- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
إلى أحفاد هند بنت عتبة / الجزء الثالث والأخير
حجم النص
بقلم: عبود مزهر الكرخي ونستكمل ماقلناه في الجزء الثاني من مقالنا ونعقد مقارنة بين الحج في السعودية وبين زيارة الأربعين في بلد الحسين العراق ومن هنا فلو قارنا بين ما يجري في بلد الحسين وفي السعودية فنجدهم أن(2) مليون حاج لا يستطيعون القيام بخدمتهم واستيعابهم بالرغم من لديهم وزارة خاصة بالحج وجهاز حكومي كامل ويعتبرون أنفسهم أنهم متفضلين على الحجاج بالقيام بذلك بالرغم أن كل خدمات الحجاج مدفوعة مسبقاً وبمبالغ ضخمة كما أن حادثة التدافع التي حدثت في الحج الماضي وراح فيها الآلاف من الضحايا الحجاج ليثبت أنهم لم يستطيعوا السيطرة على مسير عشرة آلاف حاج في حادث ومن خلال تتبع الوقائع كان مقصوداً وكذلك سقوط الرافعة الضخمة وهذا يثبت أنهم ليسوا قادرين على تنظيم موسم الحج ولاثنان مليون حاج فقط ولهذا برز الحقد السعودي اليهودي على زيارة الأربعين المليونية والتي هي زيارة لا توجد مثلها في التاريخ لا في الأولين و لا في الآخرين وما جرى في هذه الزيارة من توجيهات من قبل مرجعيتنا الرشيدة(دام الله ظلها الوارف)والتركيز على الجوانب العبادية والإيمانية واعتبارها محطة مهمة وخالصة لوجه الله سبحانه وتعالى، كل تلك العوامل أغاضت الطغمة الحاكمة من آل سعود أحفاد آل سلول وبنو قريضة ولتثبت لكل النواصب والحاقدين والمعادين لمذهب أهل البيت ومواليهم أن مذهبنا هو مذهب الدين المحمدي الأصيل والذي هو به تكون الصورة الناصعة والحقيقية لديننا الحنيف ولتخرج تلك الصحيفة الصفراء الشرق الأوسخ بهذا المقال الحاقد والذي تشم منه كل ريح الحقد وأنفاس الوهابية وأبن تيمية في عداء ظاهر ومكشوف وحاقد لمذهب أهل البيت والذي سرعان ما كشف كذبهم وتزويرهم وتحريفهم للحقائق وبسرعة مذهلة وهذا كان بتوفيق من الله سبحانه وتعالى وبتسديد من الأمام الحسين وأهل بيت النبوة(سلام الله عليهم أجمعين) لأن المقال كان فيه كل الكذب جملة وتفصيلاً وحبل الكذب قصير وليحق الحق ويضعه في مكانه الصحيح وأن غربال الغش والتزوير لا يحجب شمس الحقيقة الساطعة ولا يستطيعون هؤلاء الأقزام والأجلاف أن يوقفوا المد الهادر من الزحف الشيعي المؤمن إلى قبلة العشق الآلهي ليحاولوا بمحاولاتهم الخائبة إطفاء نور الله في هذه الزيارة النورانية وهذا مصداقاً لقول الله عز وجل في محكم كتابه إذ يقول {يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ}.(1) وأن هذا الكرم والطيبة والشهامة العراقية قد أشاد بها العالم أجمع وتعجبوا من هذا الكرم اللامحدود الذي يحملها العراقيون الإصلاء والذين استمدوا تلك الخلاق السامية من نبيهم الأكرم محمد(ص) وأئمتهم المعصومين(سلام الله عليهم أجمعين) وهنا لابد من الإشارة أنه كان هناك تعتيم مقصود من العديد من القنوات والتي تسمى بقنوات العهر السياسي والمنافقة في توجه حاقد ومقصود على أهل البيت والموالين لهم مع العلم أنهم يدعون أنهم ديمقراطيون ويطالبون بحقوق الإنسان وحرية الأديان والآراء والحال أن كل ما يقولونه كذب في كذب. وأود إن أشير إلى نقطة مهمة وجوهرية هي أن