- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
تَحْرِيرُ تَلَّعْفَر؛ أَلْمَطْلُوبُ إِنْتِصَارٌ سِيَاسِيٌّ أَوَّلاً!
نـــــــــزار حيدر
أَلف؛ إَنَّ حساسيَّة عمليَّات تحرير مدينة تلَّعفر تنبع من عِدَّة أُمورٍ؛
الأَوَّل؛ هو موقعها الجغرافي، فهي تقع في أَقصى المُثلَّث العراقي السُّوري التُّركي، وفِي ظلِّ تطوُّرات وتعقيدات الحَرْبِ على الارهاب وتفاصيلها فانَّ موقعها يمكنُ أَن يكون بمثابةِ نقطةِ صراعٍ أَو إِلتقاءٍ حسب الرُّؤية والأَهداف!.
كما أَنَّ الموقع حوَّلها إِلى مُلتقى صراع إِرادات ونفوذ بين دُوَل الجِوار التي تسعى لتأمين نفوذها وبالتَّالي دورها في موضوعةِ الحَرْبِ على الارهاب وَإِنْ من النَّاحية النَّظرية كذريعةٍ للتمدُّد مثلاً أَو مدِّ النُّفوذ والسَّيطرة!.
الثَّاني؛ تركيبتها السُّكّانيَّة المُختلطة والمتنوِّعة وما يحيطُ بها من مكوِّنات مجتمعيَّة حوَّلتها إِلى نقطة صراع ديني ومذهبي وإِثني على حدٍّ سواء وللأَسف الشَّديد بسبب دفع الأَحزاب السِّياسيَّة المُتصارعة على السُّلطة والنُّفوذ باتِّجاه التَّصعيد الطَّائفي والعُنصري!.
الثَّالث؛ وهو نتيجة للأَمرَين الأَوَّل والثَّاني، نوعية القوَّات التي يُمكن أَو يجب أَن تشترك في عمليَّات التَّحرير!.
تأسيساً على كلِّ ذلك فأَنا أَعتقدُ بأَنَّ عمليَّات تحريرِها بحاجةٍ إِلى إِنتصارٍ سياسيٍّ يتحقَّق قبلَ انطلاقَها! يأخذ بنظرِ الاعتبار المصلحة الوطنيَّة العليا وسيادة وهيبة الدَّولة ومركزيَّة القرار العسكري! والمقصود بالانتصار السِّياسي هو إِنتصار إِرادة الدَّولة والقيادة العامة للقوَّات المسلَّحة على كلِّ هذه التَّحدِّيات والإرادات الدوليَّة والاقليميَّة والحزبيَّة وغيرِها لتتَّخذ قرارها الوطني سواء في الخُطَّة العسكريَّة ونوعيَّة القوَّات التي ستُشارك في العمليَّات وكذلك مدى نجاحها في تقليص أَو وضعِ حدٍّ لإرادات دُوَل الجِوار التي تُحاولُ من خلال زَجِّ فصائل معيَّنةٍ تابعةً لها للمشاركةِ في عمليَّات التَّحرير لتحقيقِ أَجنداتها المُرتبطة بأَمنها القومي كما تدَّعي!.
باء؛ بحمدِ الله تعالى فانَّ وزير خارجية الولايات المتَّحدة ليس [رافضِيّاً] وهو ليس [مجوسِيّاً] وإِلّا لأُتُّهِم بالطائفيَّة والتَّآمر عندما شنَّ اليوم هجومهُ اللَّاذع على نِظامِ القبيلة الفاسد الحاكم في الجزيرة العربيَّة والآخر في البحرَين واتَّهمهُما بانتهاك حقوقِ الانسان والتعدِّي على الحريَّة الدِّينيَّة وحرِّيَّة التَّعبير!.
إِنَّ تصريحاته وتقرير وزارتهِ بشأن حالة حقوقِ الانسان في الخليج وتحديداً في الرِّياض والمنامة لا تمثِّلُ أَو تكشِفُ شيئاً جديداً بالنِّسبةِ لضحايا هذه النُّظُم الشُّموليَّة المُتخلِّفة إِلّا أَنَّهم بحاجةٍ إِليها من باب [مِن فمِكَ أُدينُك] أَو من بابِ {وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِّنْ أَهْلِهَا}! فاذا كان ضحايا النِّظامَين يُتَّهمون بالتَّحريض الطَّائفي والعمالة والتَّحريض ضدَّ [وليِّ الأَمر] كلَّما صرخوا من أَلم السَّحقِ المُنظَّم لحقوقهِم والتَّمييز الذي يتعرَّضون لَهُ على أَساسِ الانتماءِ المذهبي! والقتل والذَّبح والتَّعذيب في السُّجون وتدمير مؤسَّساتهم الدِّينية! فانَّ الوزير ريكس تيلرسن لا أَحدَ يتَّهمهُ بكلِّ ذلك فهو مِمَّن رقصَ مع الرَّئيس ترامب في الرِّياض كتِفاً الى كتفٍ مع [آل سَعود] بل العكس هو الصَّحيح فبلادهُ متَّهمة بالتَّستُّر على إِرهاب هذه الأَنظمة وممارساتها الطَّائفيَّة وتمييزها الوقح بين المواطنين وسحقها المُمنهج والمُنظَّم لحقوق الانسان والكرامةِ الانسانيَّة للمواطنين في هذه البلاد!.
يكفي واشنطن نفاقها أَنَّ حليفتها التَّاريخيَّة النِّظام في الرِّياض وهو أَحد أَقسى الأَنظمة الدِّيكتاتوريَّة الشُّموليَّة في المنطقة والعالَم!.
كما أَنَّ واشنطن متَّهمة بالتَّستُّر على جرائم الحَرْبِ والجرائم ضدَّ الانسانيَّة التي ترتكبها الرِّياض في اليمن على وجهِ التَّحديد! بل إِنَّها شريكةٌ مُباشرةٌ في هذه الجرائِم التي يرتكبها نِظامُ القبيلة بسلاحِها الفتَّاك الذي ما فتئَت تموِّل بهِ الرِّياض!.
١٦ آب ٢٠١٧
لِلتّواصُل؛
E-mail: nazarhaidar1@hotmail. com