بقلم مسلم الركابي
يبدو اننا نعيش زمن الكوليرا في رياضتنا العراقية، فالمشهد الرياضي العراقي يقبل كل العناوين، مشهد محتدم فيه مؤسسات رياضية متنافرة ومتناحرة بل اجمعها بات فاقدا للشرعية،فبعد ان فشل من يسمون انفسهم جزافا قادة الرياضة في البلد وبمختلف الوانهم واشكالهم وتوجهاتهم في صياغة قوانين رياضية جديدة تجعل رياضتنا العراقية تعمل تحت مظلة قانونيةصحيحة من خلال قوانين رياضية معاصرة ومواكبة لحالة التطور التي يشهدها العالم بمختلف شعوبه، ويبدو ان عملية غياب او تغييب القانون كانت مقصودة من قبل كوكبة طارئة استولت على مقاليد الامور في رياضتنا العراقية في غفلة من الزمن وانتشر هؤلاء الطارؤون مثل الطفيليات التي تتبرعم بشكل سريع حيث شاهدنا اسماء ما انزل الله بها من سلطان تتصدر المشهد في الأندية والاتحادات الرياضية في البلد صحيح نحن نعاني من محاصصة سياسية مقيتة لكن ان يصل الامر الى مفاصل الرياضة بهذا الشكل الهدام والخطير، دعونا نتأمل قليلا الاسماء التي تترأس الاندية والاتحادات الرياضية في البلد فبعض هذه الاسماء غريبة وعجيبة ودخيلة على الوسط الرياضي بل ان بعضها لايفقه شيئا في الرياضة او غيرها وهذه الاسماء والشخصيات الطارئة هي نتاج عملية غياب وتغييب القوانين الرياضية ولذلك نحن اليوم لدينا لجنة اولمبية منحلة ولدينا اندية واتحادات تعمل خارج نطاق الشرعية القانونية ولدينا صراعات ونزاعات وعركات وطلايب بين مختلف المؤسسات الرياضية ولدينا عشائر رياضية هي من تحكم في حل النزاعات بين الشخوص ولدينا تهديدات بمختلف الوسائل ولدينا قتال واستقتال على المناصب ولدينا شخصيات تتكلم بلغة الدم والتهديد من اجل فرض إرادتها ولدينا غياب وضبابية واضحة لرؤية الدولة للرياضة بعد ان تنازعت الاحزاب السياسية والكتل البرلمانية على الرياضة والرياضيين بحيث خضعت موسساتنا الرياضية بكل طاعة لارادة السياسيين بحيث اصبحنا نشاهد اسماء سياسية تتحدث وتتفلسف وتنظر للرياضة والرياضيين كل ذلك لدينا ولدينا اندية رياضية لازالت تبحث عن مرجعيتها فهي تائهة حاءرة اندية تعيش على فتات مجالس المحافظات التي جعلت الرياضة منكرا وحراما اندية مؤسسات تخضع لمزاجية ونرجسية وزير قذفت به المحاصصة للوزارة، هذه رياضتنا العراقية التي نعيشها اليوم. ربما يتهمنا البعض باننا نتحدث بسوداوية كبيرة عن المشهد الرياضي العراقي لكننا نقول هذا هو الواقع. ومن يريد ان يؤطر المشهد الرياضي العراقي باطار وعنوان عليه ان ينظر فقط الى عملية انتخابات اتحاد الكرة العراقي والتي اصبحت الشغل الشاغل للشارع الرياضي العراقي فالاندية التي تعجز عن تقديم تزكية لنجم عراقي بحجم نشأت اكرم او عدنان درجال او غيرهما لاينبغي علينا اليوم ان نقول عنها انها اندية جماهيرية فانديتنا الجماهيرية عجزت بل فشلت بتقديم نفسها كراعي حقيقي لكرة القدم العراقية حيث ليس من المعقول ان لا نشاهد في ادارة اتحاد كرة القدم اي ممثل لنادي جماهيري ؟؟؟ انتخابات اتحاد كرة القدم اعطتنا الصورة الحقيقية للمشهد الكروي العراقي فاتحاد الكرة اختزل الكرة العراقية بتاريخها ونجومها بهيئة عامة مكونة من 52 عضوا اقل مايمكن ان توصف هذه الهيئة بانها هيئة نائمة ومنومة لاتعرف شيئا سوى ان ترفع الايادي بالموافقة على ما يطلب منها. نعم هذه هي الحقيقة التي يعرفها القاصي والداني، لذلك علينا اليوم ان نبحث عن مخرج او ضوء بنهاية النفق كي ننقذ ماتبقى من رياضتنا العراقية التي اصابتها كوليرا التخلف.