- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
أسرار : وبالارقام مع اعضاء البرلمان
دأب الاخوة والاخوات اعضاء البرلمان العراقي على سن القوانين التي تعطيهم الامتيازات , فمنذ الجلسة الاولى التي حددوا فيها مقدار الراتب والمخصصات وحتى يومنا الحاضر عملوا بتفان وبتوافق بل اجماع ليستزيدوا من الخيرات .
لا اريد التجني على الاعضاء المحترمون , واترك الحكم للارقام , فلغة الارقام دوما صادقة ..
راتب النائب في البرلمان بحدود (30000 ) الف دولار ويصل الى ( 40,000 ) الف دولار باضافة راتب الحماية الشخصية وعددهم (30) شخص وكذلك مصروفات الطعام والايفادات .
اذا شهريا يبلغ مجموع رواتب الاعضاء مع حماياتهم (11000000) احد عشر مليون دولار , وخلال سنة واحدة مجموع الراواتب يساوي (132000000) مائة واثنان وثلاثون مليون دولار , وخلال دورة برلمانية واحدة سيدفع البلد للبرلمانيين ما مجموعه (528000000) خمسمائة وثمان وعشرون مليون دولار , هذا مع عدم احتساب رواتب مجلس رئاسة البرلمان ويصل الى ( 50,000 ) الف دولار للشخص الواحد وكذلك عدم احتسابنا لمبلغ المنافع الاجتماعية الذي نجهل مقداره .
عضو البرلمان يتقاضى بمفرده سنويا ( 360,000 ) ثلاثمائة وستون الف دولار أي خلال دورة برلمانية سيصل مجموع رواتبه الى ( 1.440.000 ) مليون واربعمائة واربع واربعون الف دولار , ولو فرضنا جدلا توزيع مجموع تلك الرواتب على عموم الشعب العراقي البالغ عددهم ثلاثين مليون فرد لكانت حصة الفرد الواحد (13,2 ) دولار اما توزيع مجموع الرواتب ( مع الحمايات ) سيصل تلك الحصة الى (17,6 ) دولار .
العراق يصدر شهريا (1000) برميل من النفط لسداد راتب نائب واحد وبهذا فاننا نخصص ( 275,000 ) برميل نفط شهريا فقط لسداد رواتب الاعضاء , وسنويا حصة النائب الواحد ستصل الى ( 12,000 ) برميل وخلال اربع سنوات ستصل حصته الى ( 48,000 ) برميل هذا على فرض ان سعر برميل النفط العراقي يبلغ (30) دولار وفي الواقع ان العراق يبيع نفطه بأقل من هذا السعر , هذا الرقم يعادل انتاج حقول مجنون من النفط في اليوم الواحد أي اننا سنخصص واردات حقول مجنون لسداد رواتب الاخوة النواب لمدة (275) يوم واذا اضفنا الحمايات سيصبح كل انتاج حقول مجنون من النفط خلال سنة كاملة لتغطية رواتب البرلمانيين لدورة واحدة .
خلال دورة برلمانية واحدة يكلفنا البرلمان (17600000) برميل نفط ( سبعة عشر مليون وستمائة الف برميل ) ويعادل تصدير العراق لمدة ( 11,73 ) يوم .
يتعين حامل شهادة البكلوريوس براتب يصل الى (400) دولار شهريا أي ان راتب نائب واحد يعادل راتب (75) موظف شهرا ومجموع رواتب الاعضاء يعادل راتب ( 20,625 ) موظف , هذا العراقي سيكون اسرة فيما لو تعين بهذا الراتب , أي ان رواتبهم تعادل انشاء اكثر من عشرين الف اسرة عراقية , باضافة رواتب الحمايات يزداد هذا الرقم بمقدار ( 8,250 ).
وزارة التعليم العالي اعلنت ان دراسة طالب البعثات كي يحص على شهادة الدكتوراة من الخارج تكلفها حوالي (200) مليون دينار عراقي , وبحسابات بسيطة يعادل مجموع رواتب الاعضاء كل شهرتكاليف ( 46,11 ) طالب بعثة دراسية لمدة اربع سنوات أي خلال دورة برلمانية ستصرف رواتب تعادل تكاليف ( 553,38 ) من طلبة البعثات للحصول على الدكتوراة .
ميزانية وزارة التعليم العالي والبحث العلمي لهذا العام بحدود (200) مليون دولار أي ان مجموع رواتب الاخوة النواب في سنة واحدة تشكل حوالي 70 % من ميزانية وزارة تشرف على اكثر من عشرين جامعة .
ساعة النائب الواحد سعرها ( 41,11 ) دولار وهي تعادل يومية ثلاثة من عمال البناء , أي ان راتبه اليومي يعادل اجرة (72) عامل بناء .
الازمة المعاشية والضنك المادي جعل الشباب يعزفون عن الزواج , فمن اين للشاب ان يوفر حوالي اربعة الالاف دولار لسداد تكاليف الزواج من غرفة ومهر وغيرها من متطلبات . راتب الاخ النائب او الاخت النائبة شهريا يغطي نفقات سبعة زيجات ونصف أي ان مجموع رواتب الاعضاء دون حماياتهم خلال شهر يكفي ( 2062,5 ) شاب لكي يتزوج وخلال سنة فاننا نستطيع تزويج ( 24,750 ) شخص وخلال دورة برلماني سيصل العدد الى ( 99,000 ) متزوج في الحد الادنى .
الشعب العراقي لايحسد الاخوة والاخوات اعضاء البرلمان على هذه الامتيازات , ابدا , بل اننا نشفق عليهم لعظم الوزر الذي حملته ظهورهم , وزر السرقة المشرعنة التي اقترفتها ايديهم التي رفعوها للتصويت لاقرار تلك الامتيازات , اموال للايتام فيها حق وللارامل وللشيوخ والمعوزين , اناس يعيشون ضيق العيش , لايجدون ما يسد الرمق او يستر البدن , كل هؤلاء قد سرقهم البرلمان العراقي وباسم الدستور وبغطاء قانوني , فكانوا هم المشرعين وهم المستفيدين اقصد السارقين , بئسهم من اناس لايحاسبون انفسهم حينما يضعون رؤسهم على الوسادة , سيحاسبهم الجبار الذي لا يترك صغيرة ولا كبيرة الا احصاها حينما يتوسدوا وسادتهم الاخيرة في قبور مظلمة ويوم القيامة الحساب اعظم
أقرأ ايضاً
- التبادل التجاري مع دول الجوار
- رمزية السنوار ودوره في المعركة
- المقاومة اللبنانية والفلسطينية بخير والدليل ما نرى لا ما نسمع