- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
الجواب النقضي والحلّي لما طرحه الكبيسي من تخرصات
بقلم:حسن الهاشمي
في معرض اجابته عما أثاره مقدم برنامج من على فضائية العربية طرح الشيخ أحمد الكبيسي الداعية العراقي المقيم في الإمارات أمران:
اولهما: ان السيد السيستاني رجل ايراني ومن حقه أن يدافع عن ايران.
الجواب النقضي: المقصود به رد حجة القائل بالطعن في شرعيته للسؤال، يعني يمكن للآخر أن يسأل لأنه يفهم أو لديه استعداد للفهم وللحوار، والأسباب ما بين أيدلوجية نسقية أو مذهبية تحمل السائل على التعصب وعدم الحياد.
فنقول انك ايها الشيخ رجل إماراتي من اصول عراقية وانك تابع لسياسة الأمراء ذي النزعة العشائرية، وانك مجبول ومرغم عن الدفاع عن سياسة المشايخ هناك، ووجودك في دولة بعيدة عن الممارسات الديمقراطية معناه انك مسلوب الارادة وحرية التفكير المستقل، واذا لم تتجار مع سياستهم عرضت نفسك على أقل التقادير الى الترحيل والابعاد وسلب الامتيازات والحقوق، ويمكن ان تبرر لنفسك ان مطابقة أفكارك الدينية لما يصدر من وزارة الاوقاف هناك طبقا لما تؤمن به من وجوب موافقة ولي الأمر برا كان أم فاجرا، أما السيد السيستاني فانه اضافة الى انه غير متواجد على الأراضي الايرانية فانه مستقل ماديا عن ايران وغيرها من الحكومات، وانه يؤمن بولاية الحسبة للفقيه المقتصرة على ادارة شؤون الأوقاف والقصر الذين لا والي لهم في الشؤون الاجتماعية، وولاية الحسبة على طرفي نقيض مع ولاية الفقيه المطلقة المعمول بها في ايران، كيف يدافع السيد السيستاني عن حكومة هي بعيدة عن منهجه الفكري المستقل.
الجواب الحلي: والمقصود به الرد الموضوعي والعلمي على السؤال والحجج والمعطيات الواردة فيه.
عجبا لمن يرى في نفسه انه داعية اسلامي كيف يبرر لما يطرح من افكار قومية متعصبة وهي مناقضة تماما لما في ابجديات الاسلام من ان التفاضل فيه قائم على اساس التقوى والعمل الصالح وليس على اساس النسب والجغرافية والقبيلة وما شابه ذلك، وانا اتحدى الرجل ان يأتي بعبارة واحدة للسيد السيستاني قد دافع عن ايران كحكم بقدر ما يدافع عن المظلومين والمضطهدين والأحرار في العالم، وفي المقابل فان مواقف السيد ومن خلال مقابلاته ولقاءاته وما يطرحه ممثلوه في المحافظات والمناطق المختلفة كلها تصب في الدفاع عن العراقيين وضرورة ان يعيشوا أعزاء كرماء متآخين فيما بينهم دون تمييز لفئة على حساب فئة أخرى، فانه دائما يدعو الى العدالة وانصاف الطبقات المحرومة أيا كان دينها ومذهبها ومشربها الثقافي والفكري.
ثانيهما: ان الامريكان عند دخولهم العراق عام 2003م نجد ان ابناء السنة قد لبسوا الخاكي لمقاومة المحتل، بينما السيستاني يفتي بوجوب لباس الخاكي لمقاتلة أهل السنة، وشتان بين مقارعة المحتل، ومقاتلة أهل السنة والجماعة؟!
الجواب النقضي: المقاومة التي حصلت لجنود الاحتلال الأمريكي عام 2003م هي في المناطق الوسطى والجنوبية أما المناطق الغربية فانهم لم يطلقوا رصاصة واحدة على المحتل وهذا ما يشهد به القاصي والداني ولم يحتج الى مزيد من البيان والاستدلال، وعندما داهم العدو الداعشي أرض العراق فالسيد السيستاني انما أمر بوجوب الجهاد الكفائي للدفاع عن أهل السنة والجماعة في المناطق الغربية وليس لمقاتلة أهل السنة كما يزعم الكبيسي، اللهم الا ان يعتبر الكبيسي ان داعش وشذاذ الآفاق الذين أغاروا على العراق واستباحوا الأرض والعرض والمقدسات هم من أهل السنة فهو محق بذلك، والدفاع عن الأرض والمقدسات ضد العدوان الداعشي البغيض يكفله الشرع والعقل والقانون، أما انت ايها الكبيسي انما تلقي بكلماتك على عواهنها وترفض الاستماع لوجهات نظر الآخرين وتغض النظر عما يدور حولك، في المحصلة أنت تتبع إعلام الامارة المضيفة لك ذلك الاعلام المضلل والمزيف للحقائق، وتصديقك لهم دون استعمالك لعقلك يعني أنك عبد من عبيد الأمراء فيها..
الجواب الحلي: رأيت بعيني كل معطيات الإرهاب في المناطق الغربية من سقوط الصنم لحين الغزو الداعشي في حزيران عام 2014م، سواء كان تكفير أو عنف لفظي أو اطلاق لعبارات: قادمون يا بغداد واتهام الجيش العراقي بالصفوي والمالكي والمجوسي من على منصات الاعتصام، وتحت ذرائع التهميش وانتهاك اعراض الحرائر في السجون وغيرها من الخزعبلات التي ليس لها واقع الا في عقول مطلقيها المريضة، ومن على الإعلام الفضائي والألكتروني العربي والخليجي خاصة، ربما الذي الجأكم الى سياسة خبط العشواء ودفعكم لهذه الممارسات الارهابية والمؤامرات الشيطانية هو شعوركم باسترجاع الحكم الى الحاضنة السنية التي حكمت العالم الاسلامي ما يقارب الأربعة عشر قرنا من الزمن، وعدم اعترافكم بما آلت اليه صناديق الاقتراع من حصول اتباع اهل البيت في العراق حصة الأسد في المناصب الحكومية بالرغم من سياسة المشاركة التي انتهجتها الاغلبية الشيعية، بيد انكم انتهجتم سياسة المؤامرة لتقويض حكومة المشاركة وارجاع عقارب الساعة الى الوراء حيث الديكتاتورية والطائفية ما جعل سياسيو المناطق الغربية وبعض المغرر بهم من الارتماء في أحضان المحتل والتمهيد لدخول داعش في البلاد لتقويض التجربة الديمقراطية ارضاء لدول الجوار الطائفية والمحتل الغاشم الذي اطمأن ان المحور السني هو الأقدر على حفض المصالح الأمريكية من المحور الشيعي الذي طالما اتهموه بالاستعانة بايران المعادية للأمريكان منذ الإطاحة بنظام الشاه عام 1979م وبعد هذه الأجوبة النقضية والحلية يتبين لكم سماحة الشيخ أحمد الكبيسي من الذي لبس الخاكي للدفاع عن العراق والمقدسات، ومن الذي لبسه للدفاع عن الطائفية والاستبداد بالاستعانة بالمحتل واذنابه للتحكم بالبلاد والعباد.
أقرأ ايضاً
- الحصانة البرلمانية
- مراقبة المكالمات في الأجهزة النقالة بين حماية الأمن الشخصي والضرورة الإجرائية - الجزء الأول
- أهمية التحقيق المالي الموازي في الجرائم المالية