بقلم – رحيم الشاهر – عضو اتحاد أدباء ادباء العراق([1])
في سلسلة مقالات أبهى من التنظير:
أنا اكتب، إذن انا كلكامش(مقولة الكاتب) ([2])
مقالتي حمالة النثر القديم، ورافعة النثر الجديد(مقولة الكاتب)
من هم شعراء البحور؟ وهل تستطيع ان تلف لفهم، وتدور دورانهم، حول محور الشعر، من غير أن تحدث حركة ومض واحدة؟!
شعراء البحور ياسيدى، هم حالة متطورة من شعراء الوزن، استطاعوا أن يتخلصوا من طامة الوزن، فوقعوا في طامة البحر، فكان البحر أكثر تسامحا معهم، وأكثر تساهلا لركوبه والتجول بين أمواجه، من غير الحاجة إلى أشرعة الكلمات والصور، والأمواج الشعرية الجميلة، فهم هنا يجمعون أجواء الصحراء القاحلة، مع اجواء الفضاء الكاذبة، مع أجواء البحر الصاخبة، في حركة بهلوان متسرع تطيح بالقصيدة، وتهوي بالشاعر!
شعراء البحور مازالوا عالقين بين النظم والجودة، وهم كالآتي: هذا نسخة من البحر الطويل، وذاك نسخة من البحر البسيط، والآخر من نسخة البحر الكامل، والآخر من نسخة البحر الوافر، والآخر من نسخة الرمل، او المديد، او الهزج، او المضارع، او المتدارك، او المتقارب، او المنسرح، او السريع،، او المجتث، او الرجز،او الخفيف، او المقتضب،او، فإذا جمعتهم في كتاب، كونوا لديك كتاب: ميزان الذهب في صناعة شعر العرب للسيد احمد الهاشمي رحمه الله تعالى،لكنه هنا فاقد لشذراته العروضية، لما تعرض عندهم من تعسف، فهو اذن،ميزان الخشب في صناعة شعر العرب!، وهو كذلك كتاب (فن التقطيع الشعري) لصفاء خلوصي، لكنه بما تناولوه تعسفا، ليس بتقطيع بل هو ترقيع 0
شعراء البحور، أتقنوا شرطا واحدا من أهم شروط الشعر، لكنهم عجزوا عن إجادة التراجم الاخرى للشعر(الأدوات)، لأنهم فاقدون لملكة الموهبة، والاستدلال الشعري، والجزالة، ومحصلات عمود الشعر المتفق عليها نقديا وعرفيا، فتحولوا الى رديف آخر لشعراء النظم، اولئك محصورون بين الكلمات والأوزان، وهؤلاء محصورون بين الأوزان والمعاني، وسيارة اسعاف المعنى قد تتأخر عنهم طويلا، فينطفئ مصباح الشعر، وتذهب ريح القصيدة سدى 0 شعراء البحور اقتربوا من المعاني، بينما ظل شعراء النظم عالقين بين الأوزان والكلمات، شعراء البحور ينطبق عليهم قول الشاعر:
كأننا والماء من حولنا
قوم جلوسٌ حولهم ماءُ
(فهم كمن فسر الجهد بعد الجهد بالماء)
وأما شعراء النظم، فينطبق عليهم قول المتنبي:
اقِل ْ أنِلْ اقطِعِ احملْ عَلِّ سَلِّ اعِدْ
زِدْ هَشَّ بَشَّ تفضّل ْأدْنِ سُرّ صِلِ
هذا لايعني تعميما، فلدينا من شعراء القصائد، ماتقر بهم عين المتنبي!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
([1]) تكرار لفظة الادباء، معيار يبحث عن العقلاء
([2]) للكاتب لائحة اقوال وآراء ينفرد بها عن غيره