وسط حضور رسمي تمثل في حضور امناء ونواب امناء العتبات المقدسة في العراق وقيادات عسكرية وشخصيات رسمية، وجمع من فضلاء الحوزة العلمية وحشد جماهيري غفير استبدلت العتبة الكاظمية المقدسة الرايات الخضراء المرفوعة على القبتين الشريفتين للإمامين الجوادين بالرايات السوداء ايذانا بانطلاق مراسم الحزن على استشهاد الامام موسى بن جعفر (عليهما السلام) الذي يوافق في الخامس والعشرون من شهر رجب الاصب.
وقال رئيس ديوان الوقف الشيعي والامين العام للعتبة الكاظمية المقدسة الدكتور "حيدر الشمري" في كلمته بالحفل" نقف اليوم في هذه الرحاب الطاهرة وهذه بالمناسبة الاليمة ذكرى استشهاد سابع الائمة الهداة الامام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لنستذكر حياة ملئها الصبر والجهاد في سبيل الله، ومسيرة مشرقة بالعلم والحكمة والمواقف النبيلة والشجاعة التي خلدتها صفحات التأريخ، ذلك الامام السيد الرشيد، الذي حمل الرسالة الالهية ولم يوقفه ظلم الحكام ولا طغيانهم ولا سجنهم ولا ترهيبهم، حتى صار اليوم رمزا خالدا للتضحية والعطاء وبابا للحوائج الى الله تعالى الذي اعطانا معيارا للنجاة قائلا " ليس منا من لم يحاسب نفسه كل يوم، فإن عمل حسنا ازداد الله شكرا، وإن عمل سيئا استغفر الله وتاب اليه".
واضاف الشمري ان" مواسم استبدال الرايات اليوم تعزز الاواصر الروحية وتجمع الزائرين في اجواء مليئة بالتأمل والاتصال بالله تعالى، وتجمع القلوب وتجسد وحدة محبي اهل البيت( عليهم السلام) باحياء شعائر الله التي امرنا باحيائها كوسيلة للتذكير بمظلوميتهم (عليهم السلام) وابراز حقوقهم عبر الاجيال، ونشر علومهم بما يعزز من تلاحم المحبين والموالين تجاه القيم العليا التي يمثلها الامام صاحب الذكرى، لانه رمز يجسد مشاعر الحزن والأسى التي تعتصر قلوبنا جميعا على هذه المصيبة العظيمة، لكنها في ذات الوقت رسالة وفاء من الى المظلوم الذي قضى سنوات طويلة في سجون الظالمين ثابتا على مبادئه حاملا لواء الحق رغم كل التحديات والمحن، فهذه الرايات التي ترفع على قبتي الامامين الجوادين (عليهما السلام) هي شعار ولاء وتجديد عهد واستحضار القيم والمواقف واستذكار السيرة العطرة للإمام موسى بن جعفر (عليه السلام)، ولنجعل من هذه المناسبة فرصة لاستلهام دروس الصبر والثبات من امامنا الذي علمنا كيف تكون المواجهة والكلمة الصادقة والقول الثابت في وجه المحن والتصدي للانحرافات والتقرب الى الله في احلك الظروف".
واوضح ان " اجتماع هذه الملايين من المؤمنين في هذه البقعة المشرفة في مثل هذه الايام من كل عام دليل على عظمة اهل البيت (عليهم السلام) ومقامهم عند الله تعالى اولا، وفي قلوب محبيهم ثانيا حيث تجديد العهد مع الامام باب الحوائج (عليه السلام) على رفض الظلم والوقوف بوجه الظالمين من اجل نصرة دين الله ونشر مبادئ العدل والحق في المجتمع، وفي ذلك اهم رسالة اصلاحية للمجتمع كان امامنا الكاظم يؤكد عليها في حديثه مع اتباعه عند تربيتهم وحتى ففي ظلمات السجون فإن التمسك بالعقيدة الاسلامية وتعاليم الشريعة المقدسة من اهم اهداف زيارة مراقدهم وهذا ما تؤكده الفاظ الزيارة المعهودة ونرجو ان نكون اهلا لذلك في القول والعمل والدعوة اليهما، ونحن في العتبة الكاظمية المقدسة من خلال هذه الشعيرة المباركة نوجه رسالة لتذكير المؤمنين بتأريخهم وامتهم ودعوتهم الى مواصلة الثبات على القيم والمبادئ التي ضحى من اجلها ائمة الهدى، كما نهيب بجميع المؤمنين الموالين الحفاظ على حرمة مدينة الكاظمية المقدسة احتراما لقدسية الامامين الكاظمين الجوادين (عليهما السلام) والتي تؤكد علها الشريعة المقدسة كالحجاب والحشمة والتحلي بمكارم الاخلاق وافشاء السلام والتعايش السلمي ومكافحة الظواهر السلبية الدخيلة التي تعصف بمجتمعاتنا، فلتكن هذه المناسبة حركة رسالية باتجاه العودة الى الله وكتابه ورسوله والعترة الهادية والمرجعية الدينية الرشيدة".
قاسم الحلفي ــ الكاظمية المقدسة
أقرأ ايضاً
- تقرير مصور: مراسيم استبدال الرايات الخضراء بالسوداء فوق قبتي الامامين الكاظمين ايذانا ببدأ مراسم العزاء على استشهاد الامام الكاظم
- (20) الف موكب يخدم الزائرين.. العتبة الكاظمية: طاقات استيعابية جديدة وخدمات نوعية لاستقبال ملايين الزائرين
- علاوي : جهود العتبة الحسينية في لبنان نموذج للعمل الإنساني(فيديو)