الكرم هو أحدى صفات الشجاعة واحد منابعها المهمة ولهذا تجد العراقيين قد اتصفوا بميزة الكرم مقرونة بالشجاعة أما البخيل والحاقد لا تجد عنده ما يتصف بصفة الشجاعة بل الجبن والغدر مقرونة عنده والتاريخ يشهد على في الكثير من الحوادث وحادثة سفانة بنت حاتم الطائي مع نبينا الأكرم محمد(ص) معروفة في أنها عندما تم اسر قبيلتها ودخلت على الرسول الأعظم محمد(ص) أفرد لها عباءته وأجلسها وقال لها أنت بنت إسخى وأكرم العرب ومن أجل ذلك أطلق سراح قبيلتها بدون قيد أو شرط ليدلل على أن الكرم هو من أنبل الأخلاف وصفة من صفات الشجاعة والحوادث كثيرة على مانقول ثم قال نبي الرحمة { ارحموا عزيز قوم ذل وغني افتقر، وعالم ضاع بين الجهال}.(2) وأن الكرم من السجايا الكريمة التي تفتخر بها الشعوب وبالذات العرب وقد اختصت عدد من الشعوب بذلك وكان الميزة الأساسية لها فكان العراق في أولها ومقدمتها وكان في سنام المجد والسوؤد بوصف العراق وأهله بالكرم ومن هنا كان الإرادة الآلهية بأن يكون استشهاد سيدي ومولاي الأمام الحسين بأن يكون في كربلاء وفي العراق وهو أمر وحكمة آلهية أختص بها هذا البلد ليعرف أن هذا البلد هو بلد الخير والكرامة وهو مهبط الأنبياء والرسل ومعرفته الحقيقية بهذا الشعب أختار أن يضم تراب هذا البلد بالجسد الشريف لأبي عبد الله الحسين(ع) وفي كربلاء المقدسة ويعرف أن أحياء أمر الحسين ونهضته المباركة وبقاء الق ووهج الفكر الحسيني وواقعة الطف ستكون على أيدي العراقيين وهذا ما أشار إليه سماحة الشيخ محمد كنعان في أحدى مقابلاته التلفزيونية في قناة كربلاء وعل برنامج(الدين والحياة) في أن استشهاد الإمام الحسين(ع) وفي العراق كان بحكمة آلهية ليبقى ذكر الحسين قائماً إلى يوم قيام القائم الحجة المهدي(عجل الله فرجه الشريف)لأن أهل العراق هم من سيتولون أقامة العزاء والمآتم لأبي عبد الله وهم من سيتولون تنظيم كل المناسبات الدينية الخاصة بالأمام وحتى لبقية الأئمة الموجودين في العراق وهي ظاهرة يتفرد بها شعب العراق عن باقي شعوب العالم والتي يشهد بها العالم كله وزيارة الأربعين هي خير دليل على ما نقول فلا يأتي أحد موتور وحاقد وقصير النظرة يحاول بمحاولاته الخائبة التأثير على هذه الصفات والسجايا السامية لأهل العراق وخلق الضبابية من خلال خلط الأوراق والتي كلها ستبوء بالفشل وتذهب إدراج الرياح لأن هذا الشعب الكريم شعب العراق هو له خصوصية له من الله دون غيره من الشعوب ولنثبت صحة قولنا نورد هذين الحديثين عن الرسول الأعظم محمد(ص)لإثبات صحة ما ذكرناه. الحديث الاول: يتجسد في القصة المروية عن سيدنا حبيب الحق محمد عليه وعلى آله أفضل الصلاة وأتم التسليم عندما كان يوماً يحج البيت العتيق (بيت الله الحرام)، وكما هو معلوم أن للبيت أركاناً أربع وهي اليماني والشامي والعراقي والحجازي، فكان رسول الله عليه وعلى آله أفضل الصلاة وأتم التسليم يدعوا الله تعالى عند كل ركن، ولكل ركن كان دعاء، إلا عند الركن العراقي فلم يكن يدعوا بأي دعاء، وكان يتبعه رجل عراقي يَعقبُ دعوة الرسول الكريم بقوله ((يا رسول الله وعراقنا؟)) فلم يرد عليه رسولنا الكريم، ولكن عندما أكمل وانتهى من طوافه نادى على الرجل وسأله أعراقي أنت؟ فأجابه بنعم، فقال له: عندما أراد العراقيون أن يَحرقوا إبراهيم على رسولنا الكريم وعليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، أراد أن يَدعوَ الله عليهم، ولو دعا الله عليهم لاستجاب، فبعث الله له جبريل عليه السلام وقال له، قل له: يا إبراهيم ربك يقول لا تدع على أهل العراق، وقد جعلت فيهم خزائن علمي وخزائن رحمتي.. أي جعل الله تعالى كل علوم الأرض في هذه البقعة، وكل خيراتها فيها، صدقت يا رسول الله.(3) الحديث الثاني: سئل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: لو نفد الخير بالجزيرة أين نذهب يا رسول الله ؟ قال: اذهبوا إلى اليمن، قالوا لو نفد الخير باليمن أين نذهب يا رسول الله ؟ قال: اذهبوا إلى الشام قالوا: أن نفد الخير بالشام أين نذهب ؟ قال: اذهبوا إلى العراق قالوا: أن نفذ الخير بالعراق أين نذهب ؟ قال رسول الله (ص): إن فيه خيرا لن ينفد إلى يوم الدين. وفي حديث آخر ((لا تقوم الساعة حتى ينحسر الفرات عن جبل من ذهب)) ولعل هذا ما يفسر لنا أسباب تكالب دول العالم على احتلال العراق والبقاء فيه لأطول مدة ممكنه منذ أقدم العصور حتى وقتنا هذا.(4) والأمام الحسين صلوات الله عليه أتى مع أبيه أمير المؤمنين (ع) حين سكن الكوفة، و بقي (ع) فيها ثم عاد مع أخيه الإمام الحسن (ع) إلى المدينة المنورة بعد إبرام الهدنة، و بقي سيد الشهداء عليه السلام في المدينة حتى قَدِم مع أهل بيته و أنصاره إلى كربلاء كي يقوم بإحياء التوحيد والإسلام بدمائه الزكية المقدسة الطاهرة، فتقدست ارض كربلاء و ارض العراق بدمائه المطهِّرة، و صار مرقده المعظم في العراق في كربلاء تهوي أليه النفوس عشقاً و هياما. أحاديث أهل البيت(ع) في مدح اهل العراق. قال الإمام علي امير المؤمنين (ع) مخاطباً أهل العراق بقوله: {أَنْتُمُ الأَنْصَارُ عَلَى الْحَقِّ، والإِخْوَانُ فِي الدِّينِ، والْجُنَنُ يَوْمَ الْبَأْسِ، والْبِطَانَةُ دُونَ النَّاسِ. بِكُمْ أَضْرِبُ الْمُدْبِرَ، وأَرْجُو طَاعَةَ الْمُقْبِلِ. فَأَعِينُونِي بِمُنَاصَحَةٍ خَلِيَّةٍ مِنَ الْغِشِّ، سَلِيمَةٍ مِنَ الرَّيْبِ، فَوَاللَّهِ إِنِّي لأَوْلَى النَّاسِ بِالنَّاسِ}.(5) و عن أمير المؤمنين (ع) {يا أهل الكوفة إنكم من أكرم المسلمين و اقصدهم وأعدلهم ستة و أفضلهم سهما في الإسلام و أجودهم في العرب مركبا و نصابا انتم اشد العرب ودا للنبي (ص) و أهل بيته وإنما جئتكم ثقة بعد الله بكم للذي بذلتم من أنفسكم } و قال (ع) يصف الكوفة: { هذه مدينتنا و محلنا و مقر شيعتنا }.(6) و قال الإمام السجاد (ع) لما عرف جماعة قادمة له أنهم من أهل الكوفة {مرحباً بكم يا أهل الكوفة انتم الشعار دون الدثار} كناية عن القرب و المنزلة، فإن الشعار أقرب إلى البدن من الدثار..(7) و قال صادق آل محمد (ع): { وأهل الكوفة أوتادنا و أهل هذا السواد منا و نحن منهم }.(8) و عن الإمام الصادق (ع) في الكوفة: { تربة تحبنا و نحبها }.(9) و عنه (ع) أيضاً { اللهم ارمي من رماها و عادي من عاداها }.