السُّلطة من سلفهِ عام ١٩٧٩ والتي دشَّنها بتصفياتٍ دمويَّةٍ ضدَّ أَقربِ المُقرَّبينَ إِليهِ من رفاقهِ لتنتهي بهِ سياساتهِ الرَّعناء بعد أَقلِّ من رُبعِ قرنٍ إِلى بالوعةٍ! إِختبأَ فيها كالجرذِ المذعور! ولذلكَ زادت نسبة الإِعدامات في عهدِ [إِصلاحاتِ] إِبن سلمان! كما زادت حالات الإِعتقال بسبب الرَّأي واكتظَّت السُّجون والمُعتقلات بسُجناءِ الرَّأي والعقيدة! فلقد زَجَّ [محمَّد مِنشار] بالمئات من المفكِّرين والإِعلاميِّين والحقوقيِّين والكُتَّاب والمُفكِّرين خلفَ القُضبان! كما تمَّ تشديد العقوبةِ ضدَّ الأَحرارِ لأَبسطِ الأَسباب منها السِّجن [٦] أَشهر عقوبة تغريدةٍ على وسائل التَّواصل الإِجتماعي!.
٢/ إِنَّ جريمة [محمَّد منشار] في قنصليَّة بلادهِ في إِسطنبول، والتي تمَّ تنفيذها في عهد [إِصلاحاتهِ] المزعومة دليلٌ واضحٌ على أَنَّ نظام القبيلة الفاسد والإِرهابي الحاكم في الجزيرة العربيَّة لا يمكنُ أَن يتغيَّر أَبداً! كيفَ يُغيِّرُ طبعهُ وهو الذي تأَسَّسَ على ثُنائِيَّة [الدَّم والهَدم]؟ ولذلكَ فهوَ يلجأُ إِلى الإِعدامات والقتل وتقطيع أَوصال ضحاياهُ والزَّجِّ في السُّجونِ والمُعتقلات، لأَنَّ هدفهُ ليس الإِصلاح كما يدَّعي وإِنَّما تشديدُ قبضتهِ الحديديَّة في السُّلطة من خلالِ تكميمِ الأَفواه ومُصادرة حريَّة الرَّأي والتَّعبيرِ!.
٣/ إِنَّ ما يُؤسفُ لَهُ حقّاً في بلدانِنا هو أَنَّ شخصيَّةً فذَّةً كالشَّهيد النِّمر الذي تميَّزَ بغزارةِ العلم وحُسن السِّيرة ورُقيِّ الأَخلاق والدِّفاعِ عن الكرامةِ والتَّضحيةِ من أَجلِ المُستضعَفينَ والجهادِ بالكلمةِ فقط من أَجلِ الإِصلاحِ لخلقِ الظُّرُوف المُناسِبة لاحترامِ حقُوقِ الإِنسان ليعيشَ المُواطن بحريَّةٍ وكرامةٍ في بلادهِ آمِناً على نفسهِ غير مُلاحَقٍ من قِبل أَزلام السُّلطة بسبب الدِّين أَو العقيدة أَو الرَّأي وغَير خائِفٍ على مُستقبلهِ، إِنَّ مِثْلَ هَذِهِ الشخصيَّة تُوارى الثَّرى! وآخر مِثْلَ [محمَّد منشار] القاتل السفَّاك الأَفَّاك الفاسد والإِرهابي يعتلي السُّلطة في بلادِ الحرمَين الشَّريفَين التي سلَّمها مع ترليونات الدُّولارات هديَّةً رخيصةً إِلى أَسيادهِ في واشنطن ليحمُوا سُلطتهُ!.
أَوليسَ ذلك مِن هوانِ الدُّنيا على الله؟!.
٤/ ستكنسُ رياحُ التَّغييرِ نظام [آل سَعود] خلال أسبوعَينِ اثنَينِ اذا ما رفعت واشنطن حمايتها لَهُ! فالجزيرةُ العربيَّةُ الْيَوْم كالمِرجلِ الذي يغلي!.
٥/ عام ٢٠١٩ سيشهد آخر فصُول مشرُوع نُظُم القبائِل الفاسِدة الحاكِمة في بلادِ الخليج وتحديداً مشروع الشَّقيقات الإرهابيَّات الثَّلاث [الرِّياض والدَّوحة والإِمارات]!.
لقد بَدأَ مشروعهُم التَّدميري يتآكل بعد أَن تلقَّى ضرباتٍ موجِعةٍ جدّاً في سوريا واليمن وقبلَ ذلك في العِراق! حتى باتَ مهزوماً مخذولاً!.
لقد استهلكَ مشروعهُم التَّدميري قُدُرات المنطقة وشعوبها ودُوَلها وخيراتها سواء على الصَّعيد المادِّي [البترودولار وفُرص التَّنمية والإِستثمار والبناءِ الحضاري] أَو على صعيد الطَّاقة البشريَّة إِذ أَكَلت حروبهُم العبثيَّة الظَّالِمة ملايين الأَرواح وأَسالت أَنهاراً من الدِّماء ودمَّرت مُدُناً بكامِلِها!.
ظنُّوا أَنَّ حماية الغرب تكفي لينتصرُوا بمشروعهِم! فقبلُوا أَن يحلبَ ضرعهُم! وما دَرَوا أَنَّ إِرادة الشُّعوب هي الأَقوى! فهل سيتَّعِظُوا فيُوفِّرُوا الدَّم والدُّولار لشعوبِ المنطقة؟!.
٢ كانُون الثَّاني ٢٠١٩
لِلتَّواصُل؛
E-mail: nazarhaidar1@hotmail. com
أقرأ ايضاً
- أَلشُّموليَّة أَسوَء أَنوَاع الفَسَاد السِّياسي!
- تَحْرِيرُ تَلَّعْفَر؛ أَلْمَطْلُوبُ إِنْتِصَارٌ سِيَاسِيٌّ أَوَّلاً!