- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
الانقسام والنظرة الضيقة لا تبني رياضة
د.حسن علي كريم
من خلال المعايشة الميدانية والتواصل المستمر من المجتمع الرياضي تلاحظ اننا نعيش حالة نفسية خاصة تتميز بالعدوانية والعنف وعدم تقبل الاخر... نتيجة البيئة والظروف التي مرت على الفرد العراقي.....
فتجد المجتمع الرياضي كما المجتمع عامةً حدثت فيه انقسامات غريبة يمكن ان نطلق عليها انقسامات الأضداد... اي كل فرد يبحث عن ندٍ له في الطرف الاخر ليكون خصماً ومنافساً حتى وان كان هذا الخصم وهمي...
فعندما تبحث في موضوع نجوم الرياضة من اللاعبين والمدربين السابقين واصحاب الخبرة وتسعى لان يكون لهم دور في عملية بناء الرياضة العراقية.. تجد الأكاديميين واصحاب الشهادات والباحثين ينتفضوا لصد هذه الفكرة ويعتبروا هؤلاء غير مؤهلين علمياً وسيكون مصيرهم الفشل... في الجهة المعاكسة أيضاً تلاحظ هؤلاء النجوم ينظرون الى اصحاب الشهادات انهم أناس نظريين فقط... انشغلوا بالثرثرة والكلام النظري الغير واقعي وهم لا يصلحون لقيادة العمل الرياضي...
وعندما تبحث في موضوع الخبرات العراقية التي هاجرت البلد والسعي للاستفادة من خبراتها السابقة وما اكتسبته من الدول المتطورة في المجال الرياضي... تجد رياضيي داخل البلد تثار حفيظتهم ويرفضوا الفكرة من اصلها على انهم غير قادرين على اداء اي مهمة داخل البلد وهم انشغلوا بامور اخرى... والعكس أيضاً صحيح... ثم انك ان فكرت في كسب مجموعة من الشباب وتكليفهم بمهام إدارة الرياضة لتجديد الدماء في القيادة... ستجد الجيل السابق سيعترض باعتبار هؤلاء الشباب تنقصهم الخبرة وسوف لن يستطيعوا الأداء... وهكذا.... هل يعتقد احد اننا بهذه العقليات يمكن ان نبني رياضة البلد..... ونحن نقول ان الكل من حقهم ان يساهموا في بناء رياضة العراق باعتبارهم جميعاً هم أبناء هذا البلد ولكن... يجب ان تكون هناك معايير موضوعية دقيقة من خلالها تصف قدرات وكفائة كل فرد ومدى تطابقها مع المهمة او الوظيفة التي يمكن ان يكون فيها فنية او ادارية... ويجب النظر بسعة أفق والابتعاد عن الاحقاد والمناكفات والأنانية... عندها سنكون قد وضعنا اقدامنا على خط البداية لبناء رياضة وطنية متطورة