حجم النص
بقلم:حيدرعاشور طرح عليّ صديقي سؤالا، ماذا تعرف عن (أولاد القواطي)؟،وبدأت استعرض إجاباتي (أصحاب المعلبات،محبي المعلبات،الذين يجمعون القواطي في الأزقة والطرق،الذين يشربون المشروبات عن طريق القواطي،وووو)واحتمالات كثيرة ومعاني لمفردة (قوطيه) لم تتطابق مع أي مفردة إلا مع علبة من الصفيح... هنا ارتفع صوت صديقي ضاحكا، وهو يسرد عليّ بمعرفيته القديمة بقول (أولاد القواطي)،كانت تطلق على الأطفال الذين يلعبون كرة القدم في الأزقة القديمة خاصة وقت الظهيرة،وهذا الوقت كان يزعج الكثير من الناس فكانوا يطلقون أصواتهم اذهبوا بأولاد القوا طي... وألان تكاثروا أولاد القوا طي ليس في الأزقة والمناطق بل على ساحات السياسة ويمثلون بلد وهم،فعلا (أولاد قواطي) لابتعاد الغيرة والحرص والشرف والحب عن قواميسهم الأخلاقية لذلك كانوا بامتياز (أولاد قواطي)،خاصة (قواطي) هذا الزمان فيها من الدسامة الغربية المتصهينة ما تجعل ضمير مقتنيها وشاربيها جاءت بنتائج وافرة الجودة، سابقا يطلقون على الأطفال (أولاد القواطي) لان بعض العوائل تشتري حليب قواطي، وترضع منه أطفالها،فكل مشاكس هو من صنف (أولاد القواطي)...وما أكثرهم على الساحة السياسية العراقية وهم يتصرفون كأطفال الراضعين من حليب الغرب الدسم ليموت فيهم الشرف والغيرة على وطنهم العراق..فلم يعد هناك غيرة على العراق... ولم يهتز لهم ضمير، وهم يستنكرون القتل في كل أرجاء العراق،بقباحة وعدم (مستحه)... وقد غسلوا وجوهم بماء القذارة، فلم يعد لهم حياء،كل شيء عادي بأقوالهم السمجة والبليدة والباردة والممتلئ بالانوية السخيفة،ولا يحرك لهم ساكن لوطنيه او شكل إنساني،ملة غريبة وعجيبه... ولم يحاولوا الرحيل أو التنازل ولم يجدوا الحلول ولا يستعيضوا بالبدائل... الأوضاع تتفاقم وأعداء العراق من باطن ارض العراق... وسألت صديقي الم يشرب احدهم من نهر دجلة والفرات وهو قادم من ارض الترف ؟.. الم يشرب احدهم من صدر أمه حليب الشرف والعز والغيرة؟ يقول لي: لا تتذمر،لن يرحلوا طالما كنوز العراق وفيرة بالذهب والفضة!.. لن يرحلوا طالما رواتبهم تعادل ميزانية دول عربية وأجنبية! وشعبهم مسحوق يحاول ان يعيش والسلام وخضعوا باستسلامهم لأمر الواقع، ولا يحاول هذا الشعب ان يغير شيئا من وضع هؤلاء... ونخاف ان يجف حليب أمهاتهم فيخرج جيلا كاملا من أولاد القواطي وبوادره واضحة ليس هناك غيرة لبعض من الشباب اتجاه بلدهم ولا عن عوائلهم.. يشترون ذمته بطرق سهلة ويسيرة... ويلعبون بأدمغتهم فيسيروا عكس الاتجاه بلا توقف... واخرين يخضعون لعمليات تغير عواطفهم وعقولهم من إنسانية الى حيوانية فيصبح كالحمار يوجهونه كيفما يشاءون ويصل الى قتل نفسه بحيوانية بعد ان يفجرونه وسط ناسه وأهله ليقتل ويقتل من حوله باسم الجهاد وهذا أيضا جهاد من هم على شاكلة أولاد (القواطي).
أقرأ ايضاً
- الرزق الحلال... آثاره بركاته خيراته
- مسؤولية الأديب في زمن الاحتضار.
- قل فتمنوا الموت إن كنتم صادقين... رعب اليهود مثالاً