بقلم:سامي جواد كاظم
بتر النصوص والتلاعب بتفسير النصوص هي سمة العلمانيين والمتحذلقين في الدين وفق غايات رسموها يريدون تطويع النصوص لاثبات غاياتهم.
هنالك بعض الاسئلة الخاصة بالاذكياء مثلا كيفية تغيير معنى جملة حكم الحاكم بتغيير مكان فارزة فقط مثلا حكم الحاكم (العفو مستحيل، يعدم المتهم) تم وضع الفارزة بعد كلمة العفو لينقلب المعنى راسا على عقب فاصبحت (العفو، مستحيل يعدم المتهم)
ساستشهد ببعض المتاهات التي يختلقها فلاسفة العلمانية ويقحمون انفسهم في غير مجالاتهم العلمية بل وحتى بعض ممن يدعون الاصلاح الديني وللاسف الشديد هنالك بعض العقول هي اصلا ضعيفة الايمان فتكون هذه المفاهيم مخرج عقلي لهم لاثبات منزلقهم الفكري.
حقيقة لم ار اغرب من متاهات الدكتور محمد شحرور في تفسيره للمفاهيم الاسلامية (قرانية واحاديث نبوية) ففي اغلب اطروحاته في تفسيره للقران وكانه يفسر حدث سياسي في مقهى.
الامر المهم جدا ان العلماني ينتقد التعبد بالنص ومن خلال قراءة كتبهم وارائهم وجدتهم يتعبدون بالنص الديني اكثر من الديني ويسطر رايه الناقد للاسلام وفق نص لا يعلم هل هو منسوخ؟ ماهي الظروف التي صدر النص فيها؟، ما قوة النص من حيث المصداقية؟ وماهي المعاني اللغوية للكلمات؟، فهل يعلمون هنالك فرق بين الاطلاق والعموم؟
مثلا عبارة فصل الدين عن الدولة، من خلال تعريفهما لانجد اي ربط بينهما فالدولة عند الفقيه الفرنسي كاري دي مالبيرج بأنها " مجموعة من الأفراد تستقر على إقليم معين تحت تنظيم خاص، يعطي جماعة معينة فيه سلطة عليها تتمتع بالأمر والإكراه "
بينما الدين فهو "جملة المبادئ التي تدين بها أمّةٌ من الأُمم اعتقادًا أو عملًا، السؤال ما العلاقة بينهما؟ انا ارى العلاقة بينهما كعالم الحيوان بسوق الاوراق المالية
اما الدكتور مصطفى ملكيان يذكر بعض الروايات التي فيها مدح للنساء، منها كلّما ازداد إيمان الرجل ازداد حباً للنساء، ويعود ليذكر رواية اخرى نقيض هذه الرواية وهي وإنما يعصى الله بست خصال: حبّ الدنيا، وحب الرئاسة، وحب الطعام، وحب النساء
ويعقب بان هذا تناقض، بينما لو قرا النصوص بتمعن ومتعلقاتها لوجد انها تتفق بعضها مع البعض ففي الروايات الاولى هي الاصل في التعامل مع المراة المؤمنة، وفي الثانية يذكر المعصوم عند الافراط في حب هذه الامور يؤدي الى عصيان الله عز وجل والشواهد كثيرة على من افرط في حب النساء اين وصل به الحال والعكس ايضا موجود فهنالك من النساء منهن افضل من الرجال في تفكيرهن.
اما المدعين للاصلاح الديني فعجبا عليهم في بتر النصوص ومحاولة اثبات ما يدعونه ومنهم مثلا مختار الاسدي في ازمة العقل الشيعي ص /110 يستشهد بحديث للامام الباقر ان لله حجتين ظاهرة وباطنة، الظاهرة الرسل والانبياء والائمة والباطنة العقل، وينقض الحديث بحديث للامام الصادق عليه السلام مفاده ان الدين لا يصاب بالعقول.
لااعلم كيف بتر الاحاديث ففي الحديث الاول والذي هو للامام الكاظم عليه السلام يقول الباطنة هي العقول الناقصة، هذا اولا وثانيا عندما تكون هنالك رسل وانبياء فالعقول التي تفكر صحيح وتقتنع بالحجة الظاهرة تصبح حجة باطنة في اثبات الرسل والانبياء لمن لا تكون الرسل والانبياء حجة ظاهرة لهم، واما قول الامام الصادق عليه السلام بان الدين لا يصاب بالعقول وهو القياس الذي كان عليه احد فقهاء العامة في مناظرته للامام الصادق عليه السلام فالعقل لوحده دون الاستدلال بالحجج يكون ناقص الحجة.
وهنالك من يكرر دائما حديث للامام علي عليه السلام لتحقيق السلم وهو (فواللـه لأُسالمن ما سلمت أمور المسلمين)، ولكنه لا يكمل الحديث معتقدا ان الامام علي عليه السلام مقتنع بحق غيره فيترك الشطر الثاني من الحديث وهو (ولم يكن جور إلاّ عليَّ خاصة)
والجاهل الذي يعاتب الامام السجاد عليه السلام بتركه الجهاد والاعتكاف على الحج واستشهاده باية مبتورة فقد لقي عباد البصري علي بن الحسين (عليه السلام) في طريق مكة فقال له يا علي تركت الجهاد وصعوبته وأقبلت على الحج ولينه وقد قال الله عز وجل: (إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعداً عليه حقاً في التوراة والإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم) فقال له علي بن الحسين أتم الآية فقال(التائبون العابدون الحامدون السائحون الراكعون الساجدون الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر والحافظون لحدود الله وبشر المؤمنين) فقال علي ين الحسين (عليه السلام) إذا رأيت هؤلاء الذين هذه صفتهم فالجهاد معهم أفضل من الحج
هذا الاسلوب هو بعينه يستخدمه المتحذلقون في نشر افكارهم واوهامهم في الوسط الاسلامي وقد لفت انتباهي فضائية الحرة بدات تغرد من على التويتر لكتاب علمانيين والترويج لافكارهم.
أقرأ ايضاً
- طائفية وعلمانية ومقاومة
- صندوق النقد الدولي مؤسسة علمانية تمارس الارهاب الاقتصادي
- العبيد في زمن العلمانية