حجم النص
كثيراً ما نسمع أن هناك فنوناً متعددة منها فن الإصغاء وفن الإلقاء وفن الحوار وفن التعلم وغير ذلك من الفنون الأخرى , ترى هل نجيد نحن العاملون في الوسط الرياضي فن التعلم ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
لقد أصبحت تجارب الآخرين في متناول الجميع وأصبح العالم اليوم قرية صغيرة ,فليس هناك أي صعوبة في الاطلاع والدراسة لأي تجربة ولأي انجاز وفي أي بقعة في العالم !!!!!!!!!!!!!!
فقد قطعت الشعوب المحيطة بنا والبعيدة عنا أشواطا بعيدةً جداً في انجازاتها بفضل إجادتها لفن التعلم والذي نفتقد نحن إليه للأسف الشديد .
نعم نحن لا نجيد فن التعلم ,فقادتنا الرياضيون تملئهم النرجسية المفرطة والتي تصل حد الغطرسة فهم يعتلون دوماً صهوات التصريحات الرنانة والطنانة والفارغة للأسف وكأنهم هم الأعلم في كل شيء وتلك طامتنا الكبرى !!!!!! فلا زلنا نعيش زمن المستشارون (النص ردن) ولازلنا نعيش زمن النظريات الأكاديمية والتي لا تبارح الورق الذي كتبت به ولازلنا نعيش زمن القادة الرياضيون الذين التصقوا بكراسيهم (بسيكوتين أصلي) ولازلنا نعيش زمن الوعود الكاذبة والزائفة ولا زلنا نعيش زمن الحلم بملعب يبيض وجوهنا أمام الآخرين ولا زلنا ولازلنا نعيش مراحل حرب داحس والغبراء بين وزارة الشباب والرياضة واللجنة الاولمبية في الوقت الذي يقدم لنا العالم في كل يوم درساً جديداً
لنتعلم منه وما نحن فاعلون !!!!!!!!!
فبالأمس القريب قدم لنا مدرب نادي برشلونة ( غوارديولا) درساً ثرياً يجب أن نتوقف عنده كثيراً
وعلينا أن نعرف إن المسألة ليست مجرد رحيل مدرب إطلاقا فالدرس الذي قدمه غوارديولا أغنى وأعمق من ذلك
غوارديولا صاحب الانجازات الباهرة فهو حاصد الألقاب بلا منازع وقد تعامل مع أفضل لاعبي كرة قدم في العالم وعمل مع أفضل نادي في العالم وله من العلمية التدريبية والخبرة المتراكمة والشخصية القوية مما تجعله قبلة أنظار الإعلام والأضواء في العالم اجمع لكننا إزاء كل هذا شاهدناه رجلاً متواضعاً خلوقاً لم يحتكر الانجازات لنفسه فقط ولم يبخس حق الآخرين في تحقيق الانجاز احترم نفسه وشركائه واحترم خصومه في الملعب وكان بحق رجلاً كبيراً بمعنى الكلمة لم يفقد اتزانه أمام بهرجة الأضواء والإعلام والمعجبين والمعجبات , رجلاً طلق الغرور بالثلاث فكان كبيراً بكل شيء .هذه الدروس الإنسانية الرائعة قدمها لنا غوارديولا ليقول لنا هذه هي الحضارة وهكذا يفعل المتحضرون فقد تجاوزت هذه الشعوب كل مفردات الأنا العالية والنرجسية المفرطة والغرور الفارغ والذي لا زلنا للأسف نشاهدها بشكل واضح لدى شخصيات قيادية رياضية وكذلك كوادر تدريبية عراقية فالقائد الرياضي عندنا والمدرب عندنا ورئيس النادي عندنا والمستشار عندنا هو الأعلم وهو الأكفأ وهو الأفهم وهو الأقدر ووووو , وكأنه هو فقط وللفقط هذه أحكام وضرورات لا يفقها إلا الراسخون في علم الرياضة العراقية !!!!!!!!! فالمدرب عندنا مجرد حقق انجازاً ما أو فوزاً ما فانه يملأ العالم ضجيجاً وصراخاً حتى وصل الأمر ببعض مدربينا أن يقيموا مدربين أجانب لهم صولاتهم وجولاتهم في عالم التدريب وكلنا يتذكر موقف الكابتن راضي شنيشل من المدرب الصربي بورا والذي قاد منتخبنا الوطني في بطولة كأس القارات عام 2010 . ومن هنا علينا أن نتعلم وان نتقن فن التعلم إذا كنا فعلاً جادين في أن نتطور ولا يمكن أن نتطور ما لم نتحضر في سلوكنا اليومي وعملنا الرياضي والفني والإداري , وان نحترم وندرس تجارب الآخرين ففيها الكثير الذي نحتاجه في عملنا الرياضي .وقدم لنا الاتحاد الاسباني لكرة القدم درساً بليغاً في التخطيط والعمل الإداري المنظم والمبني على إستراتيجية علمية واضحة ودقيقة فالاتحاد الاسباني يعمل وفق مناهج محددة ومعدة وفق حسابات دقيقة ,ربما يتساءل البعض من المتابعين للدوري الاسباني من خلال السؤال التالي ماذا لو قام الاتحاد الاسباني بتأجيل مباراة الكلاسيكو بين الريال والبرشا لما بعد الانتهاء من مباريات الفريقين في دوري أبطال أوربا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ وأتاح الفرصة للفريقين من اجل استعداد امثل لمباريات دوري الأبطال خاصة وان الفريقين يمثلان الكرة الاسبانية والتي تصارع على زعامة الكرة الأوربية ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ هذه الأسئلة وغيرها ربما تدور في ذهن الكثيرين من المراقبين والمتابعين ومحبي الفريقين ,لكن للاتحاد الاسباني قراره الخاص والمستقل وأجندته الخاصة فهو يعمل وفق منهجية علمية ثابتة لا تخضع لأي ضغوط أو عواطف مهما كان مصدرها وهذه هي الاحترافية التي نفتقدها نحن وهذه هي العلمية التي نفتقر إليها نحن ولذلك نقول ماذا سيصنع الاتحاد العراقي لكرة القدم لو أصبح ناديا الزوراء واربيل بنفس الموقف وهما يترشحان للدور نصف نهائي لبطولة كأس الاتحاد الآسيوي ,هنا سنشاهد التأجيلات والتصريحات والهتافات وغير ذلك من الأمور التي لا تمت إلى العلمية والاحترافية بأي صلة .وهذا هو الفرق بيننا وبين الآخرين وعليه نقول
علينا أن نتعلم ونتعلم فقد سبقنا العالم كثيرا ونحن لازلنا نعيش زمن الصراعات والتنضيرات الفارغة والشخصيات القيادية الكارتونية والتي أكل الدهر عليها وشرب فأصبحت مجرد هياكل خاوية خائفة مترددة تحاول وتحاول التمسك بكراسيها المهتزة والقلقة بعدما تمكن الجهل والتخلف والانغلاق والنرجسية المفرطة منها وجعلها تدور في حلقة مفرغة وتراوح مكانها في الوقت الذي يتطور العالم من حولنا بسرعة اوساين بولت الخرافية .