حجم النص
د. غالب الدعمي تحدث في هذا العالم اشياء غريبة لا نجد لها تفسير منطقياً في احيان كثيرة وقد يفشل حتى علماء النفس في معرفة كوامنها والدوافع التي أدت ببعضهم إلى سلوكها، فقبل ايام شاءت الصدف أن أطلع على كروب أسمه قسم(الخبلات) يعود لطالبات في أحد الأقسام الإنسانية في الجامعة العراقية، والشيء الأول الذي لم أجد له تفسير لماذا قسم الخبلات من دون غيره من الأسماء الأخرى؟ على الرغم من أنهن على وشك أن يصبحنَّ تدريسيات في المدارس المتوسطة والإعدادية. لكنهنًّ فضلنًّ هذه التسمية الغريبة في حين أنه ربما يساورك الاعتقاد أن هذه التسمية تعود لمجموعة مجانين في مستشفى الرشاد أو لمجموعة من العاملين في هذا الحقل ممن مضى عليهم سنوات طويلة في معايشة المجانيين. وحين تطفلت على تعليقات بعضهن وجدت فيها مطابقة تامة مع التسمية فالتعليقات تكشف عن جنون كبير والقسم يعود لخبلات من حق وحقيقة، إذ أنهنًّ عازمات على تشكيل كتلة سياسية برلمانية والترشيح للانتخابات المقبلة والمنافسة على رئاسة الوزراء وتقول رئيسة الكَروب في تعليق لها: أن المؤشرات الطبية تؤكد أنه لايوجد في حكام العراق ممن هو صالح لإدارة البلاد ولدى جميعهم نسبة من (الخبالات) بحسب التقارير الطبية التي تكشف أن بعض هولاء مجانين ويحتاجون للرعاية النفسية من الأطباء بشكل دوري، إلا أنهم تولوا دفة الأمور ونجحوا في تحسين حالهم وأحزابهم وأدوا بنا إلى هذا الحال الذي نحن عليه. وفي تعليق آخر تقول نائبة رئيسة الكَروب: لقد بلغ أسماعي أن رجلاً خرج من مستشفى الشماعية وتمكن من مقابلة رأس النظام أبان الحرب العراقية الإيرانية مقترحاً علية الاستيلاء على الكويت وانه يضمن له نهاية سريعة للحرب مع إيران، إلا أن الرئيس أودع هذا المجنون في مستشفى المجانين ليكون مسؤولاً عن مجموعة من المخابيل، ومن ثم عاد الرئيس ليستولى على الكويت بعد سنوات من مقترح ذلك المجنون فالجنون فنون. ويبدو أن الجنون متجذر في هذه الأرض، فأمين بغداد السابق يقول أن النساء في طهران يتظاهرنًّ لأجله لانه شغفهنًّ حبا، وآخر يقول أن أول مطار في العراق كان قبل (7000) سنة في أور الأثرية في مدينة الناصرية وفيه مهبط لطائرات البوينك المدنية والشبح وأف(16) وحين مزحت على هذا التعليق أتصل به أحد (الاصحاء) (100%) وقال لي أن الروايات تشير إلى أن هناك مطاراً كبيراً في أور أُنشأ في ذلك الزمن، فسألته هل من (برغي أو مسمار) من تلك الطائرات المزعومة حتى نحاجج به الآخرين فخاصمني وبدأ يتصيد عثراتي وأجزم أننا بحاجة إلى الف قسم للمخابيل وليس قسما واحد للخبلات.