- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
سقطَ نموذجُ "الخلافة الإسلامية"الذي ابتدعهُ اللصوصُ على ايدي العراقيين
بقلم:باسل الرفايعه
دحَرَ العراقيون دولةَ الهمجِ في الموصل، وكنسوا أوساخَ الخرافةِ من مسارحِ الحضارةِ والجَمالِ والربيعِ. لم يكنْ ذلك سهلاً، بعدَ ثلاثةِ أعوامٍ من الجرائمِ، والقبحِ، والتلوّثِ، فقد بذلوا أرواحهم ودماءهم، لكي تتوقّفَ فضيحةُ التاريخِ عِنْدَ هذا الألم. العراقيون، أحفادُ الآشوريين والبابليين الذين علّموا البشريةَ الكتابةَ والعمارةَ والموسيقى، يكتبونَ الْيَوْمَ نقشاً زاهياً في التضحيةِ والشجاعة.
سقطَ نموذجُ "الخلافة الإسلامية". الذي ابتدعهُ اللصوصُ، وحرستهُ النصوصُ، وسقطتْ معه كلُّ أكاذيبِ السلفيّةِ الجهادية: لَمْ تُقاتل الملائكةُ مع "داعش". لَمْ ينتصر التوحُّش. لَمْ تنفعْ صيحاتُ الهمج، وهم يحطّمون التماثيلَ. سقطَ الإعلامُ العربيُّ في أوحالِ التزييفِ والتلفيقِ. أسقطَ العراقيون الشجعانُ كلَّ ذلك، وعادَ لنينوى نبضها، ليقولَ: إنَّ العراقَ حيٌّ، ولأنه كذلك، فقد كُتبتْ لنا جميعاً حياةٌ أخرى.
آلافُ العراقيين؛ الشهودُ والشهداءُ هزموا ميراثاً طويلاً من الجريمة: الذبح والرجم والجَلْد وبتر الأعضاء وإهانة النساء. هزموا إرهاباً يصرخُ من على المنابر، وتحالفاتٍ وضيعةً، قامت على الانتقامِ من حضارةِ الرافدين.
اليوم الموصل، وغداً الرقة، لتُغلقَ معاهدُ تدريسِ الإرهاب، ومصانعُ إنتاجه وتصديره وتسويقه في كلّ مكان، ويتداعى هيكلُ الخرافةِ، كأنّه لم يكن.
أقرأ ايضاً
- سياسات واشنطن في سوريا تطغى على مصالح الشعب السوري
- من يحاسب المتطفل على الدين ؟
- إطلالة على عالم الشهداء.. عن ثقافة الاستشهاد وقصور الجانب الأدبي وتأخر التوثيق