نجحت اول تجربة لزراعة محصول فول الصويا في العراق في ثلاث محافظات بالعراق وابرزها في محافظة كربلاء المقدسة على مساحة اربع دونمات تمكن من خلالها احد المزارعين المثابرين المدعوم من مديرية زراعة كربلاء المقدسة بزراعة هذا المحصول الذي يعد واحدا من اهم المحاصيل الزراعية متعددة المنافع حيث يعتبر موردا ماليا كبيرا ومادة تدخل في صناعات عدة وسمادا للتربة وعلفا لكثير من الثروات الحيوانية والسمكية. مزراع متميز
وقال المزارع مراد كاظم جاسم من ناحية الخيرات في محافظة كربلاء المقدسة في حديث لوكالة نون الخبرية ان " الفكرة جاءت من بحوث وزارة الزراعة المختصة بتنقية بذور الرتب العليا وكلفت بها لزراعتها بعد قيامي بتجارب سابقة في زراعة بذور الحنطة العادية من صنف الرشيد الذي زرعتها على مساحة (600) متر مربع ونثرت فيها اربع كيلوغرامات من الحنطة التي تتميز بارتفاع غلتها من الانتاج، ونجحت ووصلت غلتها في الانتاج الى (700) كيلوغرام، ولاول مرة اقوم بزراعة محصول فول الصويا وبالرغم من اني باشرت بزراعة اربع دوانم في العشرون من شهر مايس اي قبل عشرون يوما من موسم زراعتها الا انها اعطت ثمارها بعد تسميد كل دونم بخمسين كيلوغرام من سماد الداب، واستعنت بمعلومات من مديرية زراعة كربلاء المقدسة ومعلومات اخرى من الانترنت، وطريقة الزراعة التي حددتها الوزارة مطابقة للمواصفات العالمية حيث تبتعد كل شتلة عن الاخرى على كتفي الساقية من (10 ــ 15) سنتيمتر والتباعد من الاسفل بين طرفي الساقية مسافته (50) سنتمتر، وباشرت بمراعاتها باشراف اساتذة مختصين بالبحوث الزراعية من وزارة الزراعة من خلال حضورهم الى الحقل او الاتصالات الهاتفية معهم".
واضاف ان " النجاح كان حليفنا منذ بداية زراعتها ونضجت كل الشتلات في الارض المخخصة للزراعة ووصل انباتها الى نسبة (95) بالمئة من المساحة الكلية وهي نسبة عالية، وبالرغم من عدم امكانية تحديد الغلة الكلية حاليا الا انني وفي احتساب لنموذج من السواقي في الحقل واخراج ثمرهن اتوقع وصول غلة الدونم الواحد من (700 ــ 750) كيلوغرام، وقياسيا الى الزراعة العالمية تعتبر هذه التجربة عالمية مثلما هو الحال في زراعة فول الصويا في باقي الدول التي لا يتجاوز غلة محصولها هذه الكميات او اقل منها حيث تصل بين (600 ــ 700) كيلوغرام للدونم الواحد"، مشيرا الى انه " ينتظر الانتهاء من الحصاد وتقدير مستوى الانفاق ومبيعات الغلة وفي حالة تحقق الهدف المرجو من التجربة فهو مستعد لزراعة (150) دونم يمتلكها في ارض طينية كونه محصول زراعته سهلة ويتحمل الانواء الجوية والامراض الزراعية مثل اصابة العناكب التي تنتشر هنا وكافحتها بكمية قليلة من المبيد العناكبي، كما اتحول في زراعته الى المكننة الزراعية من البذار الى الطابعة وهي ماكنة باذرة تحدد لها الابعاد والمسافات وتزرع الحقول بمدد متساوية ومسافات محددة بدقة، وانوي ان ادعوا المزراعين ليوم الحصاد بحضور ممثلي الوزارة ومديرية الزراعة والمستثمر الذي تبنى هذه التجربة واعرض عليهم الانفاق والمحصول والناتج وسعر البيع لادعوهم الى الدخول بهذه التجربة والشروع في زراعة هذا المحصول، ليشاهدوا باعينهم نجاح هذه التجربة الرائدة في العراق".
جهود مديرية الزراعة
لمديرية زراعة كربلاء المقدسة جهود واضحة في هذه التجربة تبينها مسؤول قسم الارشاد الزراعي فيها المهندسة ضحى خالد مطلك لوكالة نون الخبرية بقولها ان " محصول فول الصويا يعد من المحاصيل الستراتيجية المهمة جدا لاحتوائه على نسبة (50) بالمئة من البروتين ولذلك يسمى لحم الفقراء ويحتوي ايضا على نسبة عالية من الدهون الصحية الخالية من الكولسترول تصل الى (20 ــ 24) بالمئة ونسبة انتاجيته عالية، والاهم من ذلك تحمله اثناء زراعته لدرجات الحرارة العالية التي يمتاز بها طقس العراق، وموطنه الاصلي في البرازيل واميركا وثبتت نجاح التجربة في العراق التي نفذها المزارع (مراد كاظم) وبجهود كبيرة منه، ويدخل المحصول في انتاج البروتين وصناعة الزيوت وما يتبقى منه يدخل بالعليقة الحيوانية التي تستخدم كاعلاف للاسماك والدواجن والماشية، وهو متعدد الفوائد، وبما ان العراق يستورد مئات الالاف من الاطنان منتجات فول الصويا فان نجاح زراعته ستدخل كمواد اولية في عدد من الصناعات وتمنع استيرادها ، وقامت الوزارة بزراعة نوعين من محصول فول الصويا التركي والمحلي في ثلاث حقول بمحافظات كربلاء المقدسة وصلاح الدين وفي منطقة ابو غريب في بغداد، ونجحت التجربة في هذه المناطق الا ان كربلاء ابرزها، وكانت المديرية تسير معه خطوة بخطوة وقدمت له البذور والسماد والمعلومات الارشادية والمبيدات الزراعية ونسعى لحث المزراعين على الولوج في زراعة هذا المحصول ليصبح فول الصويا عراقي الانتاج وبأيدي عراقية توفر فرص عمل وتشغل المعامل وتمنع خروج العملة الصعبة وتدور العملة العراقية وترفد السوق بمنتج بقولي يمنع استيراد البقوليات ".
لماذا فول الصويا
من جانبه اكد رئيس الممهندسين الزراعيين من قسم الارشاد الزراعي خالد سلمان بهية لوكالة نون الخبرية ان " فول الصويا نبات كان حكرا على الدول الاجنبية ولاول يدخل الى العراق كمحصول زراعي صناعي وهو يحتوي على الزيت والبروتين، بينما باقي النباتات تكون اما عالية الزيت وقليلة البروتين او العكس او معدوم الزيت وبعد استخراج الزيت تبقى مادة كسبة البروتين تعد كسبة عالية من البروتين تستخدم كعلف للحيوانات والاسماك والدواجن، ويعتبر فول الصويا من المحاصيل البقولية التي تضيف مادة النايتروجين الى التربة، كما ان موسم زراعته تكون في الفترة التي تعتبر (بور) اي تتوقف فيها الزراعة بين الموسمين الشتوي والصيفي التي يتعمد المزارعين تركها لتهيئة الارض للموسم الزراعي الآخر، بينما تكون زراعة فول الصويا مثبتة للنايتروجين الذي يهيأ الارض للزراعة وتكون فترة يحقق فيها المزارع موارد كبيرة وتكون ارضه مزروعة على مدار السنة، ناهيك عن الاستغناء عن الاسمدة الكيمياوية للتربة التي تعتبر غالية الثمن وهو ما يعطي مورد آخر للمزارع، وفوائده اقتصادية وزراعية للتربة وصحية للانسان والحيوان ويحافظ على العملة الصعبة بمنع استيراد هذه المواد، لان السعر العالمي للطن الواحد يصل الى (700) دولار او اكثر من ذلك، وبالرغم من بعض المعوقات في اول تجربة الا ان انتاج هذه التجربة الاولى لزراعته من النوعية والكمية فاق انتاجها في الشقيقة مصر، وهو امر تحقق بالدور الكبير لوزارة الزراعة والجهود الكبيرة للمزارعين ونعتبرها تجربة ناجحة بمواصفات عالمية وبكل المقاييس واذا استمرت الخطة المرسومة من قبل وزارة الزراعة سنصل الى الاكتفاءالذاتي من محصول فول الصويا".
قاسم الحلفي ــ كربلاء المقدسة تصوير ــ عمار الخالدي