حجم النص
سامي جواد كاظم هذه القوة الميمونة التي انقذت العراق بالتعاون مع القوات العراقية بكل اصنافها، هذه القوة التي جاءت تسميتها عفوية باسم الحشد الشعبي ففي الوقت الذي هي محل اطمئنان للشعب العراقي اصبحت محل قلق لبعض السياسيين الارهابيين ودول المنطقة التي تغذي الارهاب بل حتى الدول العالمية، وهؤلاء القلقون لهم صنفين من الاكاذيب يدحض احدهما الاخر، الصنف الاول هو ذكر اخبار كاذبة تتحدث عن هزيمة وخسارة الحشد الشعبي وفي المقابل هنالك صنف اخر من الكذب يتحدث عن انتهاكات للحشد الشعبي بعد انتصاره، ودائما الكذاب يقع في المتناقضات. الانتصار شارف على الاستهلال، الانتصار اشرق بحتميته، وهنا بدات الانظار تتجه صوب الحشد الشعبي من كلا الطرفين المؤيد والحاقد، ولكن الذي قد يغرب عن بالنا الاثار الايجابية للحشد الشعبي التي اصبحت محل عناية الحاقدين عليه بغية احتوائها. الايجابيات الظاهرة هي القوة العسكرية والانتصارات الرائعة للحشد ولكن الذي يقلقهم وارق مضاجعهم هو ليس الانتصار بحد ذاته بل هنالك امورا اخرى تستحق عناية مؤامراتهم ضد العراق. من بين الافرازات الايجابية للحشد تعامله الانساني مع ابناء كل منطقة يحررونها ويدخلون اليها وهذا جعل الصورة واضحة للمواطنين الذي لربما انخدعوا بالتضليل الاعلامي الوهابي الارهابي، وهذا التعامل الايجابي ادى الى تعاطف مذهبي وهذه طامة كبرى للوهابية. الامر الخطير من وجهة نظر اعداء انتصار العراق ان تجربة الحشد الشعبي صورة مشرقة لمن يريد التحرر من الطغيان ولهذا تراهم مصابين بالغثيان خوفا من تكرار تجربةالحشد وهم الذين يتابعون صورة من الحشد الشعبي تدافع عن المقدسات في سوريا، وهكذا قوة يجب ان يؤخذ لها الف حساب. الاثارة التي تستحق وقفة ان الحشد انطلق باعماله القتالية بعد فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وهذا اعطى صبغة شيعية للحشد الشعبي بل في واقع الامر ان هنالك ابطال مقاتلين من غير الشيعة لهم صولاتهم وجولاتهم وانتصاراتهم حققوها بدمائهم وبقيادة ابنائهم، هؤلاء من اخواننا السنة لاسيما عشائرهم الابطال والمسيحيين والايزيديين، والتركمان وبقية المذاهب والقوميات. والشيء بالشيء يذكر لابد لنا من الاشارة الى ابطال عشائر حديثة التي صمدت ودافعت عن مدينتهم التابعة للرمادي دون سائر بقية المدن ومنهم عشيرة الجغايفة التي ابدى ابناؤها بطولات في الذود عن ارضهم حديثة التي لم يسلط عليها الاعلام بشكل كاف فانها قاتلت قتال شرس بالرغم من صعوبة التمويل العسكري والغذائي بل انهم يرون امامهم قوافل التموينية تذهب الى مناطق تسيطر عليها داعش فلا يعترضوها لاجل المواطنين في تلك المناطق الخاضعة لداعش، حديثة لا تختلف عن امرلي في جهادها البطولي ولو ان بقية المدن اقدمت على الدفاع عن ارضهم لما كان حال الرمادي هكذا، واعلموا ان ابناء حديثة دفاعهم لم يكن لفتوى الجهاد الكفائي بل لحسهم الوطني وتزامنت معاركهم مع صدور الفتوى وانتصارات الحشد الشعبي. النتيجة ان الحشد اصبح قوة عسكرية ذو خبرة قتالية محنكة ولها تسليحها الذي لا يمكن احتوائه واستطاع الحشد بفضل تعامله الانساني مع ابناء المحافظات الغربية والشمالية ان يعطي صورة رائعة بخلاف ما يشنع به المتطفلون الطائفيون من اكاذيب، والامر الثالث الخوف من تكرار تجربة الحشد في البلدان الخاضعة للطغاة فالحشد فتوى وعقيدة وهذا ما يمكن ان يقوم به كل مظلوم يسير على درب الاحرار
أقرأ ايضاً
- اختلاف أسماء المدن والشوارع بين الرسمية والشعبية وطريقة معالجتها
- الثقة الشعبية بالمحكمة الاتحادية العليا
- البعد المخفي من خليجي 25