حجم النص
يستقطب مركز رعاية الشباب التابع لقسم اعلام العتبة الحسنية المقدسة في كل عام خلال الزيارات المليونية مجموعة من الشباب المتطوعين والمنضوين تحت مشروع (رسل الحسين) من شتى المحافظات ليتم زجهم في حملاته التطوعية الهادفة الى تقديم الدعم الفكري والمعنوي والثقافي للشباب الوافدين الى مدينة كربلاء المقدسة". واطلق المركز حملة (انا حسيني) خلال زيارة الاربعين المباركة والتي ضمت مجموعة من الشباب من مختلف المحافظات، وكانت جميع الأمور تسير بانسيابية عالية والشباب يؤدون ما وكل اليهم بسهولة تامة، الا ذلك الشاب الذي كان يواجه صعوبة في اداء واجبه، لم اتمالك نفسي حين شاهدته وهو يعمل بذراع واحدة وفي عينه الإصرار الكافي لتأدية هذا الواجب كبقية زملائه، دفعني الفضول الى معرفة هذا الشخص ومعرفة الدافع الذي جاء من اجله ليقدم تلك الخدمة وهو بهذا الحال! (محمد جاسم حمزة) من اهالي بغداد – الزعفرانية البالغ من العمر (20) عاما ذاك الشاب الذي دافع عن الوطن والمقدسات بكلتا ذراعيه قبل ان يقدم اليمنى قرباناً لوطنه ولم يكتفي بهذا القدر من الخدمة بل عاد ليخدم زوار الحسين (عليه السلام) بذراع واحدة، حدثنا قائلاً: "بعد ان صدرت فتوى الجهاد المقدس للدفاع عن الارض والمقدسات شعرت بمسؤولية كبيرة وقعت على عاتقي وسرعان ما تقدمت للتطوع في احدى فصائل الحشد الشعبي في العام 2014، وشاركت في معارك عديدة وحررنا مناطق كثيرة منها جزيرة الثرثار ومصفى بيجي وتل ابو جراد قبل ان اتعرض لأول اصابة في (قرية الشيخ علي) بعد ان سقط علينا هاون ادى الى استشهاد احد وكلاء السيد علي السيستاني والمعالج واصابتي بكتفي الايمن بشظايا متعددة منعتني من القتال فترة 3 اسابيع، وقبل ان اشفى شفاء تام عدت الى ارض المعركة وشاركت ببعض عمليات التحرير، وفي احد الايام ونحن نستعد للقيام بآخر عملية هجوم في مركز (القيارة) قبل ان نقوم بإعادة التنظيم للاستعداد الى عمليات تحرير الموصل، تعرضنا الى هجوم مفاجئ بواسطة صواريخ حرارية وماهي الا لحظات واذا بنيران تحيط العجلة من كل مكان فحاولت الخروج لكني تفاجأت بإصابتي بذراعي اليمنى وبعد اقل من دقيقة فقدت الكثير من الدماء جراء النزيف المستمر قبل ان ينقلوني الجنود الى اخر الرتل لأجراء الاسعافات الاولية وتم نقلي الى مفارز متعددة وصولا الى مستشفى محافظة كركوك، وبعد اجراء الفحوصات اللازمة اخبرني الطبيب بأن الحل الوحيد لإصابتي هو البتر وكان ردي بأن رفضت البتر في محاولات يائسة للحفاظ على ذراعي، و بعد عدة ايام بدأ مرض (الكنكري) ينتشر في ذراعي وكان لابد من بترها... وهو ما حصل". ويستمر محمد بسرد قصته "كانت صدمة كبيرة في حياتي وانتابني احباط كبير، لكن حبي لأهل البيت وتعلقي بهم خفف علي تلك الصدمة، فكان ابي الفضل العباس (عليه السلام) قدوتي حين قطعت كفيه وهو يحامي عن عرضه ودينه، وبعد مرور الاشهر بدأت اعتاد على العمل بذراع واحة بمساعدة اصدقائي واقربائي، وفي احد الايام عرض علي احد الاقارب التطوع لخدمة الامام الحسين (عليه السلام) في محافظة كربلاء بغية التبرك بزيارة الامام الحسين واخيه ابي الفضل العباس وكذلك الاختلاط بباقي الشباب، لم اتردد في قبول هذا العرض واعتبرت هذا الموضوع هو دعوة من الامام الحسين (عليه السلام) للتبرك بزيارته ومكافأتي لما قدمته، فكان اول حضور لي مع مركز رعاية الشباب والانخراط بحملاته الطوعية في موكب عزاء طلبة العراق الموحد وقدمت ما استطيع تقديمه، وفعلا تحققت المعجزة وتمت مكافأتي من قبل الامام الحسين (عليه السلام) فبعد ان التقيت بمدير مركز رعاية الشباب وسردت عليه قصتي قام مشكورا بتوفير فرصة اللقاء بسماحة المتولي الشرعي للعتبة الحسينية المقدسة ليمنحني امل جديد في الحياة بعد ان اعلن عن تكفل العتبة الحسينية المقدسة بتكاليف زراعة ذراع ذكية في مركز (الوارث) للأطراف الذكية". وعاد محمد للتطوع في زيارة الاربعين وتقديم خدماته لزوار الامام الحسين (عليه السلام) بذراع واحدة بعد ان قدم ذراعه الاخرى هدية لوطنه ولدينه ولمذهبه. رواد الكركوشي/كربلاء
أقرأ ايضاً
- التخطيط تعلن عن الأسئلة الخاصة بالتعداد السكاني
- وزير الموارد يكشف عن آلية جديدة لاستثمار المساحات الخاصة بالخطة الشتوية
- السفير اللبناني يتحدث عن ٢٥ الف شخص من بلاده متواجدين بالعراق (فيديو)