- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
نقل الارهابيين من الحدود اللبنانية السورية إلى الحدود السورية العراقية من وجهة نظر جيوسياسية
بقلم محمد وطن الياسري.
ما شهدناه من انتصار للجيش اللبنان والجيش العربي السوري وحلفائه على مقاتلين (داعش) من السوريين المسيطرين على الحدود السورية اللبنانية أدى إلى عقد اتفاق ونقل المسلحين وعوائلهم إلى أقصى شرق سوريا مما أدى هذا العمل على إثارة حفيظة بعض السياسيين العراقيين وحدوث ضبابية في الشارع العراقي وهذا ما يؤثر سلبا على قوة الدول العربية والإسلامية التي تواجه الإرهاب وهي, إيران, سوريا, العراق , لبنان.
إن مجريات الأحداث والتطورات والانتصارات التي حققها الجيش العراقي والقوى والأمنية الأخرى, والجيش العربي السوري وحلفائه, قد أثرت سلبا على المخطط الصيوامريكي الذي أصبح يوم بعد يوم يتلاشى ولهذه المرحلة اعني داعش , والذي كان الهدف منه ومن التطورات والأحداث السابقة هي إضعاف منطقة الشرق الوسط, وتحويل موازين القوى, من الدول غير المؤيده إلى المشروع الصهيوامريكي الى دول مؤيده وموافقة على التطبيع ظاهرا كان أم بالخفاء .
إذ لو نظرنا لخارطة المنطقة لفترة مابعد 2011م والذي يتابع الأحداث والتطورات العسكرية وحالة تغيير ميزان القوة الجيوبولوتيكي والى ظهور تنظيم (داعش) والى مرحلة تغيير ميزان القوة مرة أخرى بيد الدول المحاربة لداعش وفي منطقة غرب أسيا, وعلى الخصوص سوريا العراق لبنان وحلفائهم في هذه الحرب, لوجدنا إن تنظيم داعش بدئ يفقد مراكز القوى ومواقعه الإستراتيجية التي كان يسيطر عليها, لكنه لا يريد أن يكون صيدا سهلا لمن يحاربه, وذلك من خلال محاولة توسيع رقعة المعركة, وعدم حصرها في مكان واحد, وهذا ما له الأثر الكبير في تضعيف القوة التي تواجهه, وأيضا تشتت قدرته بتوسيع أراضي المعركة, وضمن مدن وقرى متباعدة فيما بينها, وهذا ما ساعده بهي بعض المشاركين في الحرب عليه وهم التحالف الدولي وجعله ورقة ضغط على الدول التي تخوض حربا معه وهي الدول الربع كما أسلفنا, اذ لو نظرنا وبدقه الى المناطق التي تم تحريرها في العراق, سنلاحظ هنالك عدم تسلسل وعدم وجود تتابع في تحرير الأرض العراقية!
وذلك بتأثير من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وبعض السياسيين الموالين لبعض دول الجوار الداعمة للإرهاب بشكل مباشر أو غير مباشر. فهنا نرى إن عمليات التحرير بدأت بتامين مدينة سامراء, باعتبار إن المدينة ذات قدسية للمسلمين الشيعة, وان المدينة قد تعرضت لنكبة وخيانة أمنية بتفجر مرقد إمامي الشيعة الإمام علي الهادي وابنه الإمام الحسن العسكري فمن هنا جاء تامين المدينية وتامين طريقها من اوليات العمل التحريري, بعدها تحرير أجزاء من محافظة ديالى لوجود تنوع اثنوغرافي (قومي ومذهبي) وبعدها بدأت عمليات تحرير محافظة صلاح الدين, وكان تحرير هذه المحافظة بتحرير مدينة تكريت مركز المحافظة ومسقط راس الرئيس السابق صدام حسين. لكن مدينة تكريت لم تحرر بالكامل لحد كتابة هذا المقال فهنالك مدن مثل (مدينة الحويجه وشرق الشرقاط وبعض القرى الاخرى).كما واستمر الحال حتى في تحرير محافظة الانبار, لم تحرر مدن منها القائم الحدودية مع سوريا والمناطق المحيطة بها دون تحرير, والحال في مدينة الموصل ومناطق أخرى كثيرة تحت سيطرة الدولة لحد ألان, مما يعني إن هنالك تاثير على القوات العراقية والحكومة العراقية وضغوطات, وبالتالي تجعل المناطق غير المحررة نقاط ضعف وخاصرة ضعيفة تربك وتعرقل فرض السيطرة بالكامل على العراق.
الحال في سوريا متشابه من حيث الحرب ضد الفكر المتطرف. لكن هنالك اختلاف بين الساحة في العراق والساحة في سوريا, اذ إن التحالف الدولي وبشكل علني ضد الحكومة السورية وضد حزب الله. وان دول الجوار منها من يظهر عدائه للحكومة السورية, ومنهم من يبطنه, لكن الحال يتشابه بين الساحتين العراقية والسورية متشابه من جانب تواجد داعش في نقاط متعددة ومتباعدة عن بعضها, وعلى أنحاء مختلفة من الدولة السورية, يؤثر سلبا على قدرة الجيش العربي السوري وحلفائه باستعادة الارض, اذ ان تعدد سوح المعارك يتطلب جهد وإمكانيات اكبر لمحاربة مسلحي تنظيم داعش باعتبارهم هدف ثابت والجيش العربي السوري وحلفائة المهاجم هدف متحرك , مما يتطلب مضاعفة العدد والعدة والجهد, والحال متشابه بالعراق كذلك. بالإضافة إلى ما ذكرناه تعدد المناطق الغير مسيطر عليها يجل نوع من الإرباك في العمل العسكري والأمني كما اسلفنى بالنية للساحة العراقية.
