اجرى التحقيق /جنان العبودي
لم يلفت انتباهي مشيتها المثقلة بالتعب والهموم ولا ملابسها المزينة بمواد الجص والاسمنت ولكن لفت انتباهي حديثها مع اثنين من عمال البناء وهي تتفق معهم حول اجور العمل معها
في بناء جدار لأحد البيوت في الاحياء العشوائية....اقتربت منها وسألتها هل انتي مديرة العمل او ما يسمونه في اللهجة العامية ب.. (الخلفة) اجابتني ب(نعم) وادهشتني اجابتها واثارت فضولي...... ام أمير امرأة صقلتها وعصرتها السنين العجاف والعصيبة التي مرت على بلدنا وشعبنا وحولتها من سيدة منزل ومربية لأبنائها الى عاملة بناء تعمل بهذه الحرفة التي يمتهنها الرجال وهي مهنة صعبة وتحتاج الى قوة عضلية وجهد كبيرين.....وللوقوف على ظاهرة عمل النساء في حرف غير تقليدية كان لكربلاء اليوم هذا التحقيق..
أم امير تقول توفي زوجي وانا شابة في مقتبل العمر وترك لي اربعة اطفال وكنت اعيش مع اهل زوجي في احدى القرى النائية في محافظة الديوانية و بسبب عسر الحال والعوز انتقلت الى محافظة كربلاء للبحث عن عمل يوفر لي عيشاً كريماً مع اولادي وفعلاً عملت في مهن عديدة لكني لم استمر فيها بسبب كثرة البطالة والمنافسة من قبل بعض النساء اللواتي يمتلكن الشهادة والخبرة وحتى الكاريزما المقبولة مما اضطرني للبحث عن عمل اخر وبعد عناء ويأس كبيرين طلبت من جار لي يعمل في مهنة بناء الدور وغيرها ان اخرج معه للعمل وبالفعل بدأت العمل في التنظيف او رش الماء وغيرها من الاعمال البسيطة إلا انني سرعان ماالتقطت المهنة وتعلمتها بحرفة وفن بالفعل اتقنتها وبدأت اعمل لوحدي واقوم باستئجار عمال من الرجال ليساعدوني في اعمال البناء..في بداية الامر وجدت صعوبة كبيرة بسبب طبيعتي البدنية و استهجان المجتمع لهذه الحرفة بالنسبة للمرأة الا انني واجهت الامر بصلابة واصرار واصبح لي موردا ماليا من عملي واصبحت الخلفة ام امير
كربلائية بامتياز
فيما قالت امنية محمد علي طالبة جامعية.... امتهنت العمل في هذه المهنة وهي صناعة الاكسسوار كون لي رغبة وهواية بها منذ نعومة اظافري إلا انني تميزت بعملي كوني استخدمت مخلفات بعض المواد في البيت مثل العلب الفارغة وقطع الأكسسوار المتكسرة والتحف القديمة كمواد اولية اصنعها واعيد تصميمها من جديد لتكون بحلة جديدة مع اضافة بعض اللمسات الفنية الخاصة بي كما اقوم بتصميم قاعات المناسبات
الخاصة بحفلات الاعراس ولكن بشكل مميز لا يتداوله الكثيرين وقد اشتركت بعدة بازارات خيرية في جامعة كربلاء وبغداد خصصت ريعها لدعم الحشد الشعبي وعوائلهم وبالتعاون مع بعض منظمات المجتمع المدني طموحي ان احصل على فرصة دعم معنوي ولوجستي من مؤسسة او شخص ما كي استطيع ان اطور عملي واكون اسماً لامعاً يمثل كربلاء والعراق في العالم العربي والغربي لأكون كربلائية بأمتياز
التصوير ذكاء وفن
