بقلم:تيسير سعيد الاسدي
(انقلبت حافلة بها برلمانيون
و تأخّرت الشرطة عن الحضور يوماً كاملاً
فلمّا حضروا وجدوا فلاحاً قد دفن كل الركاب
فقال العميد للفلاح: هل تأكدت أنهم ماتوا بالفعل ؟
الفلاح: بعضهم كان يصرخ و يقول أنه حيّ
لكن من يصدّق السياسيين ؟!)
انها وان كانت (نكتة) ولكنها تتحدث عن لسان حال العراقيين،ففي العراق هناك فجوة كبيرة وضعها الساسة بينهم وبين الشعب بسبب الوعود الكاذبة التي اطلقوها خلال الحكومات الماضية ولم يتحقق منها اي شي سوى مايراد له ان يكون ,فالقوانين التي تخص المصالح الذاتية والحزبية ترى النور والقوانين التي تخدم عامة الشعب وتحقق الازدهار تبقى في خبر كان وفي دهاليز المقرات الحزبية.
ايها السادة ان وضع النظام السياسي بالعراق اليوم اشبه بوضع النظام السياسي في عهد صدام حسين بعد 1991 هش وليس له درع جماهيري يحميه فلو تعرض هذا النظام الى اي تهديد خارجي او تغيير سياسي فلن ترى اي وقفة شعبية لانقاذه لان الاكثرية الشعبية اليوم يعتقدون ان هذا النظام لايمثلها بقدر ما يمثل عوائل ودول اقليمية ؟!
الكذب والاستغلال والاستغفال اصبح ملاصق للعملية السياسية ومن يمثلها .فالعراقيون يعتقدون ان البرلمان هو بيت الاحزاب وليس بيت الشعب وان النائب فيه اشبه بالمستثمر الذي يبحث عن صفقة تجارية من خلال التحاصص بالوزارات واللجان المشكلة، والجميع يعلم ايضا ان نسبة المشاركة في الانتخابات النيابية الاخيرة كانت ضئيلة جدا ونسبة عدم المشاركين والمقاطعين كانت الاكبر وهذه اشارة سلمية واضحة وفاضحة من الشعب العراقي للعالم بان ما يجري اليوم بالعراق ليست عملية سياسية ديمقراطية بقدر ماهي عملية تجارية لشركات مساهمة تحمل عناوين سياسية ودينية لا ناقة لعامة الشعب فيها ولاجمل ؟!