تدل الخرائط الاثرية على ان تأريخ بدرة يمتد الى 3500 ق . ممثلاً بتأريخ تل العقر الذي يقع بالقرب من المدينة وهذا التل هو مدينة بدرة القديمة حيث تعاقبت عليه عصور عديدة ابتداءً من العصر البابلي وانتهاءاً بالعهد الساساني قبل الاسلام بفترة قصيرة حيث انتقلت المدينة الى التلال الموجودة بين المدينة الحالية وتل العقر لتستمر حوالي عشرة قرون قبل انتقالها الى الضفة اليسرى من وادي الكلال قبل اربعة قرون بسبب تحول مجرى وادي النهر لقد كانت بدرة في العصور القديمة الغابرة تسمى الدير والموقع الاقتصادي لهذا القضاء الواسطي الحدودي اهمية كبرى تتجلى بالتالي : لقد حظت بدرة بموقع اقتصادي واستراتيجي فريدين مما اهلها لكي تتبوأ مكانة مهمه على مر العصور اما الموقع الاقتصادي فلكون اراضيها تسقى سيحا وهي بمأمن من طغيان فيضانات دجلة والفرات لذلك ازدهرت فيها الزراعه منذ القدم واصبحت سوقا يؤمها سكان المناطق المجاورة حيث لم تكن للمدن الحالية الكوت الصويرة الحي العمارة وغيرها وجود في ذلك العهد اغلب سكان بدرة من العشائر العربية وينتمي اكثرهم الى عشيرة بني لام اما الباقون ينتمون الى عشائر ( شمر وعتبة وتميم وزبيد ) وفيها القليل من اصل تركي اسكنتهم الحكومة التركية يسمون ( البيكات ) كما فيها اخرون من اصول غير عربية سكنت المدينة منذ سنوات طوال واندمجت مع السكان الاصليين .
اطلعنا من خلال جولتنا الميدانية لقضاء بدرة التابع لمحافظة واسط على الحقائق التالي اكد باحثون ان تعداد عام 1957 نفوسها في مركز القضاء 30 الف نسمة محاطة بالبساتين ومصدرها الاساسي الزراعة رغم موقعها التجاري المهم حالياً مع ايران وهي تبعد 75 كم عن مركز المحافظة المتمثل بقضاء الكوت وحاورنا من خلال هذه الجولة ابناء القضاء الذي يدر ذهباً من خلال العلاقات التجارية مع الجارة ايران ولاهميتها الاقتصادية وقربها من العاصمة جعل منها قبلة للتجار والتجارة ولكن بقي هذا القضاء يعاني الفقر والعطالة لاغلب شبابه اول من تحدث لنا المواطن اركان فرحان حسين مدرس متقاعد من مواليد 1942 اكد ان مدينته هي بوابة الى الجارة ايران ولدول شرق اسيا عن طريق ايران الى الهند وباكستان بالاضافة الى انها منطقة تجارية لها معاناة كثيرة ابرزها انتشار المقالع للحصى وبالتالي مرور السيارات الكبيرة من خلال الازدحام المروري الذي نقع فيه بالاضافة الى كثرة حالات الدهس والموت لكبار السن والاطفال والنساء على وجه التحديد والدقة والغريب لدينا مستوصف وليس لدينا مستشفى كبير نتيجة قلة الملاك الصحي في القضاء ونعتمد في العلاج على طبيب متخصص بالامراض الباطنية لعلاج كل الحالات المرضية الاخرى فيما يخص اختصاصنا في التعلم يوجد نقص كبير في الملاك التعليمي ونحتاج الى روضة اطفال وانتم شاهدتم الشوارع الغير معبدة ,
