- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
خطاب العيد ... من الحزبية الى الوطنية ؟!!
حجم النص
بقلم:محمد حسن الساعدي بنظرة وقراءة موضوعية لخطاب رئيس المجلس الاعلى عمار الحكيم، بمناسبة عيد الأضحى المبارك، والتي خرج فيه من خطابه المعتاد في المناسبات التي يقيمها دورياً من خطاب لجمهوره الى خطاب وطني عام، يحاكي جميع طبقات وفئات الشعب العراقي، وعلى الرغم من خطاب الحكيم التنظيمي في مناسبات عدة، الا ان خطاب العيد تميز بعبوره الحزبية، ومحاكاته هموم ومشاعر المواطن العراقي، وخروجه من بوتقة الفئوية والحزبية الى فضاء الوطنية. خطاب الحكيم تقدم كثيراً، وخرج من كونه خطاباً يهوي او يستهوي جمهور المجلس الاعلى، الى خطاب وحدوي يريد تقديم رؤية وخارطة طريق لمستقبل البلاد القادم، حيث يناشد في خطابه كل الخيرين والمخلصين على تغليب المصلحة الحزبية، وتقديم مصلحة وطن سحقته ماكنة الظلم والجور، والقتل والذبح، وسرقة امواله وخيراته من سياسيه، ومد يد العون لانتشاله من مستنقع الموت والخراب، ونهاية وجوده السياسي. الحكيم أحرج ساسة الشيعة بهذا الخطاب، وهذه الرؤية، ووجد البعض منهم نفسه، كالنعامة " راْسه في التراب "، والبعض الاخر بدا يشكك، ويضع العراقيل والتساؤلات امام مهمته القادمة كرئيس التحالف الوطني، والتي بدت للوهلة الاولى منصباً فيه من الشأنية والرمزية الشي الكثير، وعلى الرغم من صعوبة مهمة الحكيم في رئاسة مجموعة من الشخوص المختلفة شكلاً ومضموماً وفكراً، الا ان العزيمة والاصرار ترتسم في حركته وخطابه، وشعاره في توحيد التحالف الوطني، وأعاده تفعيل دوره الرسمي في توجيه الدولة وتعديل المسارات الخاطئة. الحكيم في خطابه وجه دعوة الى الشعب العراقي، للعمل سوية من اجل بناء صورة جديدة، واعتمد في خطابه على قوة هذا الشعب وعقلانيته، وقدرته على تجاوز المرحلة، والانتقال من حالة الجهل والتخلف والظلم، وفقدان الأمان الى بر الأمان وتجاوز العراقيل والمنغصات التي سادات المراحل السابقة، وذلك من خلال. الاعتماد على الطاقات والكفاءات، وقوى التجديد، كونها اليد التي تحمي وطنها من جانب، وتبني وتعمر من جانب اخر، نحو بناء الدولة المدنية والتي يشعر المواطن فيها بالانتماء لها، وزرع روح الحماسة والايجابية في نفوس ابناءه، والنظرة التفاؤلية في تغيير الواقع، وتعديل المسار، وطرد الفاسدين، وإعادة دور المواطن في رسم وبناء مستقبله، وقتل وانهاء اليأس والاحباط، وبناء المجتمع المتصالح مع نفسه. على الرغم من صعوبة المهمة، امام الاختلاف والخلاف بين القوى الشيعية، والتي أعلن البعض عن موقفه من رئيس التحالف ذو ٤٤ عاماً، فالبعض بدا متشائما من نجاح مهمة الحكيم، والبعض الاخر هنأ خجلاً، وأكاد اجزم ان الجميع لم يكن مرحباً بهذا الخيار المحرج، الا ان المواقف والخطاب الذي قدمه الحكيم للجمهور، أحرج كيانات التحالف الوطني، وجعلهم امام خيارات صعبة، في اعادة جبهة الشيعة، بعد التشرذم والانقسام الذي اصاب قواها، خصوصاً ونحن على اعتاب انتخابات مصيرية تحدد خارطة العراق الجديد، وقواه السياسية.
أقرأ ايضاً
- الرزق الحلال... آثاره بركاته خيراته
- قل فتمنوا الموت إن كنتم صادقين... رعب اليهود مثالاً
- البيجر...والغرب الكافر