(10) و قال الإمام الرضا المرتضى (ع) {في حديث طويل نقتبس منه موضع الحاجة:{ يا أهل الكوفة لقد أعطيتم خيراً كثيراً، وإنكم لممن امتحن الله قلبه للإيمان، مستذلون مقهورون ممتحنون، يُصب عليكم البلاء صباً، ثم يكشفه كاشف الكرب العظيم...}.(11) وقد شهد معاوية بن أبي سفيان(لعنه الله)بوفاء أهل الكوفة وأهل العراق للإمام علي عليه السلام بقوله المشهور (والله لوفائكم له بعد موته أعجب من حبكم له في حياته).(12) وقال أيضا (هيهات يا أهل العراق نبهكم علي بن أبي طالب فلن تطاقوا).(13) ونحب أن ننوه إلى مسألة غاية في الأهمية وهي مقولة ينسبها البعض خطأً للإمام علي عليه السلام!!! بينما هي صادرة عن أعدائه. حيث قال والي بني أمية المجرم الحجاج بن يوسف الثقفي(لعنه الله) في أحدى خطبه: (يا أهل العراق, يا أهل الشقاق والنفاق ومساوئ الأخلاق...).(14) وسلام من الله ونبينا الأكرم محمد(ص)والسلام كل السلام على العراق عراق علي والحسين وذرات ترابك هي أطهر الذرات وأنقاها لأنها فيها يكمن عبق الشهادة وأريج البطولة فبلدي هو بلد الدين والدنيا كلها تقف عندك بكل قدسية وهيبة وجلال...فلتقر عيوننا وعراقنا في وطن الحسين وأبيه المرتضى والأئمة الأطهار الآخرين فيوماً سيبزغ فجر جديد وتعلو سماءك شمس الحقيقة والحرية وتعلو لنجوم في السماء ولتحرق كل غرابيل الحقد والغدر والتزوير... والتي أصبحت بفضل من التحفوا ترابك قبلة العاشقين ومنارة الثوار وكعبة الأحرار...ولتأتي السفر العظيم...ولتجتمع كل الناس في مسجد الكوفة ولتخرج الصيحة الكبرى والمناداة ب(يالثارات الحسين)والأخذ بثأر ودم المقتول بكربلاء وليصغوا وكأن الطير على رؤوسهم لبقية آل أحمد(ص)قائم آل محمد وبقية الله في أرضه ليملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعد أن ملئت ظلماً وجوراً ولتبدأ هذه المسيرة الإيمانية من العراق والتي نواتها وبذرتها زيارة الأربعين. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المصادر: 1 ـ [الصف: 8]. 2 ـ ذكر هذه القصة ابن هشام في سيرته، والطبري في تاريخه 3 ـ انظر حديث رقم 15.الدرر السنية - الموسوعة الحديثية. 4 ـ انظر حديث رقم 38. الدرر السنية - أحاديث منتشرة لا تصح - أخرجه الخطيب البغدادي في " تاريخ بغداد " (1/321)، وابن عساكر في " تاريخ دمشق " (1/138) من طريق الخطيب البغدادي. 5 ـ الخطبة (118)من نهج البلاغة. بحار الانوار ج 32/ صفحة 236. 6- بحار الانوار – العلامة المجلسي ج57 صفحة 210. 7 ـ بحار الأنوار/ العلامة المجلسي - ج46: ص141. 8 ـ بحار الانوار العلامة المجلسي ج57/صفحة 214 9 ـ بحار الأنوار/ المجلسي ج57: ص 210، وانظر أيضاً شرح نهج البلاغة/ بن أبي الحديد المحقق: محمد أبو الفضل ابراهيم – ج 3: ص198. 10 ـ المصدرين السابقين (البحار والنهج) بنفس الصفحات. 11 ـ بحار الأنوار/ العلامة المجلسي - ج97: ص 359. 12 ـ تاريخ مدينة دمشق/ علي بن الحسن إبن هبة الله بن عبد الله الشافعي - تحقيق محب الدين أبي سعيد عمر بن غرامة العمري - ج69: ص167. 13 ـ المصدر السابق: ص292. 14 ـ شرح نهج البلاغة ج1 ص 344.
أقرأ ايضاً
- ماذا بعد لبنان / الجزء الأخير
- ماذا بعد لبنان / 2
- مراقبة المكالمات في الأجهزة النقالة بين حماية الأمن الشخصي والضرورة الإجرائية - الجزء الأول