اما الحاج عبد الرزاق احمد عاشور من مواليد 1950 تطرق لنفس المواضيع واضاف هناك شحة في المياه للشرب والصرف الصحي في القضاء ونحتاج الى مجمع سكني لحل ازمة السكن وايجاد حل لمشكلة الصحة وحفر الابار الارتوازية لمعالجة شحة المياه فيما ذهب المواطن فاضل رشيد من مواليد 1942 طريق كوت بدرة طريق ذو ممر واحد رغم ان هذا الطريق مهم للزوار الايرانيين الذين ينعشون الاقتصاد العراقي والتبادل التجاري بين الجارة ايران والعاصمة ويجب ان يفكر الساسة بهذا الموضوع وان يهتموا بالجانب العراقي للمسافرين الى ايران بالمقارنة مع ذاك الجانب الذي ستشعر بالفرق بمجرد عبورك الحدود العراقية ونتمنا ايجاد حلول للمشاكل للبنى التحتية في قضائنا اما المواطن محمد كاظم جودي من مواليد 1925 عدم نزاهة توزيع المياة لبساتين النخيل ولانستطيع الكلام مع المتنفذين في القضاء بحيث يرون بساتينهم على حساب زملائهم الفلاحيين الاخرين مما ادى الى هلاك الأشجار والنخيل ووصل الانتاج الى نسبة 2 % عن باقي السنوات فيما تطرق المواطن ابراهيم محمد زيدان من مواليد 1954 وسبق ان شغل منصب مدير الاراضي الزراعية في قضاء بدرة سابقاً قال ان جفاف نهر الكلال من الجانب الايراني بنسبة 100 % نتيجة تنظيم سد في ايران حرم قضائنا من الماء واضاف ان منطقة الوردة تبلغ 750 الف دونم ومنطقة الحمزة والابداع هناك مساحة 6500 دونم صالحة للزراعة تقريباً ومقاطعة 29 شيخ سلمان تبلغ 500 دونم وبدرة وزرباطية مليون ونصف دونم صالحة للزراعة اما في جصان هناك 50 الف دونم يعتمد على المشروع الاروائي و25 الف دونم يعتمد على الكلال ويكون 75 الف والبساتين 450 دونم في جصان 210 عدد البساتين و17 وحدة ادارية ماعدى بدرة وجصان وزرباطية لايوجد لديهم انتاج 10 % بسبب شحة المياه وتلكىء المشروع الاروائي وشدة الجفاف ومحمد طاهر مهدي من مواليد 1947 كنا مصدر اساسي لغرق السوق العراقية بالفواكه والتمور نتيجة شحة الماء بتنا اليوم مستهلكين حد النخاع وهذا ياتي بالمردود السلبي على حياة المواطنيين واضاف الحاج نعيم يسر العمار من مواليد 1954 صاحب بستان 27 دونم زراعي اكد هناك 30 بستان يعني العطش نتيجة الجفاف من عدم دخول مياه نهر القيطاز الى قضائنا يعني موت تلك الاعداد في البساتين والمواطن خالد محمد يسر قال غبار المعامل يؤثر على الواقع الزراعي من البساتين نتيجة تطاير الاتربة بشكل مستمر من مقالع الحصى قد تؤدي الى هلاك البساتين وكان بصحبتنا مدير منظمة مؤسسة الاسكان التعاونية الدولية والهدف من هذه الزيارة قال الهدف من زيارتنا معكم لقضاء بدرة كيف ننعش الواقع الزراعي المهم ودعم اصحاب البساتين من خلال تأهيل الخدمات المائية وخروج بمشروع اروائي بالتعاون مع وزارة الزراعة ووزارة الري واهالي قضاء ونواحي التابعة لبدرة واسفنا لهذا الواقع المزري لارض عراقية ظلمت على مر العصور اما سرمد فارس مدير شركة المفيد قال هدفنا تجهيز المزارعين مع منظمات انسانية ورفع المستوى الزراعي لهذه المنطقة المنكوبة عن طريق استخدام طريقة الري الحديث وايجاد سبل جديدة لانشاء مضخات او ابار ارتوازية
واخر المتحدثين كان المهندس حذيفة عبد الحسين قال نحتاج الى حفر ابار في بداية الانهار وتبطين القنوات الفرعية كحل سريع لشحة المياه في قضاء بدرة
واسط – علي فضيلة الشمري
موقع نون خاص
أقرأ ايضاً
- هل نجحت "برامج الرعاية" بالقضاء على الفقر؟
- لا تقييم لعمل المحافظين.. والبرلمان "يتغاضى" عن سوء الخدمات
- بعد 6 شهور على انعقادها.. هل فشلت مجالس المحافظات باختبار الخدمات؟