- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
الانتحار بين المراهقين.. هل تحول إلى ظاهرة؟
![](https://non14.net/https://www.non14.net/public/index.php/images/large/8-1738139105.jpg)
بقلم: د. رؤى علي الدرويش
كثيراً ما يتردد على مسامعنا حالياً ارتفاع ظاهرة الانتحار بين المراهقين (وهي الفئة العمرية بين 12 - 18 سنة) والتي قد تعود اسبابها إلى عوامل عدة تبدأ من البيئة العائلية أو المدرسة أو للأسباب اجتماعية واقتصادية. والاقبال على عملية الانتحار هو نتيجة تجمع أكثر من عامل وليس عاملاً واحداً، تؤدي نتائجها اليه.
ونعتقد انه اضافة إلى الاسباب المذكورة انفاً هنالك سبب لا يقل أهمية عنها بل قد يكون عاملاً مهماً وتحفيزياً وهو دور وسائل التواصل الاجتماعي وكذلك الاعلام، فحين تتناول بعض صفحات مواقع التواصل الاجتماعي موضوع الانتحار بصيغ مؤثرة في عقلية المتلقي من الفئة المراهقة يرفع حتما نسبة إقبالهم على الانتحار.
فعندما يتم طرح موضوع تحت عنوان مؤثر وعاطفي يجعل من الانتحار الوسيلة الوحيدة للخلاص، أو ينقل الحدث بمزيد من التبسيط للاسباب التي أدت اليه (وهو بالضبط ما يحصل حاليا في تغطية تلك الحوادث)، فيتم طرح موضوعات الانتحار بصيغ تبتعد عن الالتزام باي معايير سليمة في طرق النشر ولا تحمل مسؤولية التوجيه الصحيح للمراهقين، تعمل على متراكمات سلبيه تؤدي لارتفاع نسبته بينهم مع رسم صورة درامية تدفعهم للقيام به.
فالانتحار اليوم أصبح ظاهرة موجودة في مجتمعنا نتيجة وجود حواضن له أو مسببات تزيد من نسبته دون حلول واقعية في التعامل معه من رصد وتحليل ومعالجة.
وعلينا ألّا ننسى أهمية الدور العائلي والمدرسي في التعامل مع المراهق بصورة أكثر احترافية من إعطائه مزيداً من الاهتمام والمتابعة وكشف ما يمر به من متغيرات نفسية وجسدية، قد تشكل مؤشرات لسلوك مضطرب لديهم في طبيعة تعاملهم مع أقرانهم وأصدقائهم و معاملة الأصدقاء معهم.
ويعد التنمر أيضاً سبباُ من الاسباب المؤثرة نفسياً على المراهق في بيئته الاجتماعية والدراسية والتي تستدعي دور المرشد الاجتماعي في رصد ومتابعة تلك الحالات بين الطلبة وتقليلها.
وأخيراً لا بد من الاشارة إلى ضرورة إجراء مقاربة بين طرق التربية القديمة والحديثة، وخلق برامج تتعامل مع المراهقين بصيغ تبتعد عن محاولة تسفيه فن التعامل معهم بالطرق الحديثة والمتابعات المكثفة.
وملاحظة الفارق الكبير بين الظروف التي نشأت عليها الاجيال السابقة والتي تختلف إلى حد بعيد مع ظروف وواقع ما نعيشه حاليا، وما يتلقاه أولادنا ويتعلمه من محيطهم الخارجي من تلفاز ووسائل تواصل اجتماعي بل وحتى طبيعة العلاقات الاجتماعية، مقتدين بمقولة سيد البلغاء الامام علي عليه السلام (لا تؤدبوا أولادكم بمثل اخلاقكم لانهم خلقوا لزمان غير زمانكم).
أقرأ ايضاً
- حرب غزة ولبنان.. هل هو تجديف ام تفكيك للأخلاقية ؟
- هل آن الأوان لاحداث ثورة في التعليم العالي؟
- من بشار .. إلى البشير ..!!