- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
أنقذوا رياضتنا من الديمقراطية !!!
حجم النص
بقلم / مسلم ألركابي الكثير من الدول والشعوب تتعرض لهزات وانتكاسات وإخفاقات رياضية تجعلها تعود بقوة وعافية بعد أن يتم تشخيص مكامن الخلل والفشل وأسباب الإخفاق ومن ثم وضع الحلول الناجعة وبالتالي النهوض بالمشهد الرياضي والعودة به إلى السكة الصحيحة وكل ذلك يتم وفق دراسة علمية ممنهجة غير خاضعة للعواطف والانفعالات ,هكذا هي مسيرة الشعوب والدول والتي تعتمد العلم والتخطيط والمنهجية في عملها لذلك نراها تنهض بسرعة من كبوتها وتعاود المسير في عالم الانجاز الرياضي ,وهنا نود أن نسأل بكل صدق وأمانة هل نحن مثل باقي الدول والشعوب ؟؟؟ أم أننا نختلف ؟؟؟ نحن لا نتجنى على احد إطلاقا حينما نقول بالفعل نحن نختلف عن تلك الشعوب والدول والدليل هو أننا فسحنا المجال للطارئين والانتهازيين والمزوريين والنفعيين بالدخول إلى المشهد الرياضي العراقي وهؤلاء اليوم يعيثون فسادا وخرابا في المشهد الرياضي العراقي , كل شيء رياضي في العراق اليوم أصبح مشكلة ,خسارة المنتخب مشكلة ,انتخابات الأندية مشكلة ,مدرب المنتخب الوطني مشكلة ,اللجنة الاولمبية وعلاقتها بوزارة الشباب والرياضة مشكلة , لجنة الشباب والرياضة في مجلس النواب مشكلة, اللاعبون الدوليون مشكلة , نجوم الأمس مشكلة ,الرواد الرياضيون مشكلة, الإعلام الرياضي مشكلة , البرامج الرياضية مشكلة , الجمهور الرياضي مشكلة ,إذن المشهد الرياضي العراقي هو عبارة عن مشاكل متناسلة ومتشابكة بعضها ببعض ,هذه ليست صورة سوداوية للمشهد الرياضي العراقي بل هذا هو الواقع الذي نعيش تفاصيله ويومياته كل يوم ,وألان نسأل مرة أخرى أين يكمن الحل ؟؟؟ وكيف سيتسنى لنا الخروج من هذا النفق المظلم ؟؟؟ في البدء علينا أن نتحلى بالشجاعة والواقعية في الطرح ونقول أننا نعيش في بلد يعاني من حالة مرضية اسمها (العسر التشريعي) حيث يمر القانون عندنا في مجلس النواب بحالة ولادة قيصرية ربما تنجح أو تفشل فذلك متوقف على نسبة التوافق السياسي والذي تتبعه الكتل السياسية في البرلمان وهذه الحالة جعلتنا نفتقد القوانين الرياضية والتي يمكن لها أن تنظم الحياة الرياضية العراقية وتجعل المشهد الرياضي العراقي يسير بإيقاع قانوني واضح يضمن حقوق الجميع ,القانون وحده هو الذي يحدد صلاحية وحركة الجميع في الوقت الذي يكون ضامنا لحقوق الجميع , حيث لا زالت تحكمنا قوانين رياضة أكل الدهر عليها وشرب ,قوانين شرعت في فترة محددة وشرعتها جهات محددة فلماذا نلزم أنفسنا بهذه القوانين البالية ونحن نعيش القرن الحادي والعشرين ؟؟؟ لماذا نحاول أن نجزأ القوانين وفق ما تشتهي مقاساتنا ومصالحنا الشخصية ومكاسبنا الجهوية ؟؟؟ ففي الوقت الذي تتلاءم القوانين وفق ما تشتهي إرادة البعض نراهم يصرون على تطبيق القانون , وإذا ما تقاطعت مصالحهم والقانون اعترضوا وهددوا ولجئوا إلى المجلس الاولمبي الأسيوي أو محكمة كاس ,أين هي النظرة المتطورة والمعاصرة والحديثة للغد والمستقبل ؟؟؟ ونحن يحكمنا الجدل البيزنطي العقيم حول قانون 16 لسنة 1986 وقانون 18 لسنة 1986 وغيرها من القوانين الرياضية , أين هي روح التطور والتجدد والمعاصرة في حياتنا الرياضية ؟؟؟ حيث كلما سعت جهة ما إلى تصحيح المسار القانوني للرياضة العراقية قامت الدنيا ولم تقعد ,لماذا نريد إبعاد أصحاب الشهادات العلمية العليا عن المشهد الرياضي العراقي ,فنحن نمتلك أكثر من عشرين كلية للتربية البدنية وعلوم الرياضة إضافة إلى المئات من حملة شهادات الدكتوراه والماجستير في العلوم الرياضية أين هؤلاء اليوم وماذا يعملون ؟؟؟ ولماذا يتم استبعادهم وتغييبهم ؟؟؟ , ثم نسأل من منا لم يحترم ويقدر انجازات النجوم والرياضيين الكبار والذين كتبوا تاريخا رياضيا بحروف من نور ؟؟؟ من هو الذي أعطى صك الغفران للنجم الرياضي بان يكون قائدا إداريا ؟؟ نحن البلد الوحيد في العالم الذي يجب أن يكون فيه اللاعب الدولي والنجم الرياضي أو لاعب المنتخب الوطني السابق رئيس نادي أو رئيس اتحاد أو مدرب منتخب وطني أو رئيس لجنة اولمبية أو أو أو , هذه الفرضية العرجاء تفرض نفسها اليوم وبقوة في المشهد الرياضي العراقي وهي التي جعلت المشهد الرياضي يسير بخطوات عرجاء فالكثير اليوم من يزايد بتاريخ النجوم والكثير اليوم من يجعل اللاعبين الدوليين لافتة عريضة لتحقيق مكاسبه الضيقة والكثير اليوم من يتعكز على نجوميته وتاريخه الذي يحترمه الجميع بدون استثناء ,الكل يريد أن يكون رئيس والكل يبحث عن الكراسي والامتيازات باستحقاق وبدون استحقاق وهذه هي مأساة المشهد الرياضي في العراق ,الكل يتحدث عن انجازاته وتاريخه وووو حتى الطارئين اخذوا يتحدثون بنرجسية مفرطة عن استحقاقهم وهذا ما نشاهده من خلال شاشات البرامج الرياضية والتي للأسف باتت لغة التسقيط هي السائدة وأصبح صاحب الصوت العالي هو الثرثار الذي لا يعرف كيف يبدأ الكلام وكيف ينتهي وهو يتحدث في برنامج رياضي يشاهده الآلاف كيف نبني رياضة وسط هذه الفوضى العارمة والتي وصلت إلى مستوى اتهام الناس والتشهير بهم بحق وبدون وجه حق ؟؟؟ كيف نبني رياضة ونحن نمارس انتهاك حرمة الناس من خلال برنامج رياضي اعتمد على نشر الفضائح بصدقها وكذبها تحت يافطة السبق الإعلامي , لمصلحة من يجري كل ذلك ؟؟؟ سؤال نبحث عن من يجيب عليه ؟؟؟ علمتنا الديمقراطية في عراقنا اليوم (إن الديمقراطية ليست بالضرورة أن تأتي بالأفضل) وبالفعل فقد استغل الطارئون والانتهازيون والنفعيون والمزورون الجو الديمقراطي في العراق وعرفوا كيف أن يتسللوا إلى مواقع كانت بالنسبة لهم مجرد أحلام , اجل ابتليت رياضتنا العراقية بالديمقراطية الجديدة والتي لم تأتي لنا بما نطمح ونتمنى فالوجوه التي تعشعش في مواقع الصدارة في الاتحادات والأندية والمؤسسات الرياضية تتبجح اليوم بأنها جاءت وفق استحقاقات انتخابية ديمقراطية والكل يعرف وبدون استثناء كيف جرت تلك الاستحقاقات الانتخابية والتي جعلت من الطارئين والانتهازيين والنفعيين والمزورين قادة للرياضة ولذلك فلا غرابة أن نقول أنقذوا رياضتنا من الديمقراطية!!! وكان الله والعراق من وراء القصد
أقرأ ايضاً
- هل ماتت العروبه لديهم !!!
- العراقيون يفقدون الثقة في الديمقراطية
- أعراض مرض الديمقراطية تسبق اغتيال ترامب