فقبل أيام تمكنت القوات ألبنانية بالتعاون مع الجيش العربي السوري وبمساعدة حلفائه, من السيطرة على المناطق التي كان يسيطر عليها تنظيم (داعش) وهي منطقة القلمون والجرود. اذ كان مخطط هذه القوات هو السيطرة على البقاع, وبعلبك, وصولا الى البحر البيض المتوسط .
إن الاتفاق الذي توصل إليه الجيش العربي السوري وحلفائه بنقل مسلحي داعش وعوائلهم. اذ ان المسلحون الارهابيون كانو يشكلون خطرا على لبنان والمناطق الآمنة في غرب سوريا وهي المناطق المؤيدة للرئيس السوري بشار الأسد وحكومته,من غرب سوريا إلى أقصى شرق سوريا وهي محافظة دير الزور الواقعة شرقا بالتحديد مدينة البوكمال الحدوبة مع العراق , وهذا ما أثار حفيظة قوات التحالف وبعض السياسيين العراقيين وأثار حفيظة مجموعة من المواطنين على مواقع التواصل الاجتماعي واعلاميا وفي الجزء الأخير من هذه المقالة سأبين نقاط توضح السلبيات والايجابيات في نقل القوات المسلحة من جنوب غرب سوريا إلى شرقها وهل ان عميلة نقل المسلحين تؤثر سلبا على العراق ام انها تعود بالفائدة بالنسبة للعراق وسوريا ولبنان وإيران باعتبار الأخير الداعم للدول الثلاث في حروبهم الاخيرة ضد الإرهاب:ـ
أولا- ان نقل المسلحين من على الحدود السورية ألبنانيه يخلص لبنان ومدن غرب سوريا الموالية للنظام السوري من الخطر مما يجعل تلك الجبهة أمنة وبالتالي تعزيز الجبهة الشرقية في سوريا من قبل الجيش السوري وحلفائه, والذي بدوره يضيق الخناق على المسلحين في مناطق ريف حما والقرى التي يتمركز بها الإرهاب مثل محافظة دير الزور والمدن والقرى التي تقع تحت سيطرة المجاميع الارهابية.
ثانيا:ـ إن المناطق الواقعة غرب العراق والتابعة إلى محافظة الانبار والموصل لا تزال تحت سيطرة الإرهاب ولم تحرر لحد ألان, وهذا ما يعني إن الخطوة التي اتخذها الجيش السوري وحلفائه لم تكن تؤثر على العراق إلا بنسبة ضئيلة عدد المقاتلين المنقولين مايقارب250 مقاتل لا تقاس مع عدد المسلحين في تلك المناطق ولا تقاس بالفائدة التي ستتحقق من خلال التعاون بين الجيش العراقي والقوى الأمنية الأخرى ومابين الجيش السوري وحلفائه من جهة أخرى اذا ما تم الانتهاء من الجبهة الغربية لسوريا وشمال لبنان, في محاصرة الإرهاب وتركيز القوة العسكرية, ومضاعفة العدد في حسم المعركة وتضعيف جبهة مسلحي داعش والقوى الأخرى المسلحة.
ثالثا:ـ ان مدينة القائم و راوه وعانه في الانبار ومدينة والبعاج والبادية والمزروكة وقرية ثابت في الموصل وغيرها مدن وقرى حدودية تقع على الحدود العراقية السورية وتقع تحت سيطرة مسلحي (داعش) وهذا يعني إن السياسيين المعترضين عليهم أن يقلقوا من بقاء هذه المناطق تحت سيطرة المجاميع المسلحة من تنظيم (داعش) وان يطالبوا بالإسراع بتحريرها وأن لا يخلطوا الأوراق بنقل الارهابيين إلى أراضي سورية من أراضي سورية.
رابعا:ـ إن بقاء الجبهات متعدد وكثيرة وعدم حصرها في جبهة واحدة يجعل أمر التحرير مهمة صعبة كما أسلفنا وعملية مسك الأرض بعد التحرير مهمة صعبة أيضا, وذلك لقرب المناطق المحررة من مناطق أخرى غير محررة مما يعرضها إلى خطر السقوط مرة أخرى بيد الإرهاب وهذا ماحدث مرات متعدد قد ادى الى خسائر كبيرة بالارواح والعدة. وبالتالي سقوط إعداد متزايدة من الشهداء والجرحى, إذا ما بقي التحرير بهذه الطريقة, وبالتالي يكون هذا الوضع يعود بالفائدة الى من أسس الإرهاب, ومن دعمه, ومن يسهل تحركه, و يهرب قياداته قبل بدئ عملات التحرير, كما حدث في تكريت وغيرها من المدن العراقية المحررة.
وفي النهاية ومما تقدم هل نستطيع ان نجيب على الاشكالية التي طرحت على الساحة؟
لكن وللأسف الشديد وجود أشخاص ومؤسسات يحاولون أن يشوهوا الصورة ويخلطون الأوراق من باب تضعيف القدرة وتضعيف الروح المعنوية للمقاتلين وللشعوب التي تحارب الإرهاب .
باحث في الشؤون الجيوسياسيه
أقرأ ايضاً
- التأهيل اللاحق لمدمني المخدرات
- منع وقوع الطلاق خارج المحكمة
- إدمان المخدرات من أسباب التفريق القضائي للضرر