- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
خصخصة الكهرباء في كربلاء لمصلحة من؟؟؟!
حجم النص
بقلم -مسلم الركابي يبدو أننا تعودنا أن نعيش في وطن تتناسل فيه الأزمات وتتبرعم فيه المشاكل مثلما تتناسل الأحزاب وتتبرعم الكتل السياسية الجاثمة على صدر الوطن فقد تناسلت حكومات الفشل والفساد والمحاصصة في البلاد الأمر الذي جعل المواطن الفقير مرتهن بما تقرره حكومات الفشل والفساد من قرارات تتناغم مع مصلحة السياسي والحزب قبل مصلحة الوطن والمواطن. إذن ما الذي علينا فعله نحن الفقراء في هذا الوطن الذي استباحته حيتان الفساد كان ذنبنا الكبير نحن فقراء هذا الوطن إننا صدقنا أكذوبة التغيير التي جاءت إلينا بسقط المتاع من وجوه متعطشة للسلب والنهب وجوه ساسه اعتبروا الوطن مجرد مشروع تجاري. فما الذي قدمته الحكومات بكل مسمياتها المركزية أو المحلية وهذه السلطات التنفيذية والتشريعية سوى مزيدا من الدمار والتخلف والدوران في حلقة مفرغة بائسة اسمها الديمقراطية التي أنجبت حكومات محلية تمتهن الفساد بكل بشاعة. اليوم تطلع علينا وزارة الكهرباء بفتح جديد وإنجاز كبير حينما تعلن عن خصخصة الكهرباء في كربلاء من خلال توقيعها عقدا مع شركة إيرانية ستقوم بموجب العقد بجباية أموال الكهرباء من المواطنين وفق مقاييس الكترونية توزع على المواطنين وفق تسعيرة تضعها الشركة الإيرانية شريطة أن توفر الكهرباء على مدار 24 ساعة هذا هو العنوان الأبرز للعقد الاستثماري وحينما نتأمل تفاصيل العقد نرى أن الشيطان يسكن هذه التفاصيل حيث تشير التفاصيل أن تسعيرة الشركة ستكون كارثية بمعنى الكلمة على المواطن الفقير وذو الدخل المحدود والذي على ما يبدو أنه هو المستهدف من هكذا مشاريع لكي تزداد كروش الفاسدين اتساعا. فحينما تكون تسعيرة الكهرباء لبيت فيه جهاز تبريد واحد وسخان كهربائي وإنارة 200000 الف دينار نعم مئتي الف دينار شهريا هذا ما أعلنته السيدة بشرى حسن عاشور عضو مجلس محافظة كربلاء بتصريح لوكالة نون الخبرية. طيب كيف يتسنى للمواطن الفقير والموظف البسيط أن يسدد هذا المبلغ شهريا. هذه الأسئلة نضعها أمام أعضاء مجلس محافظة كربلاء الذين لا زالوا صامتين ومتريثين وغير مبالين للموضوع لانعرف كيف نفسر هذا الصمت المريب والتريث الغريب حول هذه الكارثة. وعليه نقول ان الشارع الكربلائي لن يسكت على هذه المهزلة وعلى مجلس المحافظة أن كان حريصا على مصلحة المواطن الكربلائي أن يسجل موقفا رافضا للمشروع جملة وتفصيلا. وهنا نود أن نتساءل كيف تتمكن هذه الشركة الإيرانية توفير الكهرباء على مدار 24 ساعة هل ستجلب الكهرباء بحاويات من إيران؟ أم أنها ستأخذ الكهرباء من محطات التوليد في العراق؟ وهنا تكمن الطامة الكبرى في الموضوع. إذا كانت محطات التوليد قادرة على تزويد الكهرباء ب 24 ساعة لماذا تبخل بها على المواطن ابن البلد؟ أليس في الأمر شبهة وريحة فساد. أين هي عقود الكهرباء التي وقعتها الحكومة مع شركة سيمنس وغيرها والتي على ضوئها صرح حسين الشهرستاني بأن العراق سوف يصدر الكهرباء. كفاكم ضحكا على الذقون فقد فضحكم الله وسقطت ورقة التوت وبانت عورات فسادكم. لماذا هذا التريث يا مجلس محافظة كربلاء ما ذا تنتظرون . صمتكم وتريثكم يدعوان للشك والريبة فالشارع الكربلائي لن يسكت ابدا لو نفذت وزارة الكهرباء مشروعها الكارثي فقد رفضت بقية المحافظات المشروع فمحافظات ميسان والناصرية وبابل رفضت المشروع وهددت بطرد الشركة وكوادرها لو أصرت وزارة الكهرباء على تنفيذ المشروع. فهذا الوطن هو استحقاق الفقراء والشهداء والمعدمين والمضحين وليس حصة اولاد الذوات وساسة الصدفة وحاملي الجنسيات المتعددة والذين سيلفظهم الشعب عاجلا أم آجلا. وكان الله وكربلاء من وراء القصد.
أقرأ ايضاً
- كربلاء دولة الإنسانية والحسين عاصمتها
- كربلاء وغزه ومآسي هذه الامه
- ازمة الكهرباء تتواصل وحديث تصديرها يعود الى الواجهة