- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
صحفي سعودي يفضح كذبة صيام عاشوراء
حجم النص
بقلم:سامي جواد كاظم الاعلام مهنة خطيرة وكما يقال سيف ذو حدين الحد السيء له استخدامان الاول المهني الذي يستخدمه استخدام سيء فيفسد في المجتمع ويغير الحقيقة، وغير المهني المتطفل على الاعلام فانه يشوش العقل ويلوث الثقافة والمهنة. الكاتب السعودي صالح الشيحي كتب مقالا رائعا في جريدة الوطن الصادرة يوم 7/10 بعنوان "تقارير صحفية مخادعة"، نعم ان مقاله جاء متفقا مع ما نؤمن به كشيعة ولكنه قبل استخدامه المثال لتقرير كاذب وخادع عن صيام عاشوراء فانه شخص الاسلوب التمويهي الخبيث الذي يستخدمه المهني الاعلامي في تثبيت الكذبة والخدعة وجعل المتلقي لا يدقق في المعلومة التي ذكرها التقرير من خلال الحاقها بمعلومة اقوى من الاولى وتكون ضمنا تاكيدا للاولى، وخير مثال على هذا الاسلوب المخادع ذكر الاستاذ الشيحي هذا المثال في مقاله " التقرير الصحفي أمامي على شاشة المحمول هذه اللحظة.. إنه يثبت ما أقول تمامًا..(يقصد "تقارير صحفية مخادعة") التقرير يفترض وجود ظاهرة اجتماعية تتعلق بصيام يوم عاشوراء في السعودية.. هذه الكذبة الأولى.. لم أجد وصفًا آخر.. في السطر التالي يقول التقرير: (السعوديون يستعدون للصيام من جديد).. هنا يوهمك بالقول إن كل السعوديين سيصومون، بل ويقومون بالاستعداد لذلك! لكي يفوت عليك فرصة الاحتجاج يدخلك مباشرة في خلافات فقهية حول صيام التاسع أو الحادي عشر.. فتنشغل بالعبارة الثانية عن الأولى.. في هذه اللحظة يمرر لك كذبة أخرى: (يبدأ السعوديون بالحديث عن ماذا سيأكلون في ذلك اليوم، وماذا سيعملون).. وحتى لا تحتج مرة أخرى وترفض هذا الكذب، يمرر لك بيانا لهيئة كبار العلماء حول صيام عاشوراء، حتى تنشغل عن عبارته المضللة ببيان الهيئة..! يواصل المحرر المتمكن تمرير تقريره المضلل بقوله: (وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي صوراً عن نوع الطعام الذي سيطبخ عندهم).. وليس لذلك أي صحة، وقبل أن تفكر، يدمج ذلك بقوله: حساب هيئة كبار العلماء على "تويتر" بث تغريدة عن سنة صيام عاشوراء.. ثم يمرر لك ما يؤكد وجود الظاهرة بقوله إن النساء في بلادنا يقمن بالطهي بصورة جماعية.. وقبل أن تصحو من حفلة التنويم هذه يقول لك إن إمام وخطيب المسجد الحرام أوصى في خطبة الجمعة، بصيام عاشوراء! هذا مثال قد يبدو غير ذي قيمة، لكن هناك تقارير سياسية تنتهج نفس الأسلوب، تخلط الحقائق بالأكاذيب، فيبلعها المتلقي دون أن يشعر! " ارجو من المهني الاعلامي اعادة قراءة هذا المقال واسلوب الاستدراج في ضخ الكذبة، فالخطا ليس بالاسلوب فانه يمكن ان نستخدمه لترسيخ ثقافة سليمة وشرعية لانه الاقوى في تثبيت ونشر المعلومة ولكن لاحظوا بشكل دقيق الاسلوب وكيفية اختياره للمعلومات التي تستدرج المتلقي، ومثل هكذا تقارير تعج بها وسائل الاعلام عالمية او محلية.
أقرأ ايضاً
- النشر الصحفي لقضايا الرأي العام
- ما يميز ثورة عاشوراء خمسٌ على الأقل
- التقارب السعودي الإيراني.. أمامه سجادة حمراء!