في ظل الأوضاع المضطربة إقليمياً، ومحليا أثر اشتداد المعارك في سوريا، جاءت زيارة رئيس البرلمان السابق وزعيم حزب تقدم محمد الحلبوسي إلى الكونغرس الأمريكي لتثير الجدل في العراق، حول الأسباب وراء هذه الزيارة في هذا الوقت الحساس، فيما يرى الناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي أن الزيارة جاءت لبحث الوجود الأمريكي في العراق.
ووصل رئيس حزب تقدم محمد الحلبوسي، في 4 كانون الأول الجاري، الى واشنطن في زيارة استغرقت يومين، التقى خلالها مسؤولين أمريكيين منهم عضو لجنة العلاقات الخارجية ورئيس لجنة الامن والدفاع ورئيس لجنة الاستخبارات في الكونغرس الأمريكي.
وانتقد ناشطون على مواقع التواصل الإجتماعي، زيارة الحلبوسي لواشنطن، مشيرين إلى أن هذه الزيارة جاءت لبحث الإقليم السني لاسيما وان الفصائل السورية قد سيطرت على سوريا.
ولم يتناول بيان حزب الحلبوسي، ما إذا كان الأخير سيتناول قضية إنهاء مهمة التحالف الدولي، في ظل لقائه الخاص مع “عضو لجنة الأمن والدفاع في مجلس النواب الأمريكي ومسؤول لجنة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الوسطى النائب ريتشارد ماكورميك”.
ولكن مراقبين عراقيين قالوا، إن “هذه الزيارة وفي هذا الوقت الحساس الذي يمر به البلد، وفي ظل الأوضاع المضطربة إقليمياً، فلا نستبعد أن يكون موضوع إنهاء التحالف الدولي أو تمديد إبقائه قد تم طرحه خلال الزيارة”.
وتابعوا بأنّ “زيارة رئيس حزب سياسي لهيئة أمنية تتمثل بالكونغرس الأمريكي تحمل أبعاداً كثيرة ستكشف عنها الأيام القادمة”.
ولكنَّ مثل هذا الملف الأمني، قد جرى بحثه من قبل الحلبوسي في وقت سابق من شهر شباط الماضي، حيث استقبل في مكتبه وفداً من الكونغرس الأمريكي، وبحضور السفيرة الأمريكية في العراق “ألينا رومانوسكي” وذلك قُبيل إنهاء مهمتها الدبلوماسية ومغادرتها لبغداد.
وتوصّلت بغداد وواشنطن نهاية أيلول الماضي، إلى اتفاق حول انسحاب قوات التحالف الدولي من العراق، وذلك وفق خطة يجري تنفيذها على مراحل وفي موعد أقصاه نهاية أيلول 2025، والانتقال إلى شراكات أمنية ثنائية بما يدعم القوات العراقية ويحافظ على الضغط على داعش.
إلى ذلك قالت النائبة السابقة لقاء وردي، في تغريدة لها عبر منصة “اكس”، إن “زيارة رئيس حزب تقدم محمد الحلبوسي إلى الكونغرس الأميركي جاءت حرصا منه على تعزيز العلاقات الثنائية، ودعم استقرار العراق في ظل التحديات السياسية والأمنية والتواصل مع صناع القرار مثل رتش ماكورماك، عضو لجنة العلاقات الخارجية ولجنة الأمن والدفاع، يفتح آفاقاً للتنسيق في ملفات إقليمية مهمة، مثل مكافحة الإرهاب والتحديات الاقتصادية، وبما يعكس دور العراق المحوري في استقرار الشرق الأوسط”.
وأعلن رئيس الوزراء السوري محمد الجلالي، اليوم الاحد، أنه يتمنى أن يسود عهد جديد وأنه مستعد لأي إجراء للتسليم، يأتي ذلك بعد أنباء هروب بشار الأسد على خلفية الأحداث التي تشهدها البلاد.
وكان الطيران الحربي السوري والروسي حاول إبطاء تقدم المجاميع المسلحة، فقصف جسر الرستن في ريف حمص الشمالي، وشن عددا من الغارات على المدينة، كما تعرّض محيطها لقصف مدفعي بعد إعلان المعارضة المسلحة سيطرتها عليها.
واتهم الأمين العام لمنظمة بدر هادي العامري، أمس السبت، كلا من تركيا وإسرائيل بالتآمر على سوريا من خلال دعم التنظيمات المسلحة في اجتياح مناطق ومدن في البلاد وذلك بمباركة الولايات المتحدة الأمريكية، داعيا الحكومة إلى استغلال حجم التبادل التجاري مع انقرة لوقف المعارك في سوريا.
وخلال الساعات الماضية، سيطرت قوات سوريا الديمقراطية (قسد) المدعومة من الولايات المتحدة، على معبر البو كمال الحدودي مع العراق، وفق ما نقلت “رويترز” عن مصادر عسكرية سورية.
ورفع العراق حالة التأهب العسكري، ونشر تعزيزات عسكرية شملت ألوية من الجيش ومن قوات الحشد الشعبي على طول الشريط الحدودي مع سوريا.
وتعززت الحدود التي تمتد لأكثر من 620 كم، بخطوط دفاعية متلاحقة، شملت موانع تعتمد على أسلاك منفاخية وشائكة وسياج بي آر سي وجدار كونكريتي وخنادق، فضلاً عن العناصر البشرية وكاميرات حرارية، لرصد وصد أي هجمات أو تسلل حدودي.
وسبق أن نفى رئيس هيئة الحشد فالح الفياض، في 2 كانون الأول الجاري ، بشكل قاطع دخول الحشد إلى سوريا، مؤكدا أن الحشد لا يعمل خارج العراق.
وقال الفياض، إن “توجيهات القائد العام للقوات المسلحة العراقية، محمد شياع السوداني، تضمنت زيادة التواجد وتعزيز القطعات على الجبهات”، موضحا أن “ما يحصل في سوريا له انعكاسات مباشرة على الأمن القومي العراقي”.
وأظهر رئيس الوزراء محمد شيّاع السوداني، موقفاً داعماً للحكومة السورية في ظروفها الحالية منذ اليوم الأول للهجوم الذي شنَّته الفصائل السورية المسلحة وتمكّنت من السيطرة على محافظة حلب ومدن أخرى، إذ أجرى اتصالاً بالرئيس السوري بشار الأسد وكذلك الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، وأكد دعمه لدمشق.
أقرأ ايضاً
- أزمة الكهرباء تتفاقم في العراق.. خسائر مالية وإجراءات ترقيعيه
- ما أسباب ارتفاع أسعار الأدوية وفقدان بعضها في العراق؟
- تنور الطين.. ذاكرة رائحة الخبز المنزلي في العراق