- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
لوزان .... سايكس بيكو جديد ؟!!
حجم النص
بقلم:محمد حسن الساعدي تعد اتفاقية سايكس بيكو من اهم الاتفاقيات، اذ تم التفاهم سرياً عام ١٩١٦، وأثناء الحرب العالمية الاولى على تفكيك الامبراطورية بين بريطانيا العظمى وفرنسا،وبموافقة روسيا، حيث أدى هذا الاتفاق الى تقسيم المناطق التي كانت خاضعة للسيطرة العثمانية وهي سوريا والعراق ولبنان وفلسطين الى مناطق تخضع للسيطرة البريطانية، واُخرى للسيطرة الفرنسية، وبعد مرور ١٠٠ عام على إبرام تلك الاتفاقية تعود إلينا بوجه آخر، وعلى أيدي اخرى غير تلك الايدي، اذ كانت هذه الايدي "داعش"، التي استطاعت من خلط أوراق المنطقة، وإدخالها في صراع دامي، وُادخل الجميع في تلك الدوامة، وكانت الساحة العراقية -السورية هي منطقة الصراع، وكبرت بعد ذلك لتشمل اليمن والخليج، مما وضع المنطقة على حافة التقسيم، وعلى أسس جديدة. الان وبعد مرور ١٠٠عام على توقيع الاتفاقية عام ١٩١٦، شهدت المنطقة والعراق خصوصاً، والشمال تحديداً نشاطات ملفتة للتذكير بهذه الاتفاقية والتنديد بها، اذ مهدت هذه الاتفاقية لتقسيم منطقة الشرق الأوسط عموماً والموصل تحديداً وبطريقة مركزة، لم تأخذ طبيعة المنطقة من حيث القوميات والأقليات، بل لم تراعي حدود المدينة مع دول الجوار، والعلاقة مع هذه الدول ومنذ حقب طويلة، وبالتوازي مع هذه الأصوات تعالت أصوات أنهت هذه الاتفاقية، وأعلن عن وفاتها رسمياً، وان المنطقة بدأت تسير نحو تقسيم جديد، وبخطوط وحدود جديدة، لهذا نراقب كيف ان الدول المحيطة بالعراق كانوا هم اللاعبين الاساسيين، وان داعش هي الكرة التي يتم اللعب بها، وتسييرها حسب طبيعة منطقة اللعب، والحكم الذي يمثل القوى الغربية وفِي مقدمتها الولايات المتحدة الامريكية، التي كانت الراعية والداعمة لهذه اللعبة، والتي امست خطيرة بعد تعدد أساليب الصراع ودخول لاعبين آخرين كروسيا، واستخدام القوة المفرطة في هذه اللعبة. احداث الربيع العربي عام ٢٠٠١، وتراكم العوامل المحفزة للتغير، شجعت من جديد سيناريو تغيير خارطة المنطقة، وإعادة تشكيلها، وبات هذا الرأي يرد كثيراً في الواقع الحالي، وما تمدد داعش ودخوله الى أراضي الشرق الأوسط، وتحديداً العراق وسوريا الا اعلان نهاية حقبة "سايكس بيكو "، وباتت حركة داعش تدمير والغاء للحدود الإدارية بين دول المنطقة، وحتى تركيا المتضررة أساساً من سايكس بيكو، تعالت أصواتها بضرورة الحفاظ على هذه الحدود لتلك الدول، ومع كل هذه الأصوات التي طالبت وتطالب بالحفاظ على حدود ما زالت هناك حركة باتجاه تغيير الخارطة الاساسية للمنطقة، وحتى ايران التي يعتقد البعض انها تسعى الى إقامة فيدراليات مذهبية، الا انها تعمل جاهدة للحفاظ على الشكل الخارجي للدول. يرى الكثير من المحلليين ان ظاهرة التقسيم التي تشهدها المنطقة، ولو ظمناً، ستهدد الأمن الأوربي، وان اَي عملية تغيير ستكون غير صحية، لان الاداة هو الاٍرهاب، وهذا ما أكده اتفاق (كيري - لافروف)، في ضرورة رسم طبيعة واداة الصراع ومستقبله في المنطقة، لان هذا الصراع والمشهد لم يعد مقبولاً من الدول الغربية وتحديداً روسيا، لذلك لزم ضبط وتيرة الايقاع للصراع في المنطقة، وتحديد حجم وانتشار الصراع المسلح، واحتوائه والحد من تفاقمه بما
أقرأ ايضاً
- البرلمان العراقي يقر راتبه سراً ؟!!
- الدعوة إلى تجديد الخطاب في المنبر الحسيني.. بين المصداقية ومحاولة تفريغ المحتوى
- متى .......نتعلم ؟