- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
القراءة المجتزأة للتأريخ ..خطأ استراتيجي كبير..
حجم النص
بقلم:عبد المنعم الحيدري لم يكن ما تناوله القرآن الكريم عن سالف الامم مجرد اخبار فقط , بل ليعلمنا الاستفادة من التجارب السابقة , وكذلك ما جاء في احاديث رسول الله (ص) , عن تلك الامم السابقة , وحتى سلوك الامام علي عليه السلام , خصوصا في تعامله مع من بقي من تلك الامم من اليهود والنصارى , يدل على ان لتلك الامم تجارب , لابد من الفرد او المجتمع ان يقف عندها لغرض الاستفادة , حتى جاء اهل العلم والبحث فقالوا: (ان التاريخ جذور الماضي , ننظر اليه , ونحن نقف على دكة الحاضر , لنرسم صور المستقبل) , وهكذا حتى جاء , المفكر الاستراتيجي (ليدل هارت) , ليضع كل ذلك بكتاب اسماه (التاريخ فكرا استراتيجيا) , كل العظماء يؤكدون على اهمية التاريخ وقراءته قراءة صحيحة , و لعل اخطر شيء على الانسان الذي يدعي الوعي من الناحية الفكرية هي تلك القراءة المجتزأة سواء كانت تلك القراءة لرسالة او لخبر او لكتاب , او للتاريخ. ومن اخطر القراءات المجتزأة في القرن الواحد والعشرين هي تلك القراءة التي قام بها سياسيو العهد الجديد من الشيعة في العراق بعد العام 2003م , للتاريخ السياسي , حيث قرؤا التاريخ لمدة لا تزيد على مائة عام محصورة بين عام م1916م , وحتى نهاية العام 2002م , واعتبروا ان عدم استلام الحكم في العراق آنذاك من قبل الشيعة كان خطأ استراتيجيا , ولابد من الاستفادة من تلك التجربة , وهم يعتقدون ان شيعة العراق قد دفعوا ثمن ذلك دما عبيطا على مدى ثمانين عاما, ولهذا قرروا الاستفادة من ذاك الخطأ ومن تلك التجربة , وعدم تكرارها , الا انهم للأسف الشديد , وعلى الرغم من حرصهم على القراءة الجيدة للتاريخ ,الا انهم قد وقعوا بخطأ جسيم من حيث لا يشعرون , والخطأ وهو القراءة المجتزأة للتاريخ , لم يكلفوا انفسهم بقراءة تاريخ فترة حكم الامام علي (ع) , والاطلاع على ما كان يفعله معاوية , من اعمال عنف ضد القواعد الاجتماعية , وكيفية ضرب الامن والاستقرار , في مناطق بعيد عن العاصمة الكوفة المقدسة , وفي اطراف الدولة , وذلك من خلال وسائل واساليب وادوات ترهب الناس , على يد دواعش عصره من امثال اللعين بسر بن أرطاة , والحصين بن النمير , وغيرهم من القتلة , وذلك كله من اجل ان يفقد الناس الامن , وتفقد الدولة استقرارها , واستنزاف مواردها الاقتصادية , والبشرية , ولو كان سياسيو العهد الجديد قد أطلعوا على تلك الفترة التاريخية وقرأوها قراءة جيدة واخذوا احداثها بنظر الاعتبار , لكانوا قد استعدوا لها ووضعوا لها الخيارات اللازمة , في حال حدوثها مرة اخرى. بعد العام 2003م , وبسبب عدم القراءة الجيدة وعدم الاطلاع والاهتمام , انتج عدم الاستعداد , لحدوث مثل تلك الاعمال الاجامية ,خصوصا ان الدولة لا زالت فتية , وغير مستعدة لتلك الاساليب الارهابية , التي تحدث في مناطق بعيدة عن العاصمة بغداد , والتي يصعب على الدولة حمايتها بسبب موقعها الجغرافي النائي، والبعيد , وهكذا بدأ الناس يفقدون الامن، والاستقرار , ويعتبرون الدولة عاجزة عن حمايتهم من خطر الارهاب , وهذا هو الهدف المقصود لمن لم يروق لهم العهد الجديد في العراق , وكل ما يدفعه اليوم ابناء الشعب العراقي في مناطق العاصمة الحبيبة بغداد، وفي مدن الوسط، والجنوب , والمناطق الغربية للعراق , هو بسبب قراءة التاريخ قراءة مجتزأة لحقبة مظلمةت مرَ على العراق , لذا اقول لهؤلاء ان كانوا يريدون الامن والاستقرار فليعيدوا قراءة التاريخ , ويضعوا معالجة لا خطاءهم الفكرية , كما عليهم ان يحيدوا النفاق والمنافقين , ممن يمد يده اليمنى , ليبايع , ويغدر باليسرى وينكث , كما فعل السالفون منهم , وذلك من اجل تصحيح الاخطاء والحفاظ على النظام السياسي الجديد , رغم سلبياته ومساوئه.