- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
مواهب على دكة الإغتيال الجزء الأول
حسن كاظم الفتال
الإعلام: عالم واسع المديات كم تمنيت أن أجوب رحابه في رحلة ذهنية استخلص منها وصفا يليق به وبمن ينتمي له وينصفهما.لكن سور التداعيات صدني عن تحقيق غايتي.
كثيرا ما تحرضني فطرتي بسلامتها على إظهار كوامني والإفصاح عنها مناصرة منها لشيوع المصداقية ونشرها والإنحياز للصراحة والوضوح والترويج والتسويق لقول الصدق وبيان الحقيقة كما هي. لكنني أخشي الإنصياع لتحريضها حَذَرَ الضرر أي تجنبا من وقوع الضرر عليَّ. فتبالغ بتحريضي بوخزات توقد في وجداني جذوة التوق للقول السديد والإصرار على الإعتزاز والتمسك بالمبادئ والقيم.
أي فطرة تلك التي تغازل ضميري لينضح ببرهان الولاء للعقيدة.
ولا تعيا من الوخزات المتكررة. ظنا منها بالإقتدار على أن تنتزع مني إقرارا بالرضا وإنسياقا لوخزاتها وتلبية لسلامة وعفوية رغباتها. فاعتصمت ذاكرتي على مفترق يتعسر عنده اختيار أحد النجدين. والحيرة بين اعتماد التحدي والعزم على مقارعة الهفوات والنكبات أو بين الإصرار على التمسك بالحكمة والخوض في الحديث بعقلانية وحصافة وبين التسليم لفوضى الزمن والوقوف على شفا جرف الهلكات. والخروج من المألوف. ويا لها من مقايضة يصعب فيها تحديد المنال.. بينما أحاول أن اتلمس سبيل نجاة وإذا بيراعي يطلق عنانه الإيثار. فيشاكسني ويمضي منفلتا من تحكمي به مغتنما استرخاء أناملي أو نحولها أو طراوتها وعجزها من أن تحكم قبضتها عليه. حيث أضناها اعتصار المعاناة أثر امتناعي عن مجارات ومسايرة ومساومات الراغبين بتذللي والمطالبين بخنوعي وتزلفي لهم والرضا بما تسفر عنه خطيئاتهم.
ومحوا مني لكل خطيئة تحتم عليَّ أن أصالح يراعي المفعم بالرمزية التائق بشغف لأن ينحدر منه سيل رضابه فيريقه بمشاكسته على صفحات مخيلتي ليمحو عنها القَحَلَ والجدب فتبتل وتستقي حِكَماً ويذهب زَبَدُها جفاءً ويمكث فيها ما ينفع الضمير ويسره ويمتن رصيدي الثقافي العلمي الأدبي الإعلامي العقائدي الذي أوشك أن يمسي نهبا ويحصنه. فطاوعني يراعي وبدأتُ استلبُ منه بعض حقوقي فأداها بيسر وسلاسة. وأستسلم حتى لنحول أناملي وارتمى بين انحناءة سبابتي وإبهامي. وآثر أن يشجب بتدوينه تخبط المتطفلين على الإعلام وأضرارَهم من تكرار الهفوات أو ما جاء به المطففون بالمكاييل من مظالم وغبن وبخس حقوق. ودوَّن ووثق يراعي ضراوتها وقسوتها.
حتى ألقيت عصا كفاحي وعصاميتي وحزمي وشدة صبري لتلتقف أفك الظانين بأنهم قادرون على لي أذرع المتفوقين عليهم من المبدعين.وأعلنت التمرد على الكسل والخمول. ورحت أُسَيِّر فلك قدراتي في محيطات الإبداع. ورغبت أن أساهم ببعث بصيص من نور بين ثنايا الثقافة العقائدية. ومن أجل أن افلح في تحقيق مبتغاي كان عليَّ أن أنتسب إلى عالم الإعلام. لأضع أول قدم لقطع مسافة الألف ميل وأسهم بإيصال صوت الحق لأهله
* هكذا يفعل المبغضون*
سلامة فطرتي وعفويتي ونبل تواضعي وشدة ثقتي بكل وهج وإبراقة تبعثها الصور المرسومة على أفق الواقع الذي نعيشه كل ذلك أغراني أن أظهر تحمسي وأبدي اندفاعي. وأعلنت استعدادي لبذل أي جهد بصدق وإخلاص. لأن أصطف بين جموع الزاعمين بأنهم يرجون إعلاء كلمة الحق ودمغ الباطل. لم أكن أحسب أن الباطن ليس هو كالظاهر. وأنستني فطرتي حقيقة أن أعوان الباطل وأوداءه اجتذبتهم الإغراءات والشهوات والجشع واستسلموا بل هرعوا يلهثون خلف سراب واهم أملا بتحقيق مكاسبهم ومآربهم بعد مناصرة الباطل.
المطامع أجهضت النفوس والأرواح فانسلت منها الضمائر وكأنها تدحرجت وتهشمت حين اصطدمت بصخور المنافع وربما ديست بأقدام المتنفذين المحققين المكاسب.
وشاع المكر والخداع واتسعت رقعة الغي واضمحل الرشد والنقاء شيئا فشيئا.
أفزعني هول هذه الصورة لكنه لم يحد من عزمي. ورغم أن الخيفة من قطع الرزق توجستني ودارت وسط حدقة عيني صورة الحرص على إبقاء لقمة العيش وافرة مستديمة وكاد الظن يصرعني. لكن ذلك لم يحجب عني شدة اعتراضي ورفضي لديمومة صورة المكر والخداع ودوام تواجدها وبقاء الماكرين. وآليت أن أرفع صوتي عاليا وعلناً دون أن أكتفي بالخفية والهمس كما يفعل أفراد معدودون.
وللحديث صلة