زهراء عبد الكاظم.... خريجة جامعية من كلية الأدارة والاقتصاد اضافت لنا.... امتهنت العمل في مجال التصوير والذي هو بعيداً عن اختصاصي الاكاديمي مبينة ان مهنة التصوير تحتاج الى ذكاء وفن و ذوق وهي مهنة يعتقد البعض انها سهلة وممكن لأي شخص ان يؤديها وانا لي رأي مختلف في ذلك حيث ان التصوير فن وعلم يحتاج الى دراسة وتركيز لأن الصورة اذا كانت فوتوغراف او فيديو هي تعبر عن حالة او شكل معين مطلوب منا ان نعرضه بشكل مغاير وقد يكون من زاوية محددة ومختلفة مثلاً تصوير شخص وهو جالس على قارعة الطريق يبيع في اجواء حارة او باردة وله نظرة مميزة الى القادم الذي يأمل ان يبادر ويشتري منه كاميرتي ترصد هذه الصورة وتلتقطها بحيث تكون صورة تحدث من يشاهدها وتؤثر في احساسه بها.. وبينت لنا زهراء انا اتقنت عملي بشكل جيد وقد ابدعت به ولي طموح ان اعمل مصورة تلفزيونية او سينمائية وفي اعمال تتحدث عن مدينتي كربلاء المقدسة واهميتها الحضارية والسياحية في العالم
ارضي حلمي
رزيقة (ام حمزة) لم تتردد ام حمزة في الحديث معنا حول عملها كفلاحة ومربية في حقول دواجن في احدى قرى قضاء الهندية حيث شرحت لنا كيف انها تعمل وتدير مزرعة زوجها الشهيد بعد ان تركها مع ابنتيها ووالديه الطاعنين في السن... تقول راسقية.... بعد استشهاد زوجي اضطررت للعمل في حقل الدواجن العائد لنا مع المزرعة المشيد عليها وبالفعل (شديت حزامي) حسب تعبيرها شغلت حقل الدواجن ولم اكتفي بذلك بل قمت بزراعة الأرض بانواع المحاصيل والحمد لله استطعت ان اكسب عيشاً كريماً لي ولبناتي بالاضافة الى انني استطعت الحفاظ على ارث اولادي وذكرى اسم زوجي بين عشيرته و اهله وهذا حلم حققته بفضل الله وقوة ارادتي و ثباتي واصراري على ان احقق حلمي بالحفاظ على ارضي
اختم حواري مع(ام خالد) سيدة تبلغ من العمر ستين سنة تملك عربة صغيرة تضع فيها مواد مختلفة ومتنوعة وتقريبا كل ماتحتاجه المراة او العائلة وهي مواد كثيرة قد لاتخطر على بال احد الا عندما يحتاجها.... مايميز مهنة (ام خالد).. انها تتجول بعربتها وتحت اشعة الشمس اللاهبة في احياء المدينة وهي تعرض بضاعتها... اجابتني عندما سالتها عن صعوبة عملها وهي بهذا العمر...عملي مقدس عندي لانه يمنحني الامان والثقة باني لازلت بامكاني العطاء بالاضافة الى انه يشعرني بالقوة ويعطيني الصحة ومااحصل عليه من ارباح ورزق الله تعالى يطرح به البركة ويكفيني وربما من هذا الرزق اساعد غيري ومن هو محتاج....وهنا اقول ولاتكفيني كل الكلمات لتعبر عن احترامنا واجلالنا الى كل ماقدمته المرأة العراقية من تضحيات ونتاج نفتخر به فهي القديسة الصابرة المجاهدة..عندما قدمت فلذة كبدها ليكون قربانا من اجل الوطن والمقدسات وهي السند في الايام العصيبة وهي الام التي ربت وسهرت ونظمت الحياة من اجل نحقق غاية الله في خلق الانسان
أقرأ ايضاً
- البنك المركزي والدولار.. إجراءات غير مدروسة والمقبل أسوأ
- غيرة أهل الجنوب تسعف الفلوجيات :حكاية ترويها "أم خطاب" بطلها "رياض الشطري"