- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
فتوى النداء المقدس والحراك الثقافي
حجم النص
بقلم:علي حسين الخباز إن القراءات التفاعلية مع فتوى الدفاع المقدس من قبل الأدباء، وأهل الثقافة والفكر والأدب والفن، فتحت أبواب التداول والتفسير والتأويل لترتقي الى مستوى القراءة المنتجة للنص، بمعنويات احتواء الواقع الحياتي المعاش، والتأثر المباشر بتجليات هذه الفتوى بجميع معطياتها المرحلية، أي زمن القراءة وما تختطه مرحلة انبثاقها كفتوى دفاعية تسعى للدفاع عن العراق، وكيف سيتلقاها قراء ما بعد عقود زمانية، وهذا الأمر سيحتاج الى قراءات ذكية تسبق عصرها. واستطاعت قراءات الفتوى برؤية عصرية أن تكشف جميع الفضاءات الدلالية التي أدت الى انطلاق فتوى النداء المقدس، بهذا الشكل الايجابي الذي شكل استجابة جماهيرية مذهلة، وأفضل من استجاب من المثقفين كانت بنادق الثوار، بمعنى ان الاستجابة المثقفة الواعية هذبت الارادة الشعبية وجعلتها بمستوى الحدث في زمن تدهورت ثقة المثقف نفسه، بإمكانيات وطنه وشعبه وجيشه، للمواجهة المتوازنة مع الاحداث، فكانت الفتوى التي مثلت التعبير الاسمى والاجمل عن فكر الامة وحياتها وطموحاتها، بفكر رجل تجلت فيه رزانة النضج الفكري، وتوهجت في اعماقه ملامح نصر الأمة. وكيف لا يتفاعل الادباء والمفكرون والمثقفون مع فتوى بهذه السمات، أعادت الهيبة لمنظومة الدفاع العراقية عن الارض والعرض. يرى مجموعة من النقاد العراقيين أن فتوى النداء المقدس كانت معركة فاصلة بين القبح والجمال، منطقة الثقافة والأدب كانت منطقة محتدمة بالصراع بين من يريد اقصاء الجمال وتهميش الوعي والثقافة من تجارب الكتابة، مواجهة كاد يخسرها المثقفون لولا فتوى الدفاع المقدس التي نهضت تحت لواء العراق. كان ميقات الفتوى واستنهاض الامة في وقت اثار الدهشة، واسهم في اطلاق شرارة الابداع.. الفتوى بؤرة ينهض منها الأدب، وزعت لوحات التحدي في صياغة مواضيع كثيرة في الصحف والمجلات وفي كتب ابداعية نشر المبدعون قصصاً وأدباً وحكايات عاشوها في الجبهة، واستشفوا منها الروح التضحوية العراقية، ونظمت لوحات ابداعية كثيرة في اتحاد ادباء العراق وفرعه في المحافظات بتقديم جلسات ابداعية.. اصبوحات وأمسيات ونقابة الصحفيين التي خصصت جهدا واضحا في نشر مفاهيم الفتوى الدفاعية المقدسة والوقوف بوجه داعش ومن يساندها. وتحركت المسارح بدءاً من المسرح الوطني ومسارح المحافظات وتنظيم عروض ومهرجانات مسرحية في منتدى المسرح وشارع المتنبي وقاعات الفن التشكيلي والمراسم، واحتفت المنظمات الحكومية وغير الحكومية بتقديم مهرجانات شعر تساند قوات الحشد الشعبي، وعلى اثر هذه الفتوى تم تشكيل (قوات الحشد الادبي والفني) ليقدم لنا هذا الحشد القصص القصيرة والروايات والمسرحيات وأفلام وثائقية ومسرحيات ولوحات تشكيلية او انشودة. وأضاف لقدرات الاديب الوعي والجمال، وأتاحت للقارئ المثقف ان يقرأ المعنى وان يستنبط المعاني ومنها معنى القيمة الوطنية بما يعزز هوية الانتماء وقيم الانسانية وقراءة الفتوى حاضرا ومستقبلا. لقد اشعلت الفتوى فتيل ابداع كبير في الجامعات العراقية لتقديم نصرة القلم المبدع، وقدمت مواقع التواصل الاجتماعي عبر الانترنت الكثير من الانشطة وساهمت بزيارة المواقع القتالية، واحتفت العتبات المقدسة بشكل خاص وجندت جميع طاقاتها الابداعية حيث اقامت مسابقات عروض مسرحية، ومسابقات في القصة القصيرة والقصيدة العمودية والشعبية، وأقامت ومازالت تقيم الكثير من المهرجانات الابداعية، وزيارة الكوادر الاعلامية الى مواقع القتال لتقديم الدعم المعنوي، وكذلك تكريم الشهداء وزيارة عوائلهم وزيارة المستشفيات، ونقل الصورة الحقيقية التي تمثل قيم التضحية الموروثة من سيد الشهداء الحسين (عليه السلام)، وصوت الاصرار المتدفق فيهم الى العالم الذي انذهل بهذا الانجاز الشعبي الذي سيبقى في ذاكرة التاريخ الى أبد الآبدين.
أقرأ ايضاً
- النوايا الحسنة للعتبة الحسينية المقدسة
- فتوى الدفاع المقدس والوعي الجمالي
- النخب الثقافية وسيولة المواقف من المنظومة السلطوية