بقلم: د. عماد عبد اللطيف سالم
اذا كان هناك من بين المزارعينَ البريطانيّين، من صوّتَ لصالح خروج بلاده من الأتحاد الأوروبي قبل سنوات قليلة، فإنّ ذلك يعودُ لكونهِ كان متضرّراً (بشكلٍ أو بآخر) من السياسة الزراعية لهذا الأتحاد نتيجة فتح اسواق بلاده أمامَ المنتجات الزراعية الأوروبية الرخيصة، وأعتقادهِ بأن أحكام منظمة التجارة العالمية WTO لتنظيم التجارة في المنتجات الزراعية، ستعوّضهُ عن الخسائر المحتملة لخروج بريطانيا من الأتحاد الأوروبي.
للهِ درّكم، وشكواكم، يا مزارعينا، و فلاّحينا المساكين، أمام اغراق اسواقنا حتّى بالتمر المستورد .
التمر الذي تمت سرقة الكثير من فسائله من أرضنا أصلاً، وأنصبّ اهتمام "الأشّقاء" و"الأصدقاء" على تحسينه، وتطوير صنوفه، وتصديره لنا لامِعاً ومُعلّباً وبهيّاً، وألذُّ كثيراً من تمرنا البائد .
تمرنا الذي ماتَ نخلَهُ على امتداد المسافة من القرنة الى أبي الخصيب.. ومن ديالى إلى كربلاء.. ومن الكاظمية والعطيفية إلى الدورة واليوسفيّة.. وبأرخص الأسعار .
دائماً نحنُ، ونخلنا، نموتُ.. دون "استفتاءٍ" على موتنا.. و بأرخص الأسعار .
أقرأ ايضاً
- سياسات واشنطن في سوريا تطغى على مصالح الشعب السوري
- من يحاسب المتطفل على الدين ؟
- إطلالة على عالم الشهداء.. عن ثقافة الاستشهاد وقصور الجانب الأدبي وتأخر التوثيق