- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
عاصفة العبيدي أي غُبْرَة أثارت ؟؟؟؟
حجم النص
بقلم:حسن كاظم الفتال بداية ألفت عناية الأحبة إلى المثل الشعبي القائل: إلحگ العيّار الباب الدار ومثل لدى أناس آخرين يقول: ستعلم حين ينجلي الغبار... أفرس تحتك أم حمار وقول أحدهم: ألم تر أن اليوم أسرع ذاهب *** وأن غدا للناظرين قريب؟ لقد كثر اللغط والنقاش والكلام المسهب والسجال والجدال حول ما فجره وزير الدفاع في فضحه للنواب الفاسدين وشكك البعض بالنوايا وظن البعض ظن السوء. وآخرون اعتقدوا بوجود من نكأ جرح العبيدي وهو بعد لم يندمل فراح الـ.... يسيل جلس العبيدي على كرسي الاستجواب تحت قبة البرلمان ذلك الكرسي الذي يقترب كثيرا في وصفه من كرسي الاعتراف. وعلى حين غرة تحول من متهم إلى فاضح للمجرمين ومعلن للجرائم التي ترتكب ضد هذا الشعب المسكين وكشف المجرمين الذين يرتكبون تلك الجرائم وفتحت ملفات ما كان بالحسبان فتحها وربما أهملت أخرى بعد حدوث الفوضى في البرلمان من تلك التي كان الأولى أن يشار إليها. أيها الأحبة لم أكن محللا سياسيا ولا حتى قريبا من ذلك. وليس لي رغبة في الحديث عن السياسة لما انتابني من حالة اليأس التي انتابت الجميع من وجود أي حل إصلاحي للعملية السياسية أو على الأقل أي تغيير في المسار. إنما مثلي مثل كل العراقيين الذين أصبحوا لا يتداولون أي حديث دون أن يكون للجانب السياسي حصة فيه وليس لي سوى أن أشارك في إدراج هذه الحصة واطرح رأيا متواضعا يندرج مع بعض الآراء بعد المتابعة الجيدة للحديث ليس لي سوى أن أتساءل كيف ينبغي لنا أن نتعاطى مع هذا الأمر؟ والحصول على أدنى إجابة يحتم علينا خلع رداء الشك والظن السيئ بالآخرين ولو لمرة واحدة. وأن نفترض أن هذا الرجل كان صادقا حقا وشجاعا في موقفه. وإن لم يكن صادقا في حديثه فقد كان جريئا في تفجير أكبر قنبلة موقوتة.. لم يستطع أحد سواه أن يفجرها من قبله. رغم أن مسمار الأمان كان مسحوبا منا وهي مهيئة للإنفجار. إن انتظارنا لإنجلاء الغبار وثم لحاقنا بالعيّار لباب الدار حتما سيدلنا على حقيقة معينة. ولنتذكر بأن مساندتنا له توفر فرصا لكشف ملفات أخرى من أناس تنقصهم الجرأة والشجاعة ولعلنا نحظى بمن يسلك السبيل نفسه ويفجر ألغاما مدفونة هنا وهناك أو يدلنا على أقل تقدير على حقل ألغام مزروع في طريقنا لنكون أكثر حذرا ويقظة لقد كشف العبيدي عن ملفات مبهمة ولعل أبرز لحاظ لصدق هذه الإعترافات هو انهيار بعض الفاسدين وصراخاتهم داخل البرلمان ومحاولات البعض منهم للتشويش والتهريج وطلب تأجيل عملية الاستجواب. والدليل الآخر والذي هو أكثر مصداقية التصفيق الحاد من قبل بعض البرلمانيين للعبيدي. مما يشير إلى أن الكثير منهم هو أعلم بوجود هذه التراكمات بالمساومات الصفقات المشبوهة على حساب تجويع الشعب وسلب حقوقه ونهبها نهبا تاما. وطال انتظارهم لإزاحة الكم الهائل من التراكمات للأكاذيب أو الوعود الباطلة وقد اعترى هؤلاء النواب اليأس الملل بالحلول من إيجاد المعالجات. وما تأييدهم للعبيدي إلا كشفٌ عن عدم قناعتهم بوجود هذه الزمرة الفاسدة الجاثية على رقاب الناس.وبما أنهم تعذر عليهم امتلاك جرأة العبيدي وفقدوا الأمل في إيجاد الإصلاح الذي يتمنونه لذا فقد صفقوا لمن أناب عنهم وتبنى مهمة تعرية الفاسدين بنفسه وتكفل هذه المهمة نيابة عنهم ولامتلاكه لهذه الشجاعة التي عجزوا عن امتلاكها. وحين نفترض إن العبيدي كان مساوما للآخرين. فإن تكرار تصفيق بعض النواب له يعد مدلولا يدل على أن الأمر فيه الكثير من المصداقية أو أنه ينم عن مصداقية تامة. هذه النتيجة تنشئ الكثير من التساؤلات: كم هي نسبة المصداقية في كلام العبيدي الذي كانت قسمات وجهه وملامحه وبعض عباراته الحادة شاهدا على شيء من المصداقية ؟ هل ما مدى اعتماد هذه المصداقية ؟ ماذا ستكون حصيلة هذا الاستجوب التاريخي الذي ورط حتى طالب الاستجواب وأبرز شيئا من الفضائح وفضح بعضا من النوايا والمقاصد؟ ما هي النتائج التي ستترتب على هذه الحصيلة ؟ هل سيبرز مُستجوِبٌ ليستجوب فاسد أو شاهد على الفساد؟ ماذا سيحصد الشعب المغلوب على أمره بعد كل هذه المماحكات والمناكثات والتجاذبات المنفعية التي أنهكت الشعب ؟ دعونا نتبع العيّار لباب الدار. لعلنا نحظى بوقفة على شرفات الحقيقة