- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
كتيبة الناشئين تخطف بطاقة المجد القاري
حجم النص
بقلم:عبدالجبارنوري/السويد هل تصدق أن المنتخب العراقي للناشئين يتأهل للمونديال ؟، ويحجز تذكرة نصف نهائي آسيا ويتأهّلْ إلى نهائيات كأس العالم تحت 16 عام في الهند، بعد فوزه يوم الأحد الماضي على أيران بركلات الجزاء الترجيحية ، وتمّ تتويج هذه النخبة اليافعة من منتخب الناشئين لكرة القدم بكأس آسيا وأن ترسم أسطورة خيالية لا تصدق في عالم الكرة وهو يقلب موازين اللعبة على منتديات العالم الرياضية، ويكون سفيراً عابراً للقارات، ويتجاوز قمة أفرست ويتالق كنجمة الصباح أفروديت في طلب العلا، وتثير آلاف الأسئلة العجيبة والغريبة كيف تمكن هذا الفريق الناشيء من هذا الأنجاز الرياضي المحال لا المستحيل ؟ ولا زالت أسئلة الأستغراب والتعجب تتراقص أمامي هل عادتْ المعجزات ؟ التي غُيّبَتْ في زمن العصرنة الحداثوية أم سحر عصا موسى العصي الأستنساخ!! في أن تصل نخبة الناشئين الصاعدة إلى مدينة (غوا الهندية) وهي الفرصة الذهبية التي يبحث عنها لاعبونا والتي لم يبلغها العراق من قبل، وعلى كل حال هو المجد الكروي الجديد، وكما يؤكد مختصون في شؤون الرياضة { التأهيل وحدهُ إلى المونديال يعد أنجازاً كروياً بحد ذاته }، لعمري لقد أثار هذا الأنجاز الفريد والأكثر من رائع ليرقى إلى قمة المستحيلات والتطورات وأن يناطح أندية العالم ومدارسها المتعايشة مع أكاديميات برشلونه وريال مدريد وبايرن ميونيخ ومانجستر يونايتد (للناشئين) والمتألقة والتي تحمل آلاف نياشين الفوز وأستحقاقات الفوز، والمحاطة بجميع وسائل الدعم الحكومي والمعنوي وساحات لعب خضراء وجمهور منصف ومثقف بالروح الرياضية، بيد أن هذا لفريق معدم وفقير ومعزول لم يتعود على اللعب على بساط أخضر، وهو غارق بين مهاترات وتسقيطات أتحاد الكرة بدوائرها المغشوشة فساداً أداريا ومالياً وأنديتها المتشظية والمتردية والنطيحة. وليس غريباً أن ينتمي هذا الفريق المعجزة للمجتمع العراقي المستلب الذي يكتوي يومياً بنيران الحاكم والمحكوم على السواء ويشارك شعبهُ المآتم وأتساع القبور وأشلاء التفجيرات وجينوسايد التكفيريين وفتاواهم الظلامية في.تحريم لعبة كرة القدم كبوكو حرام!!!، وهل يغيب عنا تفجير الأرهابيين في مجزرة ملعب بابل في مطلع هذه السنة، وأشلاء اليافعين من الشباب الغض مبعثرة على أديم ملعب بابل الترابي. وحقاً لنا الشرف الأعتزاز واالفخر بتلك النخبة الغضة المليئة غيرة وحمية على أسم العراق العظيم، وأكرر سؤالي بتعجب وبألحاح كيف: تسلقوا هذا المجد ؟؟ وهم محرومون - كشعبهم – من العناية الحكومية ومن الأعلام الوطني الهادف ومن جمهور منصف ذي حسٍ رياضي، وكذلك غير معنية بأستقدام خبرات المدربين وتلقيح المنتخب بواحد أو أثنين على الأقل من نجوم محترفي النوادي العالمية. وأقتنعت بأن هذا الفوز القدر والحس الوطني لدى الفريق الناشيء، والطموح الخارق للصعود إلى هذا المجد الكروي، وأسهامه في صناعة هذه الأبداعية الكروية من خلال الأداء المتميّزْ للاعبينا الذين أثبتوا قدراتهم عبر أنضباطهم العالي داخل الأرضيات الخضراء وتنفيذهم للواجبات الموكلين بها وبدقة متميّزةٍ، وحصولهم على جائزة (اللعب النظيف) وحصد جميع الميداليات الأستحقاقية عندما توج كبطل لقارة آسيا، وأحيي الأمكانيات التقنية الخلاقة والأجتهادية الصائبة عند المدرب العراقي المتفاني الدؤوب " قحطان جثير " وحياكم وطوبى لكم --- والله لقد كسرتم النحس الذي رافق الأجيال الكروية العراقية السابقة واللاحقة التي لعبت في صفوف منتخب دون سن 17 منذُ 1985، وأرسلتم رسالة بليغة للعالم بأن كرة القدم في العراق موجودة ---- تحية أكبار وفخر وأعتزاز لمنتخبنا الشبابي ---- والشكر الجزيل للمدرب الوطني الغيور والمثابر " قحطان جثير " باحث وكاتب عراقي مقيم في السويد
أقرأ ايضاً
- مسرحية العقوبات الامريكية على كتيبة صهيوني
- بانتظار بطاقة الأسود
- لماذا لا تعتمد البطاقة الموّحدة بديلا ؟