حجم النص
بقلم:سامي جواد كاظم ارجو ان لا اثير غضبكم وغايتي من المقال هي ترتيب الاولوية للمعارف الانسانية والمادية، فلا يمكن ابدا الاعتماد على المعارف الانسانية دون المادية والعكس صحيح، واما الافراط في بعض المعارف التي لها علاقة بالسماء (ليس الشعراء فقط بل الخطباء والرواديد ورجال الدين) الحديث عن البعض منهم وليس الكل كما واني لا انتقد العلوم بل انتقد اسلوب اعتماد العلوم والحيز الذي منح لهذه العلوم. بسبب بعض هذه العلوم لازلنا كدودة القز نلف نلف واخيرا نموت فيما كنا نلف، فدودة القز تعمل افضل انواع الحرير من خلال الالتفاف حول نفسها فتنسج خيط حرير طويل وقبل ان تقطع هذه الخيوط لتخرج يقوم منتجو الحرير بقتل دودة القز للحصول على الحرير، فلدينا من العلوم التي نرددها ولا نعمل بها واخيرا نموت بجهلنا. الغرب يعمل على استقطاب الكفاءات بل ويقدم لهم التسهيلات والامتيازات المختلفة (منصب، مال، جنسية، حصانة، وحماية) فهل سمعتم في يوم ما انها قدمت هذه الامتيازات او بعضها لشاعر او رادود او خطيب ؟ كلا واذا ما فكر الشاعر او الخطيب او الرادود استخدام معرفته هذه في استنهاض وعي الناس بطرق باب السياسة او العلوم الميدانية المهمة فانه يتعرض للقتل وكم من عالم رفض امتيازات الغرب تم تصفيته اما اذا بقي في حدود محاكاة ومداعبة العواطف والشعور فان الغرب هذا ما يريده، بل البعض منهم عندما يريد ان يمارس مهنته في مجالس او مراكز في دول غربية فانها تسمح له وتهيء له ما يريد من غير مضايقة، ولكن عندما يتحدث عن الاعيب السياسة فانه يمنع من دخول تلك الدول. اما الدول الاسلامية فانها ايضا تدور في حلقة مفرغة مثل السعودية والكويت ومصر عندما تثور ثائرتها اذا ما ذكر خطيب ما يمس ثوابتهم، فلا الذي تعرض لثوابتهم بصحيح ولا الذي يمنعه بصحيح الاثنان يدوران في دائرة مفرغة. قبل ثورة العشرين ايام مقارعة الانكليز من قبل رجال الدين الاشاوس تم ابعادهم الى ايران وعندما ارادوا الرجوع الى العراق شرطوا عليهم بعدم الخوض في مجالات السياسة فمنهم من قبل ومنهم من رفض، فالغرب لا يبال اذا ما تحدثنا عن المعارف الالهية والتاريخ الاسلامي وتعاطفنا مع احداثه لان مثل هذا يزيدنا معرفة وايمان ولا يزيدنا تقدما مع باقي الامم.
أقرأ ايضاً
- كيف السبيل لانقاذ البلد من خلال توجيهات المرجعية الرشيدة ؟
- ما دلالات الضربة الإسرائيلية لإيران؟
- ما هو الأثر الوضعي في أكل لقمة الحرام؟!