- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
زينب ...ظُلم التاريخ يزيدُ على ظلم يزيد
سامي جواد كاظم
عندما نقرا خطابها في مجلس يزيد نقول كم صفحة خصصها التاريخ لسيرة هذه البطلة ؟ عندما اقف امام موقفها مع السبايا اقول كم قلم دّون سيرة هذه البطلة ؟ عندما اتامل وقفتها يوم العاشر من محرم اقول يا هل ترى ماهي محطات حياتها المشرقة ؟
كل هذا لا ياتي من فراغ وابدا البحث والتقصي ومع كل خطوة في البحث التاريخي اتعجب فيها كل العجب، ليس العجب من شموخ تاريخها بل من اخفاء تاريخها، حقيقة مؤلمة ان اغلب الكتب ان لم تكن كلها حاولت ان تكتب تاريخ استنتاجي لهذه البطلة بحكم نسبها وتربيتها وموقفها في مجلس يزيد، نعم هكذا امور لا تحتاج لضوء الشمس لانها هي الشمس بل انها تصعقنا كيف تم اخفاء او تغييب سيرتها ؟ بل والمؤسف ان البعض ممن تعلقوا بهذه المراة العظيمة حاول وضع قصص يعتقد انه يخدم التاريخ ولكنها للاسف بسبب بعدها عن الواقع اصبحت محل انتقاد، الاستشهادات كثيرة ولكن يكفي ان احدهم مثلا ذكر رواية ان الامام علي عليه السلام اجلس زينب والعباس على فخذيه وهما طفلين والى نهاية الحديث، فالسؤال ان زينب يوم ولد العباس كانت امراة متزوجة ولديها اطفال سنة (26هـ) ولكن للاسف الشديد على تمرير هكذا روايات في سيرة زينب عليها السلام.
هنالك مفارقات وعلامات بحق موقف زينب عليها السلام وهي تخطب في مجلس يزيد فانها القت كلمات لم تكن مستعدة لها بل بشكل عفوي وفي قمة البلاغة والموعظة، القت كلماتها وهي اسيرة ومرت بمواقف ومصائب عظيمة، القت كلماتها والحضور كانوا امعة يزيد، القت كلماتها وكانت غاية في الصلابة والقوة لدرجة الجمت افواه الحاضرين وجعلتهم ان لا يتجرأوا على مقاطعتها بما فيهم يزيد، اضافة الى موقفها في الكوفة ويوم العاشر، نعم هذا لا ياتي من فراغ، ولكن الحقيقة ان في تاريخها فراغ.
لم اجد حدث او حديث موثق بمعنى الكلمة غير ولادتها وموقفها يوم العاشر وفي الكوفة والشام فقط، اما بقية الاحداث والاحاديث فانها مخدوشة المصدر قد تكون صحيحة وقد تكون غير صحيحة فالتوثيق غير ممكن.
كتاب المسار للشيخ المفيد يذكر فيه احداث تاريخية في الاشهر السنوية يذكر وفاة معاوية ولا يذكر ولادة او وفاة السيدة زينب عليها السلام، وفي كتاب توضيح المقاصد للعلامة الشيخ بهاء الدين العاملي (ت1030) لم يذكر فيه ولادة او وفاة زينب عليها السلام، وغيرها من الكتب التاريخية القديمة.
هذه الظروف وهذا التغييب التاريخي جعل يوم ومكان وفاتها محل نقاش، بينما التاريخ يتحدث عن حضارات قبل التاريخ فهل هنالك اياد خفية عملت على هذا التهميش والتغييب ؟
سؤالان بحاجة الى توضيح واجابة وهما يوم المباهلة في السنة العاشرة من الهجرة كان عمر زينب عليها السلام خمس او ست سنوات لماذا لم تكن معهم ؟
السؤال الثاني اية التطهير نزلت في السنة العاشرة ايضا لماذا لم تكن زينب عليها السلام معهم ؟
أقرأ ايضاً
- الآن وقد وقفنا على حدود الوطن !!
- الآثار المترتبة على العنف الاسري
- الضرائب على العقارات ستزيد الركود وتبق الخلل في الاقتصاد