د. غالب الدعمي
يقول الإمام علي عليه السلام: "لو وجدت فيكم خطيئة لغطيتها بردائي" ووحين سُئل الإمام الصادق عليه السلام عن موقف رآه في طريقه، فأجاب: ينفع أو لا ينفع، وقد حث ديننا الإسلامي على الستر وتشدد كثيراً في هذا الجانب من حياة الناس وصيانة اعراضهم، حتى أنه تشدد كثيرا مع مَنْ يتحدث في هذه الاشياء، ورتب على من يخوض فيها ولم يثبتها عقوبات قاسية، حتى وان كان الفعل حاصلاً في الواقع مالم يُعضد بثلاثة شهود أخرين على أن يكونوا قد شاهدوا المواقعة جميعهم كما هي مجسمة، وهذه نقطة أخرى قيد فيها الله جل وعلا امكانية اثبات مثل هذه الوقائع، كما تظهر رعاية الخالق في أنه أولى هذه الموضوعة اهتماماً كبيرا حين أقر بعدم الحكم في القصاص على المرأة وان ارتكبت الفعل، مالم يتقدم أربعة شهود لاثبات الواقعة في حين أكتفى بشاهدين فقط لاثبات جريمة القتل.
وللإسف أن ماوقع قد تداولته صفحات الفساد في شبكات التواصل الاجتماعي الممولة بالمال الحرام والسنتهم التي اتقنت الكذب على الشعب العراقي، وجادت في،ه ولو ان هذا الحدث كان في اية دولة اوربية لمر مرور الكرام من دون الخوض به لأنه يعد من الأمور الشخصية جدا ويمكن معالجته في إطار العائلة بعيداً عن الإعلام على الرغم من أن هذا الفعل لو صح أنه حصل من هذه المرشحة فأنه يعد عملاً مرفوضاً رفضاً قاطعاً ولا يوجد مايبرره، لكن السؤال الذي أود أن اوجهه لمن نشر هذا المقطع ولمن صوره ولمن طبل له، هل ترضى أن تكون أختك أو زوجتك أو ابنتك أو قريبتك في هذا الموقف؟ مع الاقرار بفداحة لفعل لو تأكد ذلك، لكن أليس من الإنسانية أن نفكر بأبنائها وبناتها واخوانها وزوجها وعائلتها بشكل عام؟! أليس من المنطق أن نضع في بالنا حجم البلاء الذي سيحل بهذه العائلة وأن شرخا كبيراً سيحصل في سلوكها وربما يفضي الى خروج أفرادها عن الطريق القويم نحو منزلق خطير بسبب ما نشر، وليس متيسراً تجاوزه في مجتمع لا يسامح ولا يتساهل على الرغم من وجود آلاف الحالات المشابهة لكنها بقيت طي الكتمان ولم تصل اليها عيون السياسيين وكاميراتهم التي ترصد القذارات وتتجنب الاشياء الجميلة.
اتحدث عن هذا الموضوع وأملي ان يتجاوز سياسيونا مثل هذه الحملات التسقيطية، وان يلجأوا الى ما يخدم الناس ويغادروا مثل هذه الاساليب المريضة.
كما اني وبحكم خبرتي في مجال الإعلام الجديد وتقنياته وفنون المكياج واساليبه فانه ليس مستحيلا على اي خبير في هذا المجال ان يستثمر التشابه البسيط بين اشكال الافراد لعمل أفلام مفبركة ولقطات تجعل بال المستخدم يذهب الى الصورة الأقرب التي رسمتها له تلك المؤسسة التي تقف خلف هذا الفعل، وبات الأمر سهلا امام الجيوش الإلكترونية بتأدية أدوار قذرة في تشويه سمعة الناس، وليس مستحيلا ان نخمن من يقف وراء ما حصل من الكيفية التي وظف فيها المقطع الفيديوي، كما من حقنا أن نسأل لماذا لم يظهر هذا الشخص الذي شاركها السرير ومن يثبت لنا جنسيته الحقيقة فربما هو من جنسية أخرى غير تلك الجنسية التي طبل لها بعضهم وربطها بشرف لعراقيات، ومن يبحث عن شرفهم عليه بتأمين لقمة العيش الرغيد لهن، وأن يرعى زوجات الشهداء، واطفالهم، ويتابع المتسولين ويسهم في اعمار البلاد والكف عن سرقة اموال الشعب العراقي.
نعم ايها السادة أن السياسة قذرة جداً ومن يتصدى لها ومن يحكم ناصيتها هو اكثر قذارة من القُمام الذي تركته أمانة بغداد جاثم على صدور شوارعنا وساحتنا، ولكن لا يجب علينا ترك الأمر من دون تحقيق فعليها ان تعرض جواز سفرها لكي يتم التأكد عدم خروجها من بغداد، وان ندقق في ارقام هواتفها لكي نتأكد من مواقع اتصالاتها ومن ثم نعطي حكمنا عليها، وقبل هذا ينطبق على حديثنا قول الله عز وجل(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ)
أقرأ ايضاً
- التسرب من التعليم
- كيف يمكننا الاستفادة من تجارب الشعوب في مجال التعليم؟ (الحلقة 7) التجربة الكوبية
- الرسول الاعظم(صل الله عليه وآله وسلم) ما بين الاستشهاد والولادة / 2