حجم النص
بقلم:صالح الطائي مع قرب حلول الشتاء، موسم البرد والمطر، وتعقد الأزمة المالية الخانقة التي تعاني منها جمهورية مصر العربية، فضلا عن الواقع الاقتصادي المتردي الذي أنهك مائة مليون عربي، أقدمت المملكة السعودية على خطوة في منتهى الخطورة، ستقصم ظهر البعير المصري، إذا لم تنجح مصر في اتخاذ التدابير التي توفر لها مصادر بديلة للطاقة بسعر يناسب قدراتها المالية. إذ قال مسئول حكومي بمصر: إن شركة أرامكو الحكومية السعودية وهي أكبر شركة نفط بالعالم، أبلغت الهيئة العامة للبترول المصرية شفهيًا في مطلع أكتوبر بالتوقف عن إمدادها بشحنات المواد البترولية بحجة عدم قدرتها. هذا وكانت السعودية بعد أن تناغمت معها الحكومة المصرية بتأييد مواقفها من الأزمة السورية قد وافقت على إمداد مصر بمنتجات بترولية مكررة بواقع 700 ألف طن شهريًا لمدة خمس سنوات بموجب اتفاق بقيمة 23 مليار دولار جرى توقيعه خلال زيارة رسمية قام بها الملك سلمان لمصر هذا العام. وبموجب هذا الاتفاق كانت مصر منذ سهر مايس الماضي، تشتري من أرامكو 400 ألف طن من زيت الغاز السولار و200 ألف طن من البنزين و100 ألف طن من زيت الوقود وذلك بخط ائتمان بفائدة 2% على أن يتم السداد على 15 عاما. بقي أن نعرف أن إلغاء هذا القرار جاء سياسيا بامتياز، مثلما جاء الاتفاق عليه سياسيا، وقد اتخذت الحكومة السعودية هذه الخطوة المجحفة بحق مصر بعد أن صوتت الأخيرة لصالح دعم مشروع القرار الروسي في مجلس الأمن الدولي بشأن الأزمة السورية، إلى جانب الصين وفنزويلا. هذا وكانت السعودية على يقين تام أن هذه الشراكة لن تدر عليها عسلا، وأنها ستئول إلى الفشل الذريع، نظرا لتعارض الآراء واختلاف الرؤى بينها وبين مصر، في الأقل هذا ما اتضح من تغريدات الأمير خالد بن طلال بن عبد العزيز التي نشرها في حزيران 2014، إبان زيارة الملك للقاهرة للقاهرة، والتي أعاد نشرها اليوم معترضا على تصويت مصر لصالح المشروع الروسي. أما على أرض الواقع فإن هذه الخطوة لا تقل خطورة وتدميرا عن محاولة زج مصر في أتون ما عرف بالربيع العربي، والتي تجاوزتها مصر بحكمتها وثقافة شعبها، ولكن خطورة هذه الأزمة أنها حتى مع نجاح الحكومة المصرية بتجاوزها فإنها سوف تترك آثارا مدمرة على الشعب المصري، لينضم من جديد إلى طوابير الشعوب العربية المعانية، مما سيسهم بشكل بارز في خراب أمة العرب بسبب وهن العرب أنفسهم، وصدق رسول الله بقوله: "يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها، فقال قائل: ومن قلة نحن يومئذ؟ قال: بل أنتم يومئذ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم، وليقذفن الله في قلوبكم الوهن".
أقرأ ايضاً
- فازت إسرائيل بقتل حسن نصر الله وأنتصرت الطائفية عند العرب
- الرسول الاعظم(صل الله عليه وآله وسلم) ما بين الاستشهاد والولادة / 2
- الشماتة بحزب الله أقسى من العدوان الصهيوني