حجم النص
بقلم:رسل جمال اذا تم رد الاساءة بالاساءة، فمتى تنتهي الاساءة؟ والادهى ردالاحسان باﻷساءة، هذا بالضبط ما نقوله لمن يرفض التسوية، ونقول له هل يرضيك واقع الاقتتال والدمار؟ هل يروق لك منظر الدماء المراقة؟ هل في السيارات المفخخة جانب جمالي وحضاري نجلهه نحن؟ كلها اسئلة نريد ممن يرفض مشروع التسوية، أن يجيبنا عليها بشجاعة، وألا كيف يبرر رفضه لمشروع وضع لوقف نزيف الدم العراقي المتدفق، منذ اكثر من عقد. انه مشروع يضمد كل جراح الماضي، للنهوض بالعراق من جديد، ﻷن التعايش السلمي هي طبيعة البشر، وما الحروب الا حالة غير طبيعية من التنافر البشري، لا يمكن ان تستمر الى ما لا نهاية، فلا بد ان يجتمع العقلاء في نهاية المطاف، ليقروا لمن هذا الخلاف؟ وﻷجل من؟ ومن المستفيد من التناحر بين أبناء الجلدة الواحدة. مما لا يخفى عن الجميع، أن المستفيد الوحيد من التفرقة الطائفية والمناظر الدموية اليومية، هم اعداء العراق، الذين يتفننون في طرق تصدير الموت الينا، وحسب صرعات المودة في العالم، ففي خريف التواجد اﻷمريكي، صدر موديل "القاعدة" لتسويغ بقاء قوات الاحتلال أطول فترة ممكنة. أما في ربيع الواقع السياسي العراقي، بعد ان اثبت العراق مرة أخرى، أنه رغم ما يحيط به من مؤامرات، قادر على النهوض، بدون الحاجة الى عكاز، جائت التقليعة الجديدة المسماة "داعش"، لتكمل المشهد المسرحي المتبقي، ولخلق دوامة من الاحداث الدموية، التي راح ضحيتها اﻷلالف من ابنائنا. هنا نتسأل لماذا يرفض مشروع كألتسوية وضع لوقف مسلسل الدم، الا اذا كان الطرف الرافض، هو الطرف المستفيد والمستمتع بهكذا مسلسل. نقولها وبكل ثقة، لكل من يخاف من مشروع التسوية، ويرفضه بحجة أنه وضع لمصلحة طرف على حساب الاخر، أو انه سوق له لمصلحة انتخابية، ان مشروع التسوية الوطنية، هو طوق نجاة الجميع وعلى الجميع التمسك به، وان كنت ترفضه فقدم اسبابك، او تفضل علينا بالبديل للتسوية لتثبت حسن النية. بعد ان اسقطت أكذوبة ان الحشد هو مليشيا طائفية، واثبت للجميع انه الرديف للجيش العراقي الباسل، قام بمشاركة الجيش بتحرير محافظة صلاح الدين، ومن ثم محافظة الانبار، بما فيها الفلوجة، التي كانت تعتبر قلعة الدواعش"الثوار" كما كان يحلو للبعض، من المشاركين في العملية السياسية تسميتهم، وهم في الحقيقة كانوا يمثلون الذراع السياسي لداعش بالسلطة، كان كل هذا اللغط للوقوف ضد تمرير قانون الحشد، لانصاف الابطال. تتعالى اﻷصوات النشاز مرة أخرى، للوقوف ضد مشروع التسوية دون الالمام بمضامينه اصﻵ، بصورة باتت تقليدية ومعروفة لصناع اﻷزمات، وتجار الحروب، ولكن هيهات فالمشروع ماض للتحقيق، ﻷنه لغة العقل والمنطق والسلام. ان الموصل سيتم تحريرها، بأذن الله بالكامل بسواعد الابطال، لكن للتحرير ثمن باهض من ارواح الشهداء، وتبعات شتى من تهجير وسبى، أذن تكفينا موصل واحدة، فالدرس كان بليغ واستوعبه الجميع. التسوية هي الحل، لقطع الطريق على كل من ينادي على اﻷفغاني، اوالشيشاني لحمايته من ابناء بلده! نقول له لاتخف عزيزي كلنا في مركب واحد، فليس نحن من يقول(علي وعلى اعدائي يارب)