- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
هل كان في حسابات الحسين عليه السلام الانصراف عن القتال؟
سامي جواد كاظم
عندما نبحث بدقائق الامور التي رافقت نهضة الحسين عليه السلام فان كل موقف له يكون للحسين عليه السلام حساباته الخاصة في التعامل معه، ومن بين تلك المواقف التي لربما يمر عليها القارئ مر الكرام والبعض لا يعتقد انها حصلت مع الحسين عليه السلام والبعض يفهمها قهما سطحيا، حقيقة ان هذه المواقف التي بجملتها تعني طرح خيار الانسحاب والتراجع من قبل الحسين عليه السلام وفق ظروف معينة، وهو القائل في اكثر من موقف بانه سيقتل في ارض كربلاء وتسبى عياله أي انه يعلم بمصيره الذي اخبره به رسول الله، فكيف يتم التوافق بين معرفته بمقتله وطلبه بالانصراف ؟
في الليلة العاشرة عندما التقى الامام الحسين عليه السلام بعمر بن سعد دار نقاش بينهما نقلته بعض المصادر بزيادة او نقيصة ولكن المشترك بيتها هو قول الحسين عليه السلام لابن سعد: دَعُوني فَلأَْذْهَبْ في هذِهِ الأَرْضِ الْعَريضَةِ حَتّى نَنْظُرَ ما يَصيرُ أَمْرُ النّاسِ، نقلا عن عقبة بن سمعان الذي كان حاضرا وملاصقا للحسين عليه السلام من المدينة الى كربلاء، اما طلب الحسين لقاء يزيد فهذا لم يحصل.
وهنا ياتي السؤال اذا كان الحسين يعلم بمقتله فلماذا يطلب الانصراف؟
بداية هنالك موقفان طلب فيها الامام الحسين عليه السلام الرجوع لم يرغب به القوم، الاول لما التقى الحر بن يزيد ولما ساله الحر لماذا اقدمت فقال كتب القوم التي اتتني وان انتم كرهتمونا وجهلتم حقنا وكان رأيكم غير ما أتتني كتبكم وقدمت به على رسلكم انصرفت عنكم، وعليه لو قالوا له نعم عدلنا عن راينا ولا نرغب بان ننهض معك لانصرف الحسين.
موقف ثان مع عمر بن سعد عندما طلب من بعض قادته مخاطبة الحسين فرفضوا لانهم كانوا ممن كاتب الحسين واخيرا اتاه قرة بن قيس فقال له الحسين: كتب إلي أهل مصركم هذا ان أقدم فأما إذ كرهوني فأنا انصرف عنهم، هنا ايضا لو غيروا رايهم لانسحب الحسين.
والموقف الثالث الذي ذكرناه في بداية المقال، والاشكال اذا كان يعرف مصيره الحسين فلماذا اقترح عليهم عدم المقاتلة ؟
من المؤكد الانسان عندما يدخل حرب او مواجهة فانه يفكر باسوء الاحتمالات، والجندي اليوم عندما يفكر مقاتلة داعش فمن الطبيعي يقول انه ذاهب الى الموت لانها حرب، هذا اولا، ثانيا وهو المهم من وجهة نظري انه لو وافق الطرف الاخر على طلب الحسين وتركوه فهذا يعني ان الحسين لن يبايع يزيد، وهذا يجعلني اتوقف امام سؤال مهم هل المعصوم بايع خليفة زمانه ؟ حقيقة انا اشك بالبيعة.
خطبة امير المؤمنين عليه السلام بهذا الحدث وهذا المقطع منها " فواللـه لأُسالمن ما سلمت أمور المسلمين ولم يكن جور إلاّ عليَّ خاصة" لا يدل على البيعة بل الكف عن المطالبة بالخلافة، وامر اخر يوم الشورى الم يطلب منه عبد الرحمن بن عوف ان يسير بالمسلمين على كتاب الله وسنة نبيه وسيرة الشيخين ؟ فماذا كان راي الامام عليه السلام ؟ كتاب الله وسنة نبيه وباجتهادي وهذا يعني انه يخالفهم الراي فاذا كان يخالفهم فهل كان ينفذ ما يطلب منه ؟
وحتى الامام الحسن عليه السلام فانه عقد صلحا ولم تكن بيعة حيث انه ترك الخلافة له وفق شروط معينة املاها الامام الحسن عليه السلام على معاوية.
وحتى بقية الائمة عليهم السلام لم اجد نص صريح وموثق بانهم بايعوا خلفاء عصورهم، وهذا هو ديدن ودين وسيرة مرجعيتنا في النجف فانها لم تؤيد حاكم ظالم.
وثالثا، طلب الحسين بالانسحاب جاء ردا على المتقولين عليه بانه القى بنفسه الى التهلكة، فانه عرض عليهم الترك وهم اصروا على القتال، اضافة الى ذلك لالقاء الحجة عليهم بانهم هم بداوا القتال وليس الحسين عليه السلام.
كل ما جاء في المقال هو تحليلي واستنتاجي انا وهو مردود علي والراي قابل للنقاش