- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
العراقيون ومشروع الدولة الفاشلة
حجم النص
تيسير سعيد الاسدي مع اجتياح نظام صدام حسين الى الكويت عام 1990 دخل العراق في دائرة الدولة الفاشلة ووضع اولى خطواتها فيها ومصطلح الدولة الفاشلة تم استخدامه من قبل جيرالد هيلز وستيفن راتنر، من خلال دراسة نُشرت لهما في العام 1993 في مجلة السياسة الخارجية Foreign Policy، الصادرة في الولايات المتحدة الأميركية، ثمّ الدراسة التي أعدّها ويليام زارتمان عن الدولة المنهارة في العام 1995. ولم تحظ مخاطر الدول الفاشلة على السلم والأمن الدوليين بالاهتمام الكافي من قبل دول العالم، إلّا في بداية القرن الحالي. فكانت أميركا من أوائل الدول الغربية التي اهتمّت بهذا المصطلح أكاديميًا، ثم سياسيًا وأمنيًا وتنمويًا، ما كان له الأثر البالغ في بلورة المصطلح إلى الشكل الذي وصل إليه الآن. وكان هناك مسمّيات ومصطلحات مشابهة للدولة الفاشلة، وهي:، الدولة المنهارة، الدولة الهشّة، الدولة الرخوة، الدولة المائلة إلى الفشل، الدولة المعرّضة للخطر، الدولة المأزومة والدولة الضعيفة، ما أدى الى التداخل بين هذه المفاهيم التي تصف الظاهرة نفسها.أمّا الاهتمام العالمي بمخاطر الدول الفاشلة، فقد بدأ يزداد بعد أحداث 11 أيلول من العام 2001، حيث اعتبرت هذه الدول منطلقًا لتصدير المخاطر(الإرهاب الدولي، تجارة المخدرات، الأسلحة غير الشرعية، اللاجئين والمهاجرين غير الشرعيين،...إلخ) إلى دول العالم الأخرى، بما فيها الدول الغربية والولايات المتحدة الأميركية، فأُعطي مفهوم الدولة الفاشلة مجالًا أوسع ليضمّ دولًا كالعراق، وذلك تحت شعار "الحرب على الإرهاب". ويتّضح من السياق الزمني لظهور المفهوم، ارتباطه بالتغيّر الحاصل في هيكليّة النظام الدولي، ما يثير في الذهن حملات تقسيم العالم لمصلحة القوى الكبرى إبّان الأحداث العالمية التي تعيد تشكيل موازين القوى، ما يستلزم التعامل مع المفهوم بحيطة وحذر، نظرًا للتسييس الشديد له من قبل جهات مختلفة. ان أول أداة للدولة الفاشلة التي سعت اليها الدول الكبرى وخاصة الولايات المتحدة كان نظام صدام حسين الذي انهك البلد بحروب وحصار قاس ارجع العراق الى العهود الغابرة ومن ثم احزاب المعارضة بالخارج الذين فشلوا بان يهزوا شعرة من شعرات نظام صدام حسين بأنفسهم فكانوا خير أداة للإكمال مشروع الدولة الفاشلة من خلال تأسيس نظام المحاصصة والحكومات المحلية الذي وضعه السيء الصيت "بريمر" ليغير من مفهومة الديمقراطية التي على أساسها بنيت العملية السياسية بالعراق بعد 2003 فالديمقراطية" بالعالم تعني تنافس سياسي لبناء البلد ولكن في العراق أصبحت تنافسا طائفيا وقوميا بحيث أصبح المتصدي للعمل السياسي لايمثل جهة سياسية بل يمثل طائفة او قومية والتشكيك بشخصه يعني انك اشكك بالطائفة الفلانية والقومية الاخرى,,, وهذا المفهوم المتبع في ادارة العراق منذ 14 سنه قد عبّد الطريق إمام مافيات الفساد لبناء امبراطورياتهم داخل المؤسسات الحكومية مما جعل الحكومات المتعاقبة بعد 2003 تنحني لامراء الفساد ومافيات الفساد ومن يحركها بالبلاد وابعاد مفهومة المؤسسة الحكومية التي تخدم الاجيال القادمة ؟!! مفهومة الدولة الفاشلة بالعراق في اوجها اليوم فنلاحظ ان هناك فشلا سياسيا يعاقبه فشل اخر في بلد يمتلك حضارة تعود الى سبعة آلاف من خلال نموذج لاشخاص سيئيين لم يمتلكوا ذرة إخلاص بالعمل السياسي والنيابي وأحزاب غير دستورية لم تعمل بقانون طيلة السنوات الماضية حتى تغولت من المال العام والدعم الخارجي. ان ما أوصلته الدولة الفاشلة للمواطن هو خصخصة المشاريع الحكومية لمستثمرين من الخارج او الداخل كما حصل في مجزرة كربلاء النموذجية التي انفق عليها 12 مليون دولار ومنجزة منذ اربع سنوات ومحاولات مثلها لمنح مستشفى حكومي يخدم الصالح العام بكربلاء وهو المستشفى التركي للمستثمرين ؟! ان ما أوصلته الدولة الفاشلة للمواطن هو قمع حرية التعبير وصناعة ابواق بدلا من الاعلام خدمة للمسكوت عنه الذي يصب لمصالح جهوية ؟! ان ما أوصلته الدولة الفاشلة للمواطن بعد أكثر من ربع قرن من تأسيسها انه يزود بساعات كهربائية بسيطة رغم انفاق المليارات من الدولارات على المنظومة الكهربائية! فقيادات الدولة الفاشلة المسيطرة على مفاصل البلاد ولو كانت تمتلك ذرة اخلاص لكان الماء الصالح للشرب قضية لا تحتاج الى نقاش أو جدل، لو كنتم مخلصين حقاً لكان الإنسان العراقي اغنى من اغنى فرد في العالم ولو كان هناك جهد وطني وغيرة وطنية لما كانت دول كرأس الدبوس تسيطر على مقدرات البلاد ولو كان ثمة إحساس بالمسؤولية الاجتماعية لكانت العائلة العراقية الأكثر غنى وأمناً وراحة!!!
أقرأ ايضاً
- متى يعتذر العراقيون لنور زهير؟
- لماذا أدعو إلى إصلاح التعليم العالي؟ ..اصلاح التعليم العالي الطريق السليم لاصلاح الدولة
- العراقيون يفقدون الثقة في الديمقراطية