حجم النص
بقلم:سامي جواد كاظم الثقافة هي السلاح الذي يتسلح بها الشخص حتى يتجاوز المواقف المحرجة والمواقف المحرجة كان تكون اختبار معلوماته او كيف يتصرف اذا ما طلب منه شيء خارج ارادته، او انه يحمل معلومة معينة ويريد اختيار اللحظة المناسبة لطرحها حتى لا ينحرج امام الغير، وعليه فالمثقف هو من يحمل معلومات ثقافية(اهما الاخلاق بكل مفاصلها من حلم واعتذار ولباقة كلام وبشاشة وجه) هذا اولا وثانيا ان يحسن استخدامها. مع انعدام الضوابط في كشف الدخلاء على الثقافة والمثقفين وسهولة بيع الضمير فهنالك الكثير ممن يحمل معلومات وفيرة الا انه يستخدمها وفق مصلحته على حساب مبادئه، وهنالك من يسرق معلومات غيره وينسبها لنفسه فيحظى بمكانة مرموقة وسط مجتمع لا يفقه ولا يلتفت الا الى المشهور اعلاميا والارفع منصبا بغض النظر عن كيفية حصوله على ذلك، بدا هؤلاء ممارسة الثقافة وفق اسلوب الدجل بحيث توحي للغير انهم على درجة عالية من الثقافة والاخلاق، الا ان حقيقته هي الثقافة الخالية من غطائها الاخلاقي، ومن له اطلاع على التاريخ الاسلامي فانه سيطلع على كثير من الشخصيات العلمائية التي باعت دينها لدنيا غيرها، هي مثقفة بالمصطلح العصري ولكنها دجالة بالمصطلح التاريخي، وكم من شخصية مثقفة وعلى درجة عالية من الثقافة باعت مبادئها لطاغية العراق، نعم هي مثقفة ولكن ثقافتها مغلفة بغطاء الدجل، وهنالك دجل شرعي غير مستحب نعم انه شرعي ولكنه غير مستحب، فهنالك كتاب مثقفين لهم مؤلفاتهم (مسودة) وقيمة الا انهم غير ميسوري الحال فيضطرون بيعها لمن يدفع ويكتب اسمه عليه ويكون الكتاب من تاليف المشتري. اما ثقافة الدجل، فهي ثقافة الفن في الكذب على الاخرين ومصادرة ما يرومون الحصول عليه، الدجل هو الغش في العمل ولكثرة انتشاره بين بعض المجتمعات ومنها المجتمع العراقي اصبح الدجل له ثقافته وخصوصيته ولا احد يجرؤ على انتقاده بل اصبح هو الصح وغيره الخطا، لهذا كل من يريد ان يحصل على منصب ما عليه ان يتقن ثقافة الدجل، وكم من دجال يقال عنه مثقف مع علمه هو باننا نعرف انه دجال وعلمنا نحن بانه يعلم اننا نعلم بانه دجال الا ان الامر اصبح واقع حال، الشواهد كثيرة في بلدي ويعج بها البرلمان والحكومة، بل استخدام المفاهيم بشكل مقلوب اصبح عادي جدا بل هو الصحيح. اتذكر ايام الطاغية وخلال فترة الحصار ظهر طاغية العراق من على قناة (9) و (7) يلقي خطابه ومن ضمنه هذه الفقرة (عجل يابه احنا بحصار ولازم تقتصدون، شوفوا انا البس قاط خيطته سنة 1974 حتى اوفر مبلغ الملابس) بعد هذه الكلمات الجوفاء لجا اولا الرفاق الحزبيين الى ارتداء ملابسهم القديمة تيمنا بالقائد الضرورة وثانيا تبعه المتملقون، اصل معلومة القائد الضرورة صحيحة ولكن هل هي في محلها ؟ هل هي حقا من اجل الغاية المنشودة؟ وهكذا نرى ان المثقف الصحيح يعيش بين دجالي الثقافة وثقافة الدجالين.
أقرأ ايضاً
- حقوق العراق المكتسبة في مياه نهري دجلة والفرات
- التخصيب الإعلامي وولادات الثقافة القيصرية
- بعد وفاة العقل الأدبي والشعري العراقي "مظفر النواب".. الأدب والثقافة والتعليم في العراق إلى تراجُع !