أصبحت جورجيا ميلوني، أول امرأة تتولى منصب رئيس الوزراء في إيطاليا، بعد أدائها وأعضاء حكومتها اليمين الدستورية، اليوم السبت، لتبدأ ولاية أكثر حكومة يمينية التوجه منذ الحرب العالمية الثانية.
ووفقا لوكالة "رويترز" فإن ميلوني (45 عاماً) ترأس حزب "إخوة إيطاليا" المتطرف، وقد حققت الفوز في الانتخابات الشهر الماضي، في إطار تحالف للأحزاب المحافظة، يضم حزب "فورزا إيطاليا" بزعامة سيلفيو برلسكوني، وحزب الرابطة بزعامة "ماتيو سالفيني".
وأضافت الوكالة أن حكومة ميلوني خلفت، حكومة وحدة وطنية برئاسة رئيس البنك المركزي الأوروبي السابق ماريو دراجي، وتواجه سلسلة من التحديات الشاقة، لا سيما الركود الذي يلوح في الأفق، وارتفاع فواتير الطاقة، وكيفية تشكيل جبهة موحدة في مواجهة الحرب في أوكرانيا.
وعلى الرغم من تعهد ميلوني بتقديم الدعم لأوكرانيا، دأب برلسكوني على تقويض هذا الموقف، إذ ألقى في الأسبوع الماضي باللوم على كييف في الغزو الروسي، وكشف أنه تبادل الهدايا و"الرسائل اللطيفة" مع صديقه منذ فترة طويلة، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وبعد محادثات، سادها التوتر في الغالب، وجرت خلف الكواليس على مدى أيام، أعلنت ميلوني أسماء أعضاء حكومتها يوم أمس الجمعة، وأسندت 5 وزارات لكل من الشريكين الأصغر في ائتلافها، فورزا والرابطة، واحتفظت بـ9 وزارات لحزبها.
ويُشكل التكنوقراط بقية أعضاء فريق الحكومة المؤلف من 24 مسؤولاً، من بينهم 6 نساء فقط.
وعُين الرئيس السابق للبرلمان الأوروبي، أنطونيو تاجاني، من "فورزا إيطاليا" وزيراً للخارجية، وأسندت إلى جانكارلو جيورجيتي، ممثل الجناح المعتدل في الرابطة، والذي كان وزيراً في حكومة ماريو دراغي المنتهية ولايتها حقيبة الاقتصاد.
أما بالنسبة لماتيو سالفيني، فقد عُين نائباً لرئيسة الوزراء، ولكن عليه أن يكتفي بحقيبة البنى التحتية والنقل، بينما كان يطمح لتولي وزارة الداخلية.
من بين المناصب الوزارية البارزة الأخرى، ذهبت وزارة الداخلية إلى ماتيو بيانتيدوسي، وهو موظف حكومي مخضرم بلا انتماء حزبي. وسيتولى وزارة الدفاع جيدو كروسيتو أحد مؤسسي حزب "إخوة إيطاليا".
ميلوني الخطيبة الموهوبة، هي مسيحية محافظة معادية لحقوق المثليين، وترفع شعار "الله، الوطن، العائلة". لكنها وعدت بعدم المساس بالقانون الذي يجيز الإجهاض.
كذلك، فإنها مشككة في الاتحاد الأوروبي، لكنها تخلت عن حملتها من أجل الخروج من منطقة اليورو، ووعدت بالدفاع عن مصالح بلدها بشكل أكبر في بروكسل.
إضافة لذلك، أكدت ميلوني أن إدارتها ستكون مؤيدة بقوة لحلف شمال الأطلسي وأوروبا، وقالت "أي شخص لا يتفق على حجر الزاوية هذا لا يتعين أن يكون جزءاً من الحكومة".
وتتخذ ميلوني، موقفاً مناهضاً للمهاجرين، وفي مناسبات عدة ذكرت ميلوني الإسلام وكانت تربط بينه وبين العنف.
في خطاب لها ألقته بالإسبانية في حزيران 2022 لمناصري حزب فوكس اليميني الإسباني، قالت ميلوني: "نعم للأسر الطبيعية، لا لجماعات الضغط المثلية، نعم للهوية الجنسية، لا للإيديولوجية القائمة على النوع، نعم لثقافة الحياة، لا للسقوط في هاوية الموت. لا لعنف الإسلام، نعم للحدود الآمنة، لا للهجرة الجماعية، نعم للعمل من أجل شعبنا، لا للتمويل الدولي الكبير".
وتُعتبر ميلوني وحزبها ورثة الحركة الاجتماعية الإيطالية، وهو حزب فاشي جديد أُسس بعد الحرب العالمية الثانية، وفي سن التاسعة عشرة أكدت في تصريح لمحطة "فرانس 3" التلفزيونية الفرنسية أن الديكتاتور بينيتو موسوليني كان "سياسياً جيداً"، بحسب ما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية.
كانت ميلوني قد قالت لأنصارها في 2019 في روما، خلال كلمة حماسية باتت شهيرة: "أنا جورجيا، أنا امرأة، أنا أم، وأنا إيطالية وأنا مسيحية".
أقرأ ايضاً
- استجواب "ثلاثة وزراء" على طاولة المشهداني.. فهل سيستعيد البرلمان دوره الرقابي؟
- رئيس الوزراء يؤكد ضرورة الإسراع في إنجاز متطلبات إعادة هيكلة الجهاز الحكومي
- رئيس الوزراء يصل إلى مدينة